Friday, December 9, 2011

الأغلبية الفائزة




مجرد ذكر كلمة "أغلبية" فهي تهدم تمثيل الكل .. الأغلبية السياسية متغيرة وهي تحصل على موافقة من الشعب على تنفيذ برنامجها السياسي وليس على تشكيل المجتمع على هواها .. الدساتير تُكتب لتمثل الكل ولتعيش عقوداً وربما قروناً وليس لتتغير بتغيُر أغلبية سياسية كل 5 أو 10 سنوات 

قوانين أي دولة هي أنعكاس لقيم مجتمعها و ليس العكس .. فالقوانين تُسَن بناء على معطيات المجتمع و أعرافه و طبيعة تنوعه و ثقافته المتوارثه و تعددية أعراقه و أديانه والا ستصبح قوانين مجحفة لا يمكن تطبيقها على الأرض .. فالقيم المجتمعية و الأعراف الثقافية لا يمكن فرضها و لا نشرها بقوانين 

أذا ما اتفقنا على مبدأ الفصل بين السُلطات ضماناً لدولة متوازنة أذاً كيف تُمنَح أحدى السلطات تفويضاً بتقرير صلاحياتها وصلاحيات السلطات الأخرى ؟ .. فربما تحتكر لنفسها أهم أو كل الصلاحيات و هو ما يخشاه الكثيرون في الحالة المصرية و لا يفهمه البعض 

مبدأ تضارب و تعارض المصالح موجود بقوة أذا ما سيطرت السلطة التشريعية "البرلمان" - التي غالباً ما يُكَوٍن أغلبيتها طيف سياسي واحد - على وضع دستور البلاد .. فماذا يمنع هذه الأغلبية من وضع كل الصلاحيات بيد البرلمان بل و كتابة بنود تؤسس لحكمها هي منفردة .. ما الذي يمنع تلك الأغلبية البرلمانية من الأنقلاب على الديمقراطية نفسها و هدم مبدأ تداول السلطة أو هدم الديمقراطية باستخدام أحدى آلياتها عن طريق الوصول الى البرلمان و كتابة دستور يقدس البرلمان ويضع كل صلاحيات الحكم بيده .. علماً بأن مشروعها السياسي الذي وافق عليه الشعب ربما لا يلاقي قبولاً عند تنفيذه فيرى نفس الشعب تغيير هذه الأغلبية في الأنتخابات اللتي تليها .. السؤال هنا .. هل يكتب التلاميذ مقرر ما سيدرسونه ؟ .. و هل يقرر الموظفون مسئوليات عملهم منفردين ؟ 

الفصل بين السلطات "التشريعية - التنفيذية - القضائية" يتمثل بصورة أعلى و أوضح في الجمهورية الرئاسية وليس البرلمانية .. في الجمهورية البرلمانية تسيطر السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية متمثلةً في تشكيلها للحكومة من الكتلة الغالبة في البرلمان .. في الجمهورية الرئاسية البرلمان يحاسب الحكومة ولا يسيطر على السلطة التنفيذية بل تكون السلطة التنفيذية تحت اشراف رئيس الجمهورية و البرلمان له منح أو سحب الثقة من الحكومة و استجواب الوزراء .. في النظام الرئاسي - البرلماني المختلط تتوزع الصلاحيات بين رئيس الجمهورية "ما يتعلق بالأمن القومي - الدفاع - السياسة الخارجية" و رئيس الوزراء "أدارة الشئون الداخلية والأقتصاد" و لابد من تنسيق و تكامل تحت أشراف رئيس الدولة 

من معضلات النظام البرلماني التحالفات الحزبية اللتي ربما تتغير بعد وقت من تشكيل الحكومة  في حالة وجود تكتلات مختلفة من أحزاب لم يحصل أي منها على الأغلبية المطلقة .. و قد ينتج عن هذا أن نجد التحالف الأنتخابي الذي فاز بأغلبية أصوات الناخبين لا يتمكن من تشكيل حكومة بعد تمام الأنتخابات و يصبح من خسر الأنتخابات هو رئيس الحكومة .. و لدينا اليوم مثالين على ذلك في العراق كتلة المالكي لم تفز بالأنتخابات و أنما فازت بها كتلة علاوي اللتي تفككت تحالفاتها بعد الأنتخابات فلم تستطِع تشكيل حكومة تحوز ثقة البرلمان .. و المثال الآخر في لبنان حيث تحالف حزب الله خسر الأنتخابات و انتهى به الحال يشكل الحكومة بعد أن سحب وزرائه من حكومة الحريري .. في وجود تعددية حزبية و عدم حصول أي حزب على أغلبية مطلقة و تغير التحالفات بعد الأنتخابات ينشأ أحد أهم عيوب النظام البرلماني و هو أنه نظام خادع فربما يصوت الناس لتحالف انتخابي بناء على برنامج معين لينفَضَ هذا التحالف بعد الأنتخابات و يشكل من لم يُصوٍت لهم الناس الحكومة .. و من عيوبه أيضاً هدمه لاستقرار من المفترض أن يمتد طوال الدورة البرلمانية حيث يمكن أن تسقط الحكومة كل شهرين على حسب أهواء السياسيين و تحالفاتهم المتغيرة و مصالحهم المتضاربة 

الفصل بين السلطات الثلاث وتوزيع الصلاحيات عليها يضمن تقليص الفساد .. ويظل المجتمع بحاجة الى القضاء على البيروقراطية وأفراز مجتمع مدني قوي .. و المجتمع المدني القوي لابد أن تتوزع أدواره ما بين الرقابة على أداء الحكومة والخدمات العامة والتوعية السياسية 

الصحافة والأعلام يمثلان السلطة الرابعة في أي دولة قوية عليهما عبء التوعية والتثقيف وكشف الفساد واستطلاع الرأي العام .. فهما ليسا فقط مجرد وسيلتا تسلية .. فلا توجد دولة حديثة قوية بدون أن تكون للحكومة أو أدارة البلاد مصداقية عند الشعب .. و هذه المصداقية تأتي من الشفافية والقوانين الواضحة لتداول المعلومات 

الحلم المثالي هو دولة تحترم المواثيق العالمية لحقوق الأنسان في دستورها "أبوالقوانين" .. تداول سلطة حقيقي وتنافس شريف .. توزيع متوازن للصلاحيات مع الفصل بين السلطات الثلاث وضمان استقلال القضاء .. سلطة رابعة من أعلام وصحافة شريفة و وطنية .. قوانين لعدم التمييز .. القضاء على البيروقراطية واللجوء الى الحلول اللامركزية مما يقلل الفساد الى الحد الأدنى .. عدالة توزيع موارد الدولة على الكل بما يضمن عدم التهميش لأي قطاع أو مجموعة في المجتمع .. مجتمع مدني خدمي توعوي رقابي قوي يناضل دائماً من أجل مكافحة الفساد والأرتقاء بالوعي السياسي و مكافحة التمييز .. وضع أصلاح التعليم والأعلام كأولوية مطلقة حالياً و جعلهما المشروع القومي الذي يلتف حوله الجميع .. و هذا الحلم يجب أن تتوافق حوله كل طوائف الشعب بصرف النظر عن الأغلبية والأقلية السياسية المرحلية 



Monday, November 14, 2011

فوقية و علوية ....


فوقية و علوية أسمان أنثويان كانا منتشرين في مصر حتى منتصف القرن العشرين ... من ميراث الأمبراطورية العثمانية والبورجوازية التركية ... كانت تسمى بهما الأميرات وبنات العائلات العريقة و كان الشعب المصري يختارهما لبناته حباً في شخصية معينة أو تقليداً يوحي بعراقة الأصل أو سمو الشأن ... ثم انتهي عصر فوقية و علوية ليأتي عصر مديحة و نادية و سهير ... يليه عصر سحر و مها و ريم ... لنعود و نتذكر فريدة و خديجة و عائشة في عصرٍ تالٍ ... يسلمنا الى جيل حلا و جانا و لجين و كنزي و أسماء كثيرة من أصول مختلفة تعبر عن الشياكة والأطلاع والتفرد في رأي من يختارها لأبنته ...

ثم تعود فوقية و علوية لتظهرا على الساحة مرة أخرى و بقوة و بعنف في المجتمع المصري و أن كان العود ليس بأحمدٍ على الأطلاق ... فلم تعودا فوقية و علوية لتكونا أسمان من أسماء بنات مصر ... بل عادتا لتكونا من السمات الأوضح في خطاب من يدعون النخبوية والثقافة في المجتمع المصري ... عادت فوقية و علوية لتكونا صفتين و ليس اسمين ... كانتا أسمين لطيفين تحولتا الى صفتين بغيضتين ...

بدأنا منذ حوالي تسعة أشهر نسمع عن حزب الكنبة "اللي لا منه ولا كفاية شره" في لغة فوقية قبيحة من بعض السفهاء المحسوبين على الطبقة "المثقفة" في مصر ... و ظهر الأتهام الأشهر للشعب المصري بالخنوع و السلبية ليصل الى الأتهام بالأمراض النفسية و منها الماسوشية و التعاطف مع معذبيه من قبيل "ستوكهولم سيندروم" الذي اطلقه أحد الكتاب ممن ازدهروا و اشتهروا في العهد السياسي السابق لمصر برغم ضعف موهبته و اعتماده الدائم على الأرتباط الشرطي لبافلوف في كتاباته ... ولكن النابغة خالع الضروس "مع أجلالنا و احترامنا لكل أطباء الأسنان اللي بيخلوهم في شغلهم طبعاً" انطلق هذا النابغة ليصبح خبيراً استراتيجياً في كل شيء بدءاً من الطب النفسي و حتى الفقه الدستوري و ربما قريباً التعليق و التحليل الرياضي ليُنصٍب من نفسه وصياً على شعب جاهل أحمق لا يرقى الى مستوى الأنسانية من وجهة نظره طبعاً و يتحفنا بعراك وهمي من حين الى آخر يليه في كثير من الأحيان الأدعاء بأن بريده الأليكتروني قد تمت القرصنة عليه في وقت هو شخصياً يستخدمه لأعلامنا بذلك ...

ثم يظهر تصنيف جديد من دعاة الفوضى و من تراهم حاضرين دائماً صارخين لاعنين في كل أحداث التخريب الأخيرة ... تصنيف عجيب في الحقيقة يعتبر "المواطنين الشرفاء" وصف حقير يعبر عن الدونية من وجهة نظر فوقية علوية لواحدة من أكثر الشخصيات بذاءة و عفونة في تاريخ الصحافة المصرية المكتوبة ... و كأن كونك مواطناً شريفاً تحترم القانون و تدافع عن كيان دولتك هو سُبًة و وصمة عار كأنك من أصحاب السوابق ... من المفهوم طبعاً أن المواطنين الشرفاء أولئك هم أكبر خطر و أقوى عدو يجابهه أصحاب دعاوى التخريب و الفوضى و مشروع اللادولة  فتُحقٍرهم شخصية تهذي لأنها "هي عن نفسها انبسطت" غير ملقية بالاً الى كيف سيكون رد فعل هؤلاء المواطنون الشرفاء عندما يأخذون القرار بأن "يزيدوها انبساطاً على انبساطها" ...

لنجد أحد ألمع الأعلاميين يتبنى منهجاً مميزاً الحقيقة في أن يعتبر كل مختلف معه في الرأي مريضاً نفسياً و يتصل به تليفونياً على الهواء و بجواره قامة كبيرة من قامات الطب النفسي في مصر آملاً أن يشخص الدكتور الكبير العالم مرض هذا الشخص المختلف للناس و يقول لهم أنه مصاب بكذا و كذا ... و عندما يصمت الطبيب و يمتعض من الأسلوب المنحدر لوصم المختلفين في الرأي بالمريض النفسي ... ينفعل الأعلامي المرموق و يهذي بأشياء غير منطقية متناسياً أنه لربما هو من يحتاج مساعدة نفسية و ليس المواطن البسيط الذي لم يقل له شخص أبداً طوال حياته ما هي الحقيقة و عاش عمره لا يعرف أعلاماً سوى اعلام جوبلز المباركي بقيادة زعيم العصابة صاحب العبارة المضحكة "نحن نعيش أزهى عصور الديمقراطية" ... فلا ذنب لشخص تم تشويه وعيه و تلقينه صباحاً مساءً معلومات مشوهة و حقائق مغلوطة ... هذا ليس بالمرض النفسي و لكنه محنة شعب لم يكن القائمون على أدارة شئونه أمناء عليه و على مواطنيه كما يجب ... و لربما كان على الأعلامي المحترف الذي يعلم الحقيقة أن يقدم خدمة جليلة لبلده و ينزل الى مستوى العامة والبسطاء ليخاطب فطرتهم ويرتقي بوعيهم و يجمعهم معه على هدف واحد ألا و هو النهوض ببلد في أزمة بدلاً من أن يستخدم فوقية و علوية هذا الأستخدام الوضيع و يحيك الحيل و الألاعيب ليغطي أفلاسه و ليكسب شعبية وهمية أو يبني مجداً زائفاً وقتياً حتى تنكشف ألاعيبه لتكون خسارته جمة ...

و هناك ايضاً من تخيل انه ورث مصر بشعبها من العبيد ... قائلاً كنتم عبيد مبارك و آن الأوان أن تكونوا عبيداً لنا و نحن صراحة نعمل على هدم أعمدة الدولة بخطط ممنهجة من تشويه السمعة والهجوم اليومي عليها ... معتبراً الكل أغبياء ... و يا ويله من يعتقد أنه الوحيد الأذكى فينتهي به الحال الغبي الوحيد الذي يلفظه حتى حلفاؤه ممن ملأ أدمغتهم الخاوية بعنترية فوقية و علوية اللتي تشبع غرور الجهلاء ممن لم يقرأوا كتاباً في حياتهم و يظنون أن الوقت قد حان ليرثوا البلاد و يتحكموا في مصيرها و تحضرني لبعضهم مشاهد هزلية مضحكة من القائل أعطونا الموازنة لنتصرف فيها الى أحمق آخر يريد أن يستعمل كل وسيلة حتى الغير أخلاقي منها لمنع أي مصري مختلف من التعبير عن رأيه قائلا "اللي يقولك أنا من حقي أعبر عن رأي اشتمه بكذا و كذا دول كلاب جهلة مالهومش الحق في أي شيء" ...

وآخرون كثيرون من طبالين و عوالم "مع جزيل احترامنا لكل الفنانين برضه اللي بيخلوهم في شغلهم" ... و لكن هؤلاء الدراويش و الطبالين و العوالم الغير محترفين لا يستحقون أصلاً الكلام عنهم ... و كلهم ومن سبق ذكرهم يعتمدون أن الشعب ينسى و ينسون هم أن بعض منا له ذاكرة الأفيال و لا ننسى و لا نغفر ... خاصة عندما نعلم أن من أمامنا كان يستطيع مساعدة بلده في محنتها و لكن تخاذل مفضلاً سبوبته الشخصية و العمل جاهداً لحساب من يدفعون له ...  

ونجد آخرين من المتاجرين بالدين والمتحدثين باسم الأله يكلمون الناس بفوقية و علوية عجيبة و كأنهم يحتكرون الحقيقة كاملة ولا مجال لمناقشة أفكارهم الجهنمية والا قفز في وجهك كارت الأرهاب الشهير "أتجادل كلام الله و الرسول" ... فهم الأنبياء المعصومين المرشحين ليس للبرلمان والرئاسة ولكن لخلافة النبي في الأرض و بعضهم يرشح نفسه نبياً أو رباً يملك مفاتيح الجنة ليفتي بحرمة التصويت لبني ليبرال و بني علمان الملاحدة و يقرر التخلص من نصف المجتمع خلف خيام سوداء يسمح لهن فقط باختيار نوعية أقمشتها و ربما الى حين ... ويستعيض عن وجه نائبة محتملة للشعب بوردة ولا يدري الشعب أهي وردة أم فجلة ... و يقول البعض لخاصتهم نبيح المحظورات للضرورات حتى اذا فزنا ألغينا كل مظاهر الدولة الحديثة و أعلنا الخلافة الطالبانية ... فوقية و علوية ممزوجة بجهل مدقع بأبسط قواعد السياسة و المنطق و أنكار للآخر في حق الوجود و الأختيار و عنصرية شديدة تجاه كل صاحب فكر مختلف تصل بهم الى مناقشة حق الأنسان المطلق في الأختيار و الذي ضمنه له خالقه متناسين أنه حتى في الأسلام الذي يتشدقون باسمه لا تكليف بلا حرية فشروط التكليف أن تكون راشداً عاقلاً حراً تملك قرارك لتقبل التكليف أو ترفضه أو أن تعمل بكل ما كلفت به أو أن تُقصٍر حتى يحاسبك ربك وليس شيوخ الستائر و الجدران العازلة و قيادات غزوة الصناديق و أصحاب طمبولا عقود الزواج ...

و من أهم تجليات فوقية و علوية هي تلك المتعلقة بتصويت المصريين في الخارج ليصل بعضهم الى القول أنهم هم فقط من يحق لهم تقرير مصير مصر في جمهوريتها الثانية !! ... لا ننكر على كل من يحمل الجنسية المصرية حقه في الأدلاء برأيه في الأنتخابات القادمة ... و لكن من منهم حقاً يستحق هذا الحق فعلاً ؟ المصري المغترب الذي يعمل بالخارج ! أم المهاجر الذي ذهب ليبحث عن وطن ثانٍ و له في ذلك كل الحق !! أم الجيل الثاني من أبناء المغتربين الذين لا يعرفون عن مصر الا ما قرأوه في الكتب و ربما لا يعرفون حتى لغتها ... ماذا عن المهاجرين غير الشرعيين الذين ربما يضاروا أشد الضرر من ذهابهم للتصويت ؟ ... ماذا عن مزدوجي الجنسية ممن يحاولون الأندماج في مجتماعتهم الجديدة اللتي تختبرهم طوال الوقت في وطنيتهم و انتمائهم نظراً لقدومهم من بلاد شرق أوسطية موصومة بأنها صدرت الأرهاب للعالم ؟ ... ماذا عن المصريين الذين لم يدفعوا ضرائب في حياتهم كلها و لم يساهموا بأي شيء لمصر ؟ ... ماذا عن المصريين في الخليج و اللتي لن تسمح لهم تلك الدول بممارسة حقوق سياسية في حين مواطنيها لا يمارسون هذه الحقوق ؟ ...

و مع تمسكي كموقف شخصي بالسماح للمصريين المغتربين بالتصويت أجد أنه ليس من العدالة أبداَ أن يتكلم البعض عن أن المصريين في الخارج هم المنقذين و الوحيدين المطلعين على الحقيقة و الوحيدين الغير مغيبين أو بعبارة أخرى هم البشر و نحن من بداخل مصر جهلة مغيبين عبيد أو بهائم لا نستحق ان نمارس حقوقنا السياسية باختيار برلماناً جديداً يمثلنا ... فمع احترامي المصريون المغتربون لم يكونوا هم ال 16-21 مليون مصري الذين شاركوا فعلياً في الشوارع في الأيام ال 18 للثورة فحتى عددهم على أقصى تقدير هو 8-10 مليون مصري ... فليصمت الفوقيون العلويون لأن المصريين بداخل مصر هم من صنعوا الثورة و من أبوا أن يُوَرثوا فكان لهم ما أرادوا و أسقطوا نظاماً سياسياً أساء الى بلادهم طيلة 30 عاماً ... شاركونا ولكن أياكم و أن تفكروا أنكم أفضل منا فمنا كثيرون في مصر بالأختيار كانت لهم فرص عديدة في الخروج و الهجرة و لكن أختاروا البقاء ...

نحن شعب لم يُختبر منذ 60 عاماً لم نختر ولم نشارك في صنع قرار بلادنا الا فيما ندر ... و لكن هذا لا ينفي عنا أبداً أهليتنا للأختيار ... صحيح قد نكون غير مستعدين ثقافياً للمرحلة و لذا نلعن نخبتنا المثقفة اللتي لم تأخذ بيدنا و تنير بصيرتنا بما خفي عنا و تركتنا فريسة للدجالين و المشعوذين و المدلسين و أصحاب الأفكار الهلامية المهلبية من الماسونية و ما شابه ... و لكن فليختار المصريون من شاءوا وليتعلموا الديمقراطية و يُشكِلوا مستقبل وطنهم كما يريدون ... و اذا أخطأوا فهم قادرون على اصلاح أخطائهم و قادرون على بناء الوطن الذي يرضيهم ... و هم أيضاً قادرون على أن يفرزوا نخبة جديدة تمثلهم وتساعدهم ولا تتعالى عليهم ...

يا رواد التحرير لما هتفتم الشعب يريد أكنتم تعنون حقاً الشعب المصري أم اختزلتم الشعب في أنفسكم !! ... أم أدركتم متأخرين أنكم لا تريدون هذا الشعب و أنه لا يناسبكم ؟ ... أحان الوقت لتهتفوا نريد تغيير الشعب !! ... ماذا لو كان من المستحيل أن يخضع لكم الشعب !! ماذا لو أخرج لكم لسانه و قال بمنتهى البساطة اللي عاجبه الكحل يتكحًل و اللي مش عاجبه يرحل !! ... ماذا لو لفظكم الشعب و ثار عليكم ليسقطكم كما أسقط مبارك !! ... أن لم تدركوا الحقيقة اليوم فستدركونها و ستندمون حيث لا ينفع الندم ... و حيث لن تقف معكم لا فوقية ولا علوية أمام شعب أغضبتوه و أهنتوه ... أنتم وحدكم أمام شعب كامل الآن ... أما أن تكسبوه أو أما أن تختفوا الى الأبد ...

يا مثقفينا و نخبتنا ... يا من ابتُلينا بهم ... يا من تقدسون فوقية و علوية ... بلد العقاد و الحكيم و طه حسين و نجيب محفوظ قادرة على انتاج أمثالهم ... بلاد مصطفى و على أمين و محمود السعدني و أحمد رجب و أنيس منصور و أسامة أنور عكاشة و كل العظماء الذين قد لا تتسع لذكرهم صفحات طويلة بلاد ولادة ... سيحين الوقت لنلفظكم جميعاً و ننتج لأنفسنا أجيالاً جديدة عنان ابداعها ينطلق الى السماء ... أفيقوا يرحمكم الله فالوطن في أزمة ... اهجروا فوقية و علوية و تذكروا فقط مصر ... أحقاً تعرفون من هي مصر !! 




Saturday, October 15, 2011

تغريدات مصحوبة باللعنات

قام طلبة جامعة المنصورة بمنع أساتذة الجامعة اليوم من التصويت في أنتخابات رئيس الجامعة و تجمهر العديد منهم حول سيارة أحد عمداء الكليات بغرض استيقافه والله وحده يعلم ماذا كان في ضمائرهم من نية مبيتة لأذية الرجل أو الأقتصاص منه لسبب غير معلوم ... فما كان منه الا أن فر بسيارته غير مبالٍ اذا ما كان قد ارتطم بأي منهم في تصرف غريزي بحت من وجهة نظري لشخص مُحاصر يعلم أنه لو وطأت قدمه خارج سيارته فسيتم الفتك به من جموع من الصبية الغاضبين المشحونين فيما يعتبره الكثيرون حق أصيل في الدفاع عن النفس عند الأحساس بالخطر في محاولة للنجاة بحياته 

و في الحال انطلقت المجموعات الغاضبة على تويتر للحشد والأستنكار والسباب و المزايدة من يسب أكثر أو يشعل الموقف أكثر كأنها مسابقة و أنا على يقين أنه لا يوجد بينهم من يعلم حقيقة الوضع بنسبة تتعدى الواحد في المائة

استفزني الوضع وقررت أن اكتب رأي فربما أجد ولو أذن واحدة تسمع أوعقل واحد يدرك أو حتى يتوقف ليفكر و لو لدقيقة أين نحن ذاهبون بهذا الوطن ... فكتبت تغريدات متتالية سريعة ونالني بسببها ما نالني من نيران طائشة ونيران صديقة وسباب عنيف و تلميحات غير لائقة لأني أنثى و تشكيك في وطنيتي و طعن في كرامتي ولعنات و دعوات بأن أذهب الى بورتو طرة و أن كان من المنصف ان أُقِر بأنها لاقت أستحساناً من البعض كذلك حتى ممن نختلف في الرأي عموماً

و على قدر ما أراها قفشات مضحكة على قدر ما أرى عمق الهاوية اللتي هوت فيها مصر من أنعدام للتفكير و ضحالة الثقافة و سوء التربية ... و على قدر ألمي كان قراري أن أؤرخ لهذا اليوم وأنقل تلك التغريدات هنا في تدوينة أتمنى أن أنظر أليها بعد خمس سنوات على الأكثر لأتذكر هذا اليوم و أحمد الله أنها كانت مرحلة عابرة و محنة نجا منها وطني الذي لا أعرف غيره وطناً نجاة مستحقة بيد المخلصين من أبنائه

فيما يلي تغريداتي بتسلسلها و عذراً لو كانت المعاني غير مرتبطة فقد كتبتها بسرعة شديدة و تحت انفعال قوي و أنا لا أريد أن أُعدٍل فيها شيئاً و أنما هي كما هي أضعها هنا حتى أعود أليها ربما في المستقبل ... و عذراً مرة أخرى لأن آخر التغريدات ستكون رداً "أعتبره أنا" قاسياً على ما وُجٍه الي من سباب و لعنات

مجموعة هتتكالب على عربيتي وتحاول توقفني بغرض أنها تأذيني بدنياً هأدوسها و أطلع أجري و هأبلغ فيها كمان لأنها بدأت بالتعدي عليً و ده دفاع عن النفس

الطلبة في الجامعات الحكومية يتلقون خدمة مجانية لعدد محدد من السنين وليس لهم أي حق في أبداء الرأي كيف تُدارالجامعة ... هو حق أعضاء هيئة التدريس فقط 

الطلبة في الجامعات الخاصة مش عاجبهم مستوى الجامعة يسيبوها ويشوفوا غيرها لكن مش من حقهم أختيار من يديرها و لا في أي مكان في العالم

الدعوة لتجرأ الطلبة على مدرسيهم وأساتذتهم الجامعيين فيه هدم لقيم المجتمع ومبدأ التعليم من أساسه مش عايز تتعلم انشالله ماعنك أتعلمت روح صيع 

عايز تتعلم يبقى تحترم أدبيات وقواعد المؤسسة التعليمية اللي بتعلمك وغالباً بتعلمك ببلاش ... ودي مش بدعة هو ده نظام التعليم في العالم أجمع

هدم القيم الأساسية للمجتمع لا يمكن السكوت عنه في ظل مشروع هدم الوطن واللادولة المُزمع تنفيذه في مصر

كسر هيبة المعلم بأرادته أو بدون أرادته هو ما أدى الى أنهيار البنية التعليمية في دولة عدد سكانها كبير كمصر فأصبح أنصاف المتعلمين هم القادة

الحرية ليست في التعدي على الناس وخاصة أساتذة الجامعات ... الحرية يأتي معها تحمل المسئولية كيف تستفيد مما تتعلمه وتنمي نفسك لتخدم وطنك

الحرية ليست في التحريض على الأيذاء البدني ... هذه جرائم تحريض وليست حرية رأي ... لا يوجد مجتمع محترم يُبنى على التحريض على العنف أو الأيذاء البدني 

ثقافة الأستهانة بأمن وأمان الناس الشخصي والبدني تهدم الوطن وعلى الكل تحمل مسئوليته بدلاً من الهبهبة بكلام فارغ ... وحق الدفاع عن النفس مكفول 

أذا كنت عايش في دور البلطجي أو الفتوة فخد بالك ممكن يطلعلك بلطجي أقوى منك أو فتوة مفتري أكتر منك يكسر رقبتك وساعتها مالكش ديًة 

من يريدونها مرتعاً لأنسان الغاب طويل الناب سيجدون من يتصدى لهم بالقانون ... والخطاب العاطفي الأبله والسباب لن يوقف من يريدون دولة القانون

التحليل النفسي للأنسان في لحظة استشعاره للخطر ومحاولته الفرار بغريزة البقاء يعطي له الحق في الدفاع عن نفسه حتى بقتل المُعتدِي عليه 

فلا تذهب لتتعدى على شخص متخيلاً أنه لا يستطيع أن يقتلك دفاعاً عن نفسه و القانون سيبرأه ... فرض الأمر الواقع واستخدام القوة من أي من كان ليس الحل 

حالة التحريض اللفظي والحشد على أيذاء الأشخاص بدنياً أو الأستهانة بالأيذاء البدني لأي شخص كان أو استغلال حالة الأنفلات يجب أن يتصدى لها الجميع

المجتمع الذي يبني ثقافته على اعتبار التحريض على الأغتصاب أو الأيذاء البدني حتى ولو كان في سياق هزل أو هذر هو مجتمع مريض ويحتاج علاج فوراً 

عفواً لن أُعلٍق على الردود ... هذا رأي كتبته بما يُمليه عليً ضميري ناحية وطني ومن تعدى عليً بالسباب فمعلوم ما هو رد فعلي تجاهه 

كل أناء بما فيه ينضح ... و على الفضاء الأفتراضي هناك الكثير من صفائح الزبالة ... ومن الرُقِي أن من يجد غطاءها ملقى على الأرض أن يغطيها ليمنع أذاها

من يخاف أن يقول قولة حق حتى لا يُسَب فعفواً لا تُصَدٍعني بوطنيتك ... حق الأختلاف في الرأي مكفول ولكن من الفطنة الأستماع لآراء الآخرين فبها ما ينفع

أذا جَبُنت اليوم عن قول الحق في وقت يهدم فيه وطنك فلا تلومن سوى نفسك أذا وجدت نفسك شريداً باحثاً عن وطن جديد فقد ساهمت في هدم وطنك وربما لن تجد سواه

لا أريد من كلامي شهرةً ولا أروم سلطاناً .. هي كلمة مخلصة لربما تساهم في أزالة الغشاوة عن عين غير منتبهة .. أجري على الله وهمي هو وطني

اللي شتمني بأمي وعملتله بلوك .. أحب اشكرك لأنك ثبتني على موقفي أكتر .. شتيمتك لا آذتني ولا أهانتني لأنها ببساطة جاية من جاهل مسكين 

اللي اتهمني بالفلولية واللامؤاخذة ... لا والنبي أيه ؟ ما تروح تبص في المراية ياض !! ولا عمر أهلك ماجابولك واسطة ؟

اللي استخدم الأسلوب الواطي والتلميحات الجنسية لمجرد أني أنثى ... الوصف اللي يليق بيك لاينفع أقوله ولا أكتبه هنا بس أنت عارفه كويس ... معلش أصلي متربية

اللي معترض على كلامي بحجة أن البلد فيها ثورة !! حضرتك تقصد ثورة على أيه بالظبط ؟ على نظام سقط !! ولا ثورة الناس على بعض تقتل بعض ؟ معلش مفهمتش !

لآخر مرة حرية عدم المتابعة مكفولة للجميع وحريتي في التخلص من السفهاء أيضاً مكفولة ... فير آند سكوير ... لكن محدش يقدر يسكتني ولو هادفع عمري كتمن 

أرجوكم اللي هيكلمني بمنطق من هو ليس مع "الثورة" فهو ضدها يبقى بيكلم الشخص الغلط ... أنا مش مضطرة اشرح موقفي لحد لكن حالياً أنا مع مصر فقط لا غير


اللي شايفني باتويت كتير يبطل يتابعني ... ويخليه في التافهين بتوع السحر و الشعوذة و يريح دماغه مني  ... مش هابطل أصْلي :) 
  



Friday, October 14, 2011

حرب الهاش تاج

عدت الى منزلي بالأمس بعد منتصف الليل وكالعادة قررت أن ألقي نظرة خاطفة على صديقي المتوتر دائماً تويتر والذي يكون مفعماً بالحياة في ليالي آخر الأسبوع ... نظرة عامة لأعرف آخر الأخبار والأشاعات والخناقات والمشاحنات و "مين شتم مين و مين بلٍك مين" ...

فتويتر هو المدرسة الثانوية اللتي أصبحنا كلنا نشتاق اليها ونتمنى أن يعود بنا الزمن لنصحح أخطاء قمنا بها نتيجة عدم خبرتنا الكافية في الحياة ... و أن كان تويتر يثبت نظرية أن المدرسة الثانوية ستظل بنفس القواعد و الممارسات حتى ولو كان طلابها ممن قاربوا الأربعين أو تعدٌوها ... المهم أن تويتر ليس فقط مدرسة ثانوية تعج بالحياة المراهقة و محاولات أثبات الذات و استعراض العضلات و تكوين صداقات جديدة ... و لكنه أيضاً آداة اعلامية قوية لنشر الشائعات و الأخبار على حدٍ سواء و ربما يكون آداة لقياس الرأي العام في بعض الأحيان وليس كلها ... و وسيلة شريرة للتغلغل في مجتمع ما و خلق رأي عام جديد حتى و أن كنت تبعد عن هذا المجتمع آلاف الأميال ...

الصادم في ليلة الأمس هو أني وجدت الجميع يتحدث وبلا هوادة مع أو ضد هاش تاج ليلة الجمعة و ياله من هاش تاج ... و الهاش تاج هو عبارة مميزة أو كلمة أو جملة ترفقها بعلامة الشباك مع تغريداتك لتجعلها متعلقة بموضوع معين ... أي شخص يريد أن يتحدث في هذا الموضوع أو أن يحلله ما عليه الا أن ينقر على هذا الهاش تاج ويرى كل ما يقوله الآخرون في هذا الموضوع ...

هاش تاج الأمس ليلة الجمعة 14-10-2011 كان مميزاً للغاية ... #TweetsElNoshata2 ويعني تغريدات النشطاء على تويتر والهدف منه هو نقد أسلوب من يسمون أنفسهم النشطاء سواء كانوا نشطاء سياسيين أو حقوقيين أو نشطاء في أي شيء من مسابقات مين ياكل سندوتشات هوت دوج أكتر الى مسابقات من يهدم وطن أسرع ...

الحقيقة أن النقد كان لاذعاً جداً و في بعض الأحيان جارحاً و أحقاقاً للحق هو لم يتعدى أسلوب النشطاء أنفسهم في معاملة والحديث عن كل من هو ليس "ناشط" ... من اطلاق الأحكام والتصنيف وألصاق تهم الأمراض النفسية بكل من هو صاحب رأي مختلف حتى و أن كان الهدف المعلن واحد ...

المشكلة أن هذا الهاش تاج كان بمثابة فرصة للأنفجار في وجه من سفهوا المصريين كثيراً بدءاً من وصفهم بالخنوع و العبودية وأنعدام الرأي والجهل والألتصاق بالكنبة الى أمراض النفس البشرية من حب تعذيب الذات والوقوع في غرام المجرم الى أنهم كلهم منتفعون وفلول نظام قديم سقط و هو ما يعني أن الشعب المصري "ما عدا النشطاء" طبعاً كله يمثل الفئة المدحورة أو المهزومة و حتى اللفظ الجديد المعبر الذي أطلقته أحدى أكثر الشخصيات أثارة للجدل والسخرية و الأستهجان في مصر و هو "المواطنون الشرفاء" و الذي تقصد به الناشطة اللوذعية العكس طبعاً و دائما ما تقرنه بتعبيرات تعبر عن ان هؤلاء المواطنين الشرفاء يتم أغتصابهم منهجياً و هم راضون ... و أن هي طبعاً كمواطنين شرفاء انبسطت ...

و لا أفهم حقيقة كيف لمن يدعي أنه نخبة المجتمع و أفضل ما فيها أن ينظر لنفس المجتمع هذه النظرة الفوقية الممزوجة بثقافة متعصبة تستهين بالكرامة البشرية و تعتبر الأيذاء البدني أو الأغتصاب شيئاً قد يكون محبباً للنفس ... ألا بالطبع لو كانت هذه "النخبة" المزعومة قادمة من أحط مستويات المجتمع أو تعاني شخصياً من عنف بدني مورس عليها وأقنعها البعض أنه عادي أو شيء لطيف ... حقيقة لا أعلم ولا أملك الخلفية العلمية لتحليل مثل هذه الشخصية الجديرة بالدراسة ...

في حقيقة الأمر أن صاحب الرأي الذي يخاف أن يقول رأيه حتى لا يفقد معجبيه أو متابعيه أو قراءُه لا يستحق أن يطلق عليه صاحب رأي و أنما مُرتَزِق و لكن عندما تكون هناك ظاهرة نقدية لتصرفات مجموعة ارتضت لنفسها العمل العام و ان تكون شخصيات مؤثرة في مجتمعها فالأصح أن تحاول هذه المجموعة الأستفادة من النقد الموجه أليها و تحمل ما قد يكون به من شخصنة أو تجريح لتحسن من أدائها و تصل ألى شريحة أكبر بآرائها و هو عكس ما حدث بالأمس تماماً ....

فبعد الصدمة الأولى للنشطاء من حجم و كمية و عدد من ينتقدونهم و من يذكر لهم تغريداتهم بسياق معين يحمل معان أو اهداف معينة ... كانت الأستجابة بأطلاق عدد 2 هاشتاج للرد على الهاش تاج الذي أزعجهم #tweetselshorafa2 و #TweetsElkanaba ... و بدأ السب بأقذع اللفاظ و أعادة لمسلسل يا فلول يا كنبة يا جاهل يا عبد يا مريض يا بتاع البيدزا و عمرو مصطفى ... و هذا أن دل على شيء فهو يدل على حالة عقلية فريدة من الأنعزال و الفوقية و السطحية و العدوانية لكل مختلف ... مع أنه من المفروض أن رسالتهم هي الحرية في الرأي و التعبير و تقبل الآخر ... و لكن أهذه حقاً هي رسالتهم !؟ ... ام أنهم على هدى نجومهم و مُنظِريهم يطلبون لأنفسهم فقط حق التحكم في المجتمع و لا يقبلون الأختلاف معهم و الا يتم التمثيل بهذا المختلف بأسوأ الطرق بدءاً من السب و التحريض على سبه أو أغلاق صفحته في محاولة لتكميم فمه ونهاية بالتشهير به على القنوات الأعلامية للنشطاء ...

الشعب المصري به الكثير من العيوب و يمكن انتقاده و وصفه بأوصاف كثيرة و لكن أحقاقاً للحق ليس من ضمنها الغباء ... نشطاء الشبكات الأجتماعية وقعوا في خطأ من ثاروا عليهم ألا و هو احتقار الشعب و احتكار الحقيقة و العلم بما هو مصلحة الوطن لأنفسهم فقط ... نادوا بالحرية لأنفسهم فقط ... حرية سب الناس و التشهير بهم ... حرية افتعال الفوضى و عدم الألتفات لمصالح الشركاء في الوطن مدًعين ان هذه هي الديمقراطية و هي منهم براء ... تقوقعوا على أنفسهم في الفضاء الأفتراضي جامعين حولهم التفهاء و السفهاء و عديمي الشخصية ممن يبحثون عن قطيع ينتمون أليه تحقيقاً لذات من المستحيل تحقيقها في الواقع لعدم أهليتها أن تكون مواطناً منتجاً محققاً لذاته ... و كل وظيفة هؤلاء التابعين هو ترديد ما يقوله النشطاء و الريتويت و افتراس من يختلف مع أسيادهم الذين يتبعون ...

ما أراه هو أن الحراك السياسي في مصر الآن سيفرز نخبة تعبر عن شعبها و أن النخبة الفضائية المُغيًبة ستسقط قريباً جداً بعد ان لفظها الناس الا من رحم ربي و أدرك خطأه و حاول التفاعل بشكل مفيد للوطن و الناس و ليس لمجده الشخصي و زيادة الدولارات و الريالات في حسابه البنكي ... و لمن نسي فالشعب هو مصدر السلطات ... أرتضيتم لأنفسكم ان تكونوا شخصيات عامة فتحملوا النقد ... حاولوا ان تفهموه و تستفيدوا منه في تقويم تصرفاتكم و لغتكم و أفعالكم ... و تذكروا دائماً أنه لا حرية لأعداء الحرية ...

أعزائي النشطاء بمختلف أهوائكم و مشاربكم و أهدافكم ... لا تنهَ عن خُلقٍ و تأتيَ مثلهُ .... عارٌ عليكَ أذا فعلتَ عظيمُ 



Friday, September 23, 2011

أنت من الفلول يا علي ...





كاريكاتير مضحك وصلني من صديق فنشرته على صفحتى الخاصة على فيسبوك مع تحفظي على بعض ما جاء به لأيديولجيات فكرية تخصني وأن وجدت به ما يعبر عن رأي الكثيرين ممن أقابلهم بالشارع المصري وأتعامل معهم كل يوم ...

لم أتوقع ابداً أن يثير كل هذا الجدل والنقاش العنيف وأن يحظى ب127 تعليق في ساعة واحدة ... و المذهل في الموضوع أن النقاش الحاد كان بين أصدقاء كلهم من النابهين أصحاب التعليم المتميز والمناصب المرموقة و لهم أراؤهم المحترمة ... هو فقط مجرد كاريكاتير لا أكثر ولا أقل !! ... لاقى أستحساناً من بعض الصدقاء فضحكوا والبعض علق قائلاً "أنتي مجرمة" كأني قد اصبت وتراً حساساً أو ربما أشفاقاً عليً مما سأواجهه كالعادة كلما خرجت عن الأطار العام لتقديس "الثورة" أو غردت خارج السرب لأطرح رأياً مختلفاً أو وجهة نظر مغايرة و ربما مستفزة ولكنها موجودة ولا يمكن أغفالها ..

هاجمني أحد أصدقائي و هو شخصية مرموقة نابهة من المتفوقين علمياً و أدبياً و ثقافياً قائلاً :
مين ال83 مليون اللي صوتوا في الأنتخابات الأخيرة دول ... هنستهبل ؟

فكان ردي : ماشوفتش كلمة انتخابات يا صديقي .. أقرأها تاني ..

صديقي : "أحنا اللي خرجنا و صوتنا في الأنتخابات الأخيرة" تالت سطر
وجيش إيه برضه اللي أكبر من الناس؟ الجيش ده مدرسة الكذب والتدليس والرشوة وإذلال أولاد الناس

أنا: آه أوكي يمكن يقصد الأستفتاء ...
ما تخادهاش على أعصابك ده مجرد كاريكاتير بيستخدم رجل الكنبة ... عادي يعني فيه ناس بتُستفَز من لطوف اللي بيرسم جيش بلدها كلاب ...

صديقي : ماباخدش حاجة على أعصابي، بس ما ينفعش ينتقدوا ناس علشان بتدعي تمثيل الشعب كله وبعدين يدعوا هم تمثيل الشعب كله. This discredits the argument
وبعدين مش فاهم نغمة تقديس الجيش المفاجأة دي، كأننا مش عارفين إزاي الناس بتكره عيشتها على سنين التجنيد الإجباري وقد إيه بيشتكوا من الضباط وطرقهم الواطية

أنا : ‎1-أولا عشان تنشر كاريكاتير مش لازم تكون موافق على كل كلمة وحرف فيه ممكن يكون العكس
2-حاليا كل 3 انفار بيدًعوا تمثيل الشعب طيب نسيب الشعب يختار في الأنتخابات الجاية يمكن على غشوميته يختار اختيار كويس أو يعمل توليفة معقولة ماهو مش هيتعلم الديمقراطية اللي اتحرم منها 60 سنة من أول مرة انتخابات
3-أنا كليبرالي علماني عايزة مصر تبقى ألمانيا بكرة وفيها جمهورية برلمانية وحكومة صغيرة لا تتدخل الا في تطبيق القانون على الكل سواسية لكن الوضع عالأرض مختلف .. فيه مجموعات فوضوية متطرفة عايزة تحل الجيش والشرطة وكل مؤسسات الدولة وتبتدي حرب أهلية يموت فيها نص الشعب عشان تحكم وترتب هي لنفسها مجتمع الحياة فوق الأشجار ... و فيه مجموعات ماركسية متطرفة عايزة حالة فلويديتي أو سيولة في البلد على طول عشان تقلبها ثورة بلشفية ... دماغهم وقفت عند أواخر القرن ال19 وأوائل القرن ال20 ... وفيه مجموعات فاشية طالبانية عايزة تسيطر في غفلة من الزمن وتغير وش مصر الى الأبد
4- الحل أيه طيب ؟؟؟ التنظير مابيجيبش همه ... أعمل انتخابات وادي الشعب ضمانات أنه لو أخطأ ففيه رجعة ممكن يصلح غلطته
5-شئنا أم أبينا الناس اللي عاشت ال8 شهور اللي فاتوا جوة مصر لا تجد من تثق به سوى الجيش ... ارحموهم بقى ... لما تحلولهم الجيش عايزينهم يعملوا أيه وهم لا يثقوا في كل الأشكال الموجودة على الساحة ؟
6-دولة بحجم مصر والفساد المستشري فيها لا يمكن أن تزيد سرعة الهدم عن سرعة البناء والا تنهار الدولة ... عاوز تهدها ؟ هدًها ... هتتحمل المسئولية ساعتها ؟ طبعا لأ طب هتودي القرب 100 مليون روح فين على ما تهدها وتبنيها !!
7-النظريات والمباديء هايلة ولا تجزأ لكن البراجماتية السياسية على أرض الواقع أمر آخر ... مصر دولة مُجرًفة من الفكر والتعليم والصحة .... البركة في آخر 30سنة اتجابت أرض ... نحلها ازاي ؟
8-محدش عايز حكم عسكر تاني مش هنعيده من الأول لكن ننتقل للحكم المدني ازاي ؟؟ نهد كل مؤسسات الدولة ونعيش باللجان الشعبية ؟ محدش يقدر يعيش كده واللي يحب بلده مايرضالهاش الخراب كده
9-التجنيد الأجباري خطأ و خطر على الجيش نفسه خاصة لما بيجند ناس ضد أرادتها أو عناصر كارهة بلدها ومستعدة تحارب ضدها ... خطأ لابد من تصحيحه في القريب العاجل لكن أمكانيات الدولة الأستهلاكية اللي محدش عايز يشتغل فيها عايز يقبض بس مش جايبة غير تجنيد أجباري حاليا نعمل أيه ؟ نجيب دولة تحتلنا ونخلص ؟
10-البناء لازم يبتدي من تحت والشعب لم يثور على أخطاؤه ولا فساده كان المفروض من القوى الثورية تجرجر رجله معاها مش تتنٍك عاللي جابوه وتطلع دينه أكتر ماهو طالع .... صراحة ... القوى الثورية اللي عندنا لا تستحق الثورة دي أصلا والشعب من 19مارس نزع عنها الشرعية وأداها على أفاها والأنتخابات الجاية هيشوطها تماما
11-حرية الرأي والتعبير يا ممنوعة عن الجميع يا مكفولة للجميع ... من غير تصنيف وليبلينج وكنبة وعبيد وفلول واللي يصنف الناس لا يستحق لا الأحترام ولا الأستماع ليه أصلاً
12-رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .....

صديقي : هو أنا قلت إنك موافقة على كل كلمة فيه؟ أنا باناقش اللي فيه، ولا ممنوع؟

أنا : طب ما أنا بأناقشك أنا كمان !! هو أنت ماقريتش غير السطر ده :)))))

صديقي : لا ما عنديش اعتراض على الباقي، إنتِ اللي معترضة على كلامي

أنا : ولا حصل .... هاعترض على كلامك ليه !!

صديقي : الحجج بتاعت حزب الكنبة والشعب وكل الكلام ده حجج ما لهاش أي معنى. الثورة شكل من أشكال التعبير ومش بتحصل كل يوم وعمر ما بيشترك فيها أكثر من ١-٢٪ من الشعوب. وواضح إن فيه مجهودات ضارية من عدة جهات إما لاختطاف الثورة أو لإحباطها أو إجهاضها، وأهم وسيلة بيلعب بيها المجهضون هي قول إن الشعب لا يؤيد الثوار، ومن كتر تكرار الكلام ده بيقنعوا أغلبية الناس فعلاً إن الثورة هي السبب في كل المشاكل-- أما المختطفون فبيدعوا إن الشعب معاهم. أنا شايف بقى إن اللي رسم الكاريكاتير ده غالباً إما مختطف أو مجهض أو عميل لهذا أو ذاك.

أنا : أنت بترمي حزمة تهم على اللي عمل الكاريكاتير من غير ما تفكر ولو للحظة أن ده ممكن يكون رأيه عن قناعة شخصية وبدون أي غرض غير المصلحة العامة ولا بيقبض ولا بينتفع .... اتهامات العمالة والأجندات والتخوين والتغييب رفضها التحريريين في الأول وحاليا بيستخدموها مع الناس بنفس وضاعتها وبدون تمييز .... كلامك كده يا صديقي فيه تأسيس لمحاكم تفتيش مكارثية خطر على المصريين كلهم .....

صديقي : ما هو ده رأي أمي وناس تانية كتير، بس أنا باتكلم على اللي رسم ده بقى من خبرتي الشخصية، والأيام بيننا

أنا : الله .... يعني طلع الكاريكاتير بيعبر عن ناس من الشعب أهوه !!
وبعدين بتتوعدني أنا ليه مش فاهمة ؟ أيه الأيام بيننا هنشوف صاحب الكاريكاتير بيتسحل في الشارع على ايد التحريريين ولا أيه !!
أنعم وأكرم بدي ديمقراطية يا سيدي ....

ليتدخل صديق ىخر في الحوار للمفارقة هو من نفس تخصص صديقنا الأول و نفس دفعته و على نفس الدرجة العلمية و الخلقية و الأجتماعية الرفيعة ويرد قائلاً :
التجنيد الأجباري ماتعملش علشان يكون مريح وخمس نجوم لانه بيطلع رجالة ويفهم ده الي دخل الجيش و طبيعي ان الناس تحاول تزوًغ منه زي كل حتة في الدنيا محناش عجبة . أما الفساد فموجود بشكل عام بس ما ننكرش انه في اقل صوره في الجيش و علي الاقل ماأداش لأنهيار منطومة الجيش زي كل حاجة تانية. الدفاع عن الجيش مش لأنهم ملايكة منزلين ولكن لأنهم المسمار الأخير الي ما ينفعش نفكه. واللي اتعامل مع ضباط الجيش خصوصا أيام الثورة يقدر يفهم انهم من الناس و فاهمين انهم بيخدموا الناس مش زي ضباط الداخلية.
الموجودين دلوقتي ميهمهومش مصلحة البلد و مايجوش 0.5% من 80 مليون. لما نفهم الأول المليار دولار الي دخلت مصر من أمريكا و السعودية وايران دخلوا ليه وحايتعمل بيهم ايه ساعتها ممكن نفهم مين الي عايز مصلحة البلد. الثورة علشان تنجح لازم تبقي البلد احسن واللي بيحصل دلوقتي خناقة علي الكراسي و لكشة لفلوس الدفعة الجديدة انا كنت في التحرير من فبراير و متاكد ان الناس غير الناس

أنا : ابحث عن اللي بيموٍل الأولتراس من كام سنة وأنت تفهم أشياء كثيرة جداً يا عزيزي ...

ليعود صديقي الأول ويرد : طيب والمليارات اللي بتروح للجيش هدفها إيه ؟
مش كل اللي كانوا في فبراير هم اللي في سبتمبر، بس الناس اللي أنا أعرفهم مرابطين من يوم ٢٥ لسة بيروحوا التحرير وقت اللزوم (مش روكسي ومش الجيزة طبعاً)

أنا : لهو أنت مش واخد بالك أن ده جيش نظامي ... جيش جمهورية مصر العربية ... جيش بلدك يعني .... تعويض عن دم ال100ألف ++ شهيد اللي سينا شربت دمهم لما ارتوت وتمن السلام مع اسرائيل .... أيه يا صديقي انت مش عايز مصر يبقى لها جيش نظامي !! عايزها ميليشيات !! وترجع تقول الناس لا تثق في التحريريين ليه !! ... طب يا ترى في أمريكا تقدر تستغنى عن 911 ولا تقدر تطلب حل الجيش الأمريكي !؟ ... مش فاهمة أنا قوة الجيش المصري ممكن تضايق المصريين في أيه !؟ بجد شيء عجيب وفزورة محتاج تتحل
خللي التحرير اللي مرابطين فيه يا صديقي .... احنا نسينا التحرير وعايشين من غيره ومش فارق معانا كتير .... ماعلينا ....

صديقي الثاني يرد : و بالمناسبة الي بيموتوا دلوقتي في سينا و محدش يعرف عنهم حاجة من الجيش علشان بينضفوها من الجماعات و البلاوي الي معششة فيها و عايزة تفصلها عن مصر ما راحوش علشان هما فاسدين او بيسترزقوا. واللي قاعدين في التحرير دلوقتي مافيش فيهم دكر يقدر يشيل سلاح و يروح ينضف ارضه لانهم مش هما الي نزلوا في يناير

صديقي الأول يرد : أمريكا ما بتديش مليارات علشان مصر يبقى عندها جيش نظامي. أمريكا بتدي مليارات للجيش علشان مصلحتها وبتدي مئات آلاف لجمعيات حقوق الإنسان علشان مصلحتها برضه. السعودية بتمول اللي بتمولهم علشان مصلحتها وعلشان مصلحة أمريكا بشكل غير مباشر. إيران بتنافس أمريكا والسعودية، وهكذا. كل واحد بيمول علشان مصلحته ... اللي نزلوا في ٢٥ يناير بينزلوا دلوقتي برضه، لكن فيه ناس تانية كتير نزلت بشكل انفعالي غضباً من مبارك والعادلي بالذات ودول بالنسبة لهم الموضوع انتهى، وفيه ناسل تالتة نزلت علشان تسترزق ولما استرزقوا بطلوا ينزلوا، وهكذا. الصراع على الحكم وعلى المصالح الشخصية وعلى مصلحة مصر صراع كبير، لكن المشكلة في تعريف مصلحة مصر بالنسبة للقليلين المخلصين فعلاً لمصلحة مصر (ومنهم ناس في المجلس العسكري وفي المخابرات طبعاً بس دول مصلحة مصر بالنسبة لهم ما حدش غيرهم يعرفها وبالتالي هيخربوها ويقعدوا على تلها).
واللي شايف إن مطالبه ما اتحققتش من حقه ينزل يطالب بيها لغاية لما يبقى فيه شكل ديمقراطي للتعبير. إحنا ما عندناش مجالس نيابية ومعظم الصحف مضروبة. طريقة التعبير الوحيدة حالياً هي نزول الشارع أو العمل الحزبي، وده اللي بيحصل فعلاً بكل ما فيه من مزيج معتاد من الفساد والنقاء.

أنا : أمريكا حاولت تغير عقيدة الجيش المصري أيام السادات فرفض وأيام مبارك بعد حرب العراق عشان تحوله لجيش مكافح للأرهاب ... حسني قبل وطنطاوي رفض ... كلامك عن التمويل معناه أن كلام الجيش صح وكلام الحكومة صح كل الممَولين في مصر من كل الأتجاهات نصابين ومخربين وأرزقية ... لا يمكن تقارن معونات لجيش نظامي بجمعيات بتقبض عشان تخرب بلدها
عموما برضه خللي اللي في التحرير مرابطين الى الأبد ... الشعب له كلمته واختياره والراجل مايرجعش يعيط في الآخر لما الشعب يشوطه ...

صديقي الثاني : أنا ما بتكلمش علي المليارات دي أنا بتكلم علي 180 مليون الي اتوزعوا علي NGOs واللي رجعت الخارجية الأمريكية اعتذرت عن عدم ابلاغ الحكومة بيهم. و دول خدوهم ائتلافات و جمعيات الثورة ليييييه
انا عارف ان الناس عايزة تغير بس لو بصيت للصورة من بعيد حتفهم الفكرة العبقرية لهدم البلد. مثلا اي بنك مايقدرش يستحمل ان كل الناس الي حاطة فلوس تسحبها مرة واحدة وكمان البلد ماتقدرش تدي كل الناس كل حاجة خصوصا ان احنا معندناش اقتصاد. يبقي لو افتعلت اعتصمات واضربات في كل حتة مرة واحدة يبقي عايز تهد البلد

صديقي الأول : ما هو اللي وزع الـ١٨٠ مليون هو اللي بيمول الجيش المصري برضه.

ليتدخل صديق ثالث في احتدام الجدل وله مكانة مرموقة هو الآخر و من نفس الخلفية الدراسية و العلمية أيضاً قائلا :
حضرتك دخلت الجيش ؟

صديقي الثاني : تمويل الجيش ده خدعة بالبلدي. يعني يمولك علشان يضمن تسليحك لانه لو ماعملش كده غيره حايعمل.

صديقي الأول : كل الإضرابات والاعتصامات مظاهر طبيعية مصاحبة لأي ثورة في طور التكوين وده برضه اللي حصل قبل ٥٢ وفي كل البلاد اللي فيها ثورات// الجيش المصري عنده ما يكفي لسد عجز الميزانية لو عايز، بس تفكير القادة الحاليين (اللي هم اختيارهم برضه كان مبني على الولاء لمبارك كأولوية قبل الكفاءة) هو اللي بؤدي للعبة تخويف الشعب بالأزمات وبقانون الطوارئ و"قرص الود" و"ضرب المربوط علشان يخاف السايب" إلخ. الديمقراطية الحقيقة والعدالة الاجتماعية هي المطالب الأصلية للثورة وهي الطريق الوحيد لإنقاذ مصر (وأي بلد)، وواضح إن ما فيش حد في الجيش جرب الديمقراطية ولا اتمرن عليها، لكن هم خايفين منها برضه مع إنها الوسيلة الوحيدة للانتصار على الإخوان وغيرهم من الأحزاب الخالية من ديمقراطية في داخلها
الجيش المصري تاني متلقي للمعونات من أمريكا، يبقى فيه هدف أكبر لخدمة مصالح أمريكا الاستراتيچية مش بس ضمان شراء الأسلحة من أمريكا، لكن ضمان استمرار ولاء مصر لأمريكا وضمان سيطرة أمريكا على المنطقة. لكن مصالح إسرائيل هي اللي بتمشي الموضوع طبعاً والجيش المصري-زي أي جهة بتتعامل مع الأمريكان-بيتقرطس ويتورط في وقت واحد

أنا : لو مش عايز بلدك يبقالها جيش انت حر عايزها دولة محتلة براحتك ... احنا في معظمنا مش هنتناقش معاك في الموضوع أصلا .... معرفش ايه مشكلتك مع الجيش المصري بس خد بالك ان دي مشكلة مع مصر شخصياً .... أعتبرني من لحاسين البيادة ورمٍي ولقًح عليًا كلام للصبح برضه مش هتخرسني .... ربنا يحمي الجيش المصري ويديم علينا وجوده ولو "المرابطين" في التحرير نسيوا يحكولك بعد ما رجعت من السفر مين حمى أهاليهم في البيوت نحكيلك احنا ....
الجيوش النظامية مالهاش علاقة لا بالسياسة ولا بالديمقراطية لسبب بسيط انها جيوش نظامية مبنية على تسلسل القيادة ... لو المعلومة لم تصلك فالدعوة للأنتخابات هتكون 27/9 والأنتخابات شعب 21/11 و شورى 22/1

صديقي الأول : هو أنا فين قلت مش عايز مصر يبقى لها جيش؟ أنا مش فاهم بتجيبي الكلام ده منين.

صديقي الثاني : القادة دول هم الي وقت الجد اختاروا البلد مش مبارك. عايز تفهم البلد اخطف رجلك لمنطقة زي ناهية وقولي دول تتعامل معاهم ازاي. للأسف احنا عندنا ملايين من الجهلة الخارجين عن القانون استخدمهم النظام علشان مصلحته دول مش عايزين ديموقراطية دول عايزين قانون يخافوا منه وبعدين ديموقراطية

صديقي الثالث : لولا جيش بلدنا كان زمانا شغالين بالسخرة عند اليهود

صديقي الأول : إحنا بنأجل الديمقراطية بقالنا ستين سنة وده اللي خلى الناس اللي في ناهية بقوا بالحالة اللي هم فيها.

صديقي الثالث : و ممكن يا استاذ تبص بصة صغيرة ناحية فلسطين و الجولان

صديقي الثاني : الجيش قرطس اسرائيل وامريكا ودخل قوات كبيرة سينا و مش حاتخرج بحجة حفظ الأمن. لازم نتفق ان النظام القديم كان مراهن علي امريكا وامريكا قرطسته و كانت بتظًبط مع الأخوان من 2000 وده علشان تفك منه حاتخد وقت

صديقي الأول : آه بس الجيش المصري مؤسسة فاسدة زي معظم مؤسسات مصر، وبرضه محتاج يتطهر زي كل المؤسسات.

صديقي الثالث : لأ حضرتك ... عندك دليل أنها فاسدة ؟

صديقي الأول : وسايط الإعفاءات/ رشاوي للأجازات/ استخدام المجندين في الدسائس بين الضباط/ إلخ...

صديقي الثالث : حضرتك دخلت الجيش ؟

صديقي الأول : وطبعاً مش هاتكلم على دخل وثروة القادة الكبار لأن احنا متفقين إن القادة غير الجيش كمؤسسة

صديقي الثاني : اما الكلام عن الميزانية الأستراجية بتاعة الجيش فده يأكد كلامي عن المخطط. الميزانية دي لتوفير احتياجات الجيش للحرب بغض النظر عن ظروف البلد لو استخدمتها دلوقتي علشان الموظفين تجيب سلاح منين

صديقي الأول : لأ ما دخلتش الجيش. بس عارف ١٥ واحد على الأقل دفعوا رشاوي وجابوا وسايط...

صديقي الثالث : القادة هما الجيش مش شاريينهم من أمريكا حضرتك

صديقي الأول : القادة مش هم الجيش زي ما رؤساء الجمهورية مش هم الشعب. القادة جزء من الجيش تدرج في المناصب. ليه طنطاوي مثلاً تم تفضيله على واحد عبقري زي أبو غزالة ويوسف صبري أبو طالب؟

صديقي الثاني : الكلام ده اتقال كتير القادة دول ثروتهم كبييييرة فعلا الفرق بينهم و بين كلاب حسني انهم ما سرقوهاش كانت بتدفعلهم رسمي و ده في كل جيوش الدنيا لضمان الولاء. ماهو مش معقولة برضه قائد جيش ويشتري عربية قسط الحاجة أول ابواب الفساد

صديقي الثالث : حضرتك عايش في مصر دلوقتي

صديقي الأول : لأ، بقالي ١٠ أيام في أمريكا. برضه مش فاهم إيه أهمية السؤال ده؟

صديقي الثالث : هترجع مصر و لا هجرة؟

صديقي الأول : هارجع مصر

صديقي الثالث : لو قامت حرب هتتطوع ؟

صديقي الأول : ما اعرفش. دي حاجة وليدة اللحظة، ما أقدرش أحدد قراري دلوقتي.

صديقي الثالث : أنا كده كده هحارب .... لاني كنت ضابط و مازلت علي قوة الجيش لمدة عشر سنين تاني

صديقي الأول : طيب وإيه علاقة ده باللي إحنا بنتكلم فيه ؟

صديقي الثالث : علاقته ان مفيش حاجة اسمها الفرق بين المجلس العسكري و الجيش
التمويل اللي الجيش بياخده للحفاظ علي معاهدة السلام مقابل التمويل اللي اسرائيل بتاخده

صديقي الأول : لأ فيه. المجلس العسكري ده مجلس من قادة الجيش وليس الجيش كله. زي ما مجلس إدارة شركة هو مش الشركة وزي ما الحكومة ليس الشعب وهكذا

صديقي الثالث : ده كلام عمر باشا عفيفي

ثم تطور الحديث الى مناقشات عنيفة حول بعض الشخصيات العامة وعلاقة مصر و تحالفاتها مع أمريكا و اسرائيل والديمقراطية أولاً أم أطعام الفم الجائع ومليء العقل الخاوي و مدى وعي الشعب و كيف يهمشه البعض على طريقة أبراهيم عيسى كانوا عبيداً لمبارك وسيصبحون عبيداً لمن يغلب الآن .. و أصرار البعض الآخر على أن الشعب هو صاحب الكلمة ولولاه لا توجد ثورة ... الخ الخ من كل الجدليات المستفزة واللا منطقية بين المصريين الآن ...

السؤال المؤرٍق حاليأ هي الثورة دي قامت عشان مين !؟ عشان الحرية و الكرامة والعدالة للشعب المصري كله !؟ والا عشان مجموعة صغيرة عايزة تاخد مكان حسني و تقمع المصريين !؟ ... مين هم الثوار و مين هم الفلول !؟

أيه هو التعريف العلمي للفلول اللي لازم تخرس و مانسمعش حسًها !؟ أي حد مش على هوى التحريريين ؟؟ طب أنهي تحريريين ؟؟ ال 16 مليون اللي نزلوا في كل مكان لحد 11 فبراير ؟ ولا ال 200 ائتلاف من ناس لا تفقه الألف من رجل البنطلون في السياسة في العموم و المجمل ؟ ولا نشطاء تويتر أصحاب الصوت العالي ؟ ولا متصدرين الساحات من الأعلاميين و المحامين الطبالين اللي جايبين صداع للمصريين في كل الفضائيات ؟ ... مين بيزايد على مين ؟ على رأي القذافي من أنتم !! بجد من أنتم !!

فين المصريين و فين مصلحتهم من ده كله !؟ زي اللي يقولك خربناها فين ؟ ما هي كانت خربانة أصلاً !! نعم !! طب ماهو عشان كانت خربانة قامت ثورة ... قامت عشان تعمًرها ولا أنتو كنتو بتضحكوا علينا ولا أيه الموضوع !؟ ... بصوا يا جماعة وبالبلدي كده ... يا ثورة حرية و كرامة و عدالة لكل المصريين يا ماتلزمناش ... لا هنسمحلكم تخربوها أكتر ما هي خربانة ولا هنتخرس ونسكت ... كلنا مصريين وكلنا لينا فيها حق و كلمة ... تقولولي فلول تقولولي كنبة ترابيزة فوتيه تقولولي ستوكهولم أو فيينا هو كده ...

يا روح ما بعدك روح و يا بلد ما بعدك بلد .... كفاية بجد كفاية .....