Saturday, October 15, 2011

تغريدات مصحوبة باللعنات

قام طلبة جامعة المنصورة بمنع أساتذة الجامعة اليوم من التصويت في أنتخابات رئيس الجامعة و تجمهر العديد منهم حول سيارة أحد عمداء الكليات بغرض استيقافه والله وحده يعلم ماذا كان في ضمائرهم من نية مبيتة لأذية الرجل أو الأقتصاص منه لسبب غير معلوم ... فما كان منه الا أن فر بسيارته غير مبالٍ اذا ما كان قد ارتطم بأي منهم في تصرف غريزي بحت من وجهة نظري لشخص مُحاصر يعلم أنه لو وطأت قدمه خارج سيارته فسيتم الفتك به من جموع من الصبية الغاضبين المشحونين فيما يعتبره الكثيرون حق أصيل في الدفاع عن النفس عند الأحساس بالخطر في محاولة للنجاة بحياته 

و في الحال انطلقت المجموعات الغاضبة على تويتر للحشد والأستنكار والسباب و المزايدة من يسب أكثر أو يشعل الموقف أكثر كأنها مسابقة و أنا على يقين أنه لا يوجد بينهم من يعلم حقيقة الوضع بنسبة تتعدى الواحد في المائة

استفزني الوضع وقررت أن اكتب رأي فربما أجد ولو أذن واحدة تسمع أوعقل واحد يدرك أو حتى يتوقف ليفكر و لو لدقيقة أين نحن ذاهبون بهذا الوطن ... فكتبت تغريدات متتالية سريعة ونالني بسببها ما نالني من نيران طائشة ونيران صديقة وسباب عنيف و تلميحات غير لائقة لأني أنثى و تشكيك في وطنيتي و طعن في كرامتي ولعنات و دعوات بأن أذهب الى بورتو طرة و أن كان من المنصف ان أُقِر بأنها لاقت أستحساناً من البعض كذلك حتى ممن نختلف في الرأي عموماً

و على قدر ما أراها قفشات مضحكة على قدر ما أرى عمق الهاوية اللتي هوت فيها مصر من أنعدام للتفكير و ضحالة الثقافة و سوء التربية ... و على قدر ألمي كان قراري أن أؤرخ لهذا اليوم وأنقل تلك التغريدات هنا في تدوينة أتمنى أن أنظر أليها بعد خمس سنوات على الأكثر لأتذكر هذا اليوم و أحمد الله أنها كانت مرحلة عابرة و محنة نجا منها وطني الذي لا أعرف غيره وطناً نجاة مستحقة بيد المخلصين من أبنائه

فيما يلي تغريداتي بتسلسلها و عذراً لو كانت المعاني غير مرتبطة فقد كتبتها بسرعة شديدة و تحت انفعال قوي و أنا لا أريد أن أُعدٍل فيها شيئاً و أنما هي كما هي أضعها هنا حتى أعود أليها ربما في المستقبل ... و عذراً مرة أخرى لأن آخر التغريدات ستكون رداً "أعتبره أنا" قاسياً على ما وُجٍه الي من سباب و لعنات

مجموعة هتتكالب على عربيتي وتحاول توقفني بغرض أنها تأذيني بدنياً هأدوسها و أطلع أجري و هأبلغ فيها كمان لأنها بدأت بالتعدي عليً و ده دفاع عن النفس

الطلبة في الجامعات الحكومية يتلقون خدمة مجانية لعدد محدد من السنين وليس لهم أي حق في أبداء الرأي كيف تُدارالجامعة ... هو حق أعضاء هيئة التدريس فقط 

الطلبة في الجامعات الخاصة مش عاجبهم مستوى الجامعة يسيبوها ويشوفوا غيرها لكن مش من حقهم أختيار من يديرها و لا في أي مكان في العالم

الدعوة لتجرأ الطلبة على مدرسيهم وأساتذتهم الجامعيين فيه هدم لقيم المجتمع ومبدأ التعليم من أساسه مش عايز تتعلم انشالله ماعنك أتعلمت روح صيع 

عايز تتعلم يبقى تحترم أدبيات وقواعد المؤسسة التعليمية اللي بتعلمك وغالباً بتعلمك ببلاش ... ودي مش بدعة هو ده نظام التعليم في العالم أجمع

هدم القيم الأساسية للمجتمع لا يمكن السكوت عنه في ظل مشروع هدم الوطن واللادولة المُزمع تنفيذه في مصر

كسر هيبة المعلم بأرادته أو بدون أرادته هو ما أدى الى أنهيار البنية التعليمية في دولة عدد سكانها كبير كمصر فأصبح أنصاف المتعلمين هم القادة

الحرية ليست في التعدي على الناس وخاصة أساتذة الجامعات ... الحرية يأتي معها تحمل المسئولية كيف تستفيد مما تتعلمه وتنمي نفسك لتخدم وطنك

الحرية ليست في التحريض على الأيذاء البدني ... هذه جرائم تحريض وليست حرية رأي ... لا يوجد مجتمع محترم يُبنى على التحريض على العنف أو الأيذاء البدني 

ثقافة الأستهانة بأمن وأمان الناس الشخصي والبدني تهدم الوطن وعلى الكل تحمل مسئوليته بدلاً من الهبهبة بكلام فارغ ... وحق الدفاع عن النفس مكفول 

أذا كنت عايش في دور البلطجي أو الفتوة فخد بالك ممكن يطلعلك بلطجي أقوى منك أو فتوة مفتري أكتر منك يكسر رقبتك وساعتها مالكش ديًة 

من يريدونها مرتعاً لأنسان الغاب طويل الناب سيجدون من يتصدى لهم بالقانون ... والخطاب العاطفي الأبله والسباب لن يوقف من يريدون دولة القانون

التحليل النفسي للأنسان في لحظة استشعاره للخطر ومحاولته الفرار بغريزة البقاء يعطي له الحق في الدفاع عن نفسه حتى بقتل المُعتدِي عليه 

فلا تذهب لتتعدى على شخص متخيلاً أنه لا يستطيع أن يقتلك دفاعاً عن نفسه و القانون سيبرأه ... فرض الأمر الواقع واستخدام القوة من أي من كان ليس الحل 

حالة التحريض اللفظي والحشد على أيذاء الأشخاص بدنياً أو الأستهانة بالأيذاء البدني لأي شخص كان أو استغلال حالة الأنفلات يجب أن يتصدى لها الجميع

المجتمع الذي يبني ثقافته على اعتبار التحريض على الأغتصاب أو الأيذاء البدني حتى ولو كان في سياق هزل أو هذر هو مجتمع مريض ويحتاج علاج فوراً 

عفواً لن أُعلٍق على الردود ... هذا رأي كتبته بما يُمليه عليً ضميري ناحية وطني ومن تعدى عليً بالسباب فمعلوم ما هو رد فعلي تجاهه 

كل أناء بما فيه ينضح ... و على الفضاء الأفتراضي هناك الكثير من صفائح الزبالة ... ومن الرُقِي أن من يجد غطاءها ملقى على الأرض أن يغطيها ليمنع أذاها

من يخاف أن يقول قولة حق حتى لا يُسَب فعفواً لا تُصَدٍعني بوطنيتك ... حق الأختلاف في الرأي مكفول ولكن من الفطنة الأستماع لآراء الآخرين فبها ما ينفع

أذا جَبُنت اليوم عن قول الحق في وقت يهدم فيه وطنك فلا تلومن سوى نفسك أذا وجدت نفسك شريداً باحثاً عن وطن جديد فقد ساهمت في هدم وطنك وربما لن تجد سواه

لا أريد من كلامي شهرةً ولا أروم سلطاناً .. هي كلمة مخلصة لربما تساهم في أزالة الغشاوة عن عين غير منتبهة .. أجري على الله وهمي هو وطني

اللي شتمني بأمي وعملتله بلوك .. أحب اشكرك لأنك ثبتني على موقفي أكتر .. شتيمتك لا آذتني ولا أهانتني لأنها ببساطة جاية من جاهل مسكين 

اللي اتهمني بالفلولية واللامؤاخذة ... لا والنبي أيه ؟ ما تروح تبص في المراية ياض !! ولا عمر أهلك ماجابولك واسطة ؟

اللي استخدم الأسلوب الواطي والتلميحات الجنسية لمجرد أني أنثى ... الوصف اللي يليق بيك لاينفع أقوله ولا أكتبه هنا بس أنت عارفه كويس ... معلش أصلي متربية

اللي معترض على كلامي بحجة أن البلد فيها ثورة !! حضرتك تقصد ثورة على أيه بالظبط ؟ على نظام سقط !! ولا ثورة الناس على بعض تقتل بعض ؟ معلش مفهمتش !

لآخر مرة حرية عدم المتابعة مكفولة للجميع وحريتي في التخلص من السفهاء أيضاً مكفولة ... فير آند سكوير ... لكن محدش يقدر يسكتني ولو هادفع عمري كتمن 

أرجوكم اللي هيكلمني بمنطق من هو ليس مع "الثورة" فهو ضدها يبقى بيكلم الشخص الغلط ... أنا مش مضطرة اشرح موقفي لحد لكن حالياً أنا مع مصر فقط لا غير


اللي شايفني باتويت كتير يبطل يتابعني ... ويخليه في التافهين بتوع السحر و الشعوذة و يريح دماغه مني  ... مش هابطل أصْلي :) 
  



Friday, October 14, 2011

حرب الهاش تاج

عدت الى منزلي بالأمس بعد منتصف الليل وكالعادة قررت أن ألقي نظرة خاطفة على صديقي المتوتر دائماً تويتر والذي يكون مفعماً بالحياة في ليالي آخر الأسبوع ... نظرة عامة لأعرف آخر الأخبار والأشاعات والخناقات والمشاحنات و "مين شتم مين و مين بلٍك مين" ...

فتويتر هو المدرسة الثانوية اللتي أصبحنا كلنا نشتاق اليها ونتمنى أن يعود بنا الزمن لنصحح أخطاء قمنا بها نتيجة عدم خبرتنا الكافية في الحياة ... و أن كان تويتر يثبت نظرية أن المدرسة الثانوية ستظل بنفس القواعد و الممارسات حتى ولو كان طلابها ممن قاربوا الأربعين أو تعدٌوها ... المهم أن تويتر ليس فقط مدرسة ثانوية تعج بالحياة المراهقة و محاولات أثبات الذات و استعراض العضلات و تكوين صداقات جديدة ... و لكنه أيضاً آداة اعلامية قوية لنشر الشائعات و الأخبار على حدٍ سواء و ربما يكون آداة لقياس الرأي العام في بعض الأحيان وليس كلها ... و وسيلة شريرة للتغلغل في مجتمع ما و خلق رأي عام جديد حتى و أن كنت تبعد عن هذا المجتمع آلاف الأميال ...

الصادم في ليلة الأمس هو أني وجدت الجميع يتحدث وبلا هوادة مع أو ضد هاش تاج ليلة الجمعة و ياله من هاش تاج ... و الهاش تاج هو عبارة مميزة أو كلمة أو جملة ترفقها بعلامة الشباك مع تغريداتك لتجعلها متعلقة بموضوع معين ... أي شخص يريد أن يتحدث في هذا الموضوع أو أن يحلله ما عليه الا أن ينقر على هذا الهاش تاج ويرى كل ما يقوله الآخرون في هذا الموضوع ...

هاش تاج الأمس ليلة الجمعة 14-10-2011 كان مميزاً للغاية ... #TweetsElNoshata2 ويعني تغريدات النشطاء على تويتر والهدف منه هو نقد أسلوب من يسمون أنفسهم النشطاء سواء كانوا نشطاء سياسيين أو حقوقيين أو نشطاء في أي شيء من مسابقات مين ياكل سندوتشات هوت دوج أكتر الى مسابقات من يهدم وطن أسرع ...

الحقيقة أن النقد كان لاذعاً جداً و في بعض الأحيان جارحاً و أحقاقاً للحق هو لم يتعدى أسلوب النشطاء أنفسهم في معاملة والحديث عن كل من هو ليس "ناشط" ... من اطلاق الأحكام والتصنيف وألصاق تهم الأمراض النفسية بكل من هو صاحب رأي مختلف حتى و أن كان الهدف المعلن واحد ...

المشكلة أن هذا الهاش تاج كان بمثابة فرصة للأنفجار في وجه من سفهوا المصريين كثيراً بدءاً من وصفهم بالخنوع و العبودية وأنعدام الرأي والجهل والألتصاق بالكنبة الى أمراض النفس البشرية من حب تعذيب الذات والوقوع في غرام المجرم الى أنهم كلهم منتفعون وفلول نظام قديم سقط و هو ما يعني أن الشعب المصري "ما عدا النشطاء" طبعاً كله يمثل الفئة المدحورة أو المهزومة و حتى اللفظ الجديد المعبر الذي أطلقته أحدى أكثر الشخصيات أثارة للجدل والسخرية و الأستهجان في مصر و هو "المواطنون الشرفاء" و الذي تقصد به الناشطة اللوذعية العكس طبعاً و دائما ما تقرنه بتعبيرات تعبر عن ان هؤلاء المواطنين الشرفاء يتم أغتصابهم منهجياً و هم راضون ... و أن هي طبعاً كمواطنين شرفاء انبسطت ...

و لا أفهم حقيقة كيف لمن يدعي أنه نخبة المجتمع و أفضل ما فيها أن ينظر لنفس المجتمع هذه النظرة الفوقية الممزوجة بثقافة متعصبة تستهين بالكرامة البشرية و تعتبر الأيذاء البدني أو الأغتصاب شيئاً قد يكون محبباً للنفس ... ألا بالطبع لو كانت هذه "النخبة" المزعومة قادمة من أحط مستويات المجتمع أو تعاني شخصياً من عنف بدني مورس عليها وأقنعها البعض أنه عادي أو شيء لطيف ... حقيقة لا أعلم ولا أملك الخلفية العلمية لتحليل مثل هذه الشخصية الجديرة بالدراسة ...

في حقيقة الأمر أن صاحب الرأي الذي يخاف أن يقول رأيه حتى لا يفقد معجبيه أو متابعيه أو قراءُه لا يستحق أن يطلق عليه صاحب رأي و أنما مُرتَزِق و لكن عندما تكون هناك ظاهرة نقدية لتصرفات مجموعة ارتضت لنفسها العمل العام و ان تكون شخصيات مؤثرة في مجتمعها فالأصح أن تحاول هذه المجموعة الأستفادة من النقد الموجه أليها و تحمل ما قد يكون به من شخصنة أو تجريح لتحسن من أدائها و تصل ألى شريحة أكبر بآرائها و هو عكس ما حدث بالأمس تماماً ....

فبعد الصدمة الأولى للنشطاء من حجم و كمية و عدد من ينتقدونهم و من يذكر لهم تغريداتهم بسياق معين يحمل معان أو اهداف معينة ... كانت الأستجابة بأطلاق عدد 2 هاشتاج للرد على الهاش تاج الذي أزعجهم #tweetselshorafa2 و #TweetsElkanaba ... و بدأ السب بأقذع اللفاظ و أعادة لمسلسل يا فلول يا كنبة يا جاهل يا عبد يا مريض يا بتاع البيدزا و عمرو مصطفى ... و هذا أن دل على شيء فهو يدل على حالة عقلية فريدة من الأنعزال و الفوقية و السطحية و العدوانية لكل مختلف ... مع أنه من المفروض أن رسالتهم هي الحرية في الرأي و التعبير و تقبل الآخر ... و لكن أهذه حقاً هي رسالتهم !؟ ... ام أنهم على هدى نجومهم و مُنظِريهم يطلبون لأنفسهم فقط حق التحكم في المجتمع و لا يقبلون الأختلاف معهم و الا يتم التمثيل بهذا المختلف بأسوأ الطرق بدءاً من السب و التحريض على سبه أو أغلاق صفحته في محاولة لتكميم فمه ونهاية بالتشهير به على القنوات الأعلامية للنشطاء ...

الشعب المصري به الكثير من العيوب و يمكن انتقاده و وصفه بأوصاف كثيرة و لكن أحقاقاً للحق ليس من ضمنها الغباء ... نشطاء الشبكات الأجتماعية وقعوا في خطأ من ثاروا عليهم ألا و هو احتقار الشعب و احتكار الحقيقة و العلم بما هو مصلحة الوطن لأنفسهم فقط ... نادوا بالحرية لأنفسهم فقط ... حرية سب الناس و التشهير بهم ... حرية افتعال الفوضى و عدم الألتفات لمصالح الشركاء في الوطن مدًعين ان هذه هي الديمقراطية و هي منهم براء ... تقوقعوا على أنفسهم في الفضاء الأفتراضي جامعين حولهم التفهاء و السفهاء و عديمي الشخصية ممن يبحثون عن قطيع ينتمون أليه تحقيقاً لذات من المستحيل تحقيقها في الواقع لعدم أهليتها أن تكون مواطناً منتجاً محققاً لذاته ... و كل وظيفة هؤلاء التابعين هو ترديد ما يقوله النشطاء و الريتويت و افتراس من يختلف مع أسيادهم الذين يتبعون ...

ما أراه هو أن الحراك السياسي في مصر الآن سيفرز نخبة تعبر عن شعبها و أن النخبة الفضائية المُغيًبة ستسقط قريباً جداً بعد ان لفظها الناس الا من رحم ربي و أدرك خطأه و حاول التفاعل بشكل مفيد للوطن و الناس و ليس لمجده الشخصي و زيادة الدولارات و الريالات في حسابه البنكي ... و لمن نسي فالشعب هو مصدر السلطات ... أرتضيتم لأنفسكم ان تكونوا شخصيات عامة فتحملوا النقد ... حاولوا ان تفهموه و تستفيدوا منه في تقويم تصرفاتكم و لغتكم و أفعالكم ... و تذكروا دائماً أنه لا حرية لأعداء الحرية ...

أعزائي النشطاء بمختلف أهوائكم و مشاربكم و أهدافكم ... لا تنهَ عن خُلقٍ و تأتيَ مثلهُ .... عارٌ عليكَ أذا فعلتَ عظيمُ