Tuesday, November 27, 2012

البيان والتبيان في شرح تراجم الخرفان


ElBaradei Speaks Out against Morsi'Not Even the Pharaohs Had So Much Authority'

Democracy advocate Mohamed ElBaradei, former head of the International Atomic Energy Agency, is critical of Mohammed Morsi.Zoom
AP
Democracy advocate Mohamed ElBaradei, former head of the International Atomic Energy Agency, is critical of Mohammed Morsi.


أثار لقاء الدكتور محمد البرادعي مع صحيفة ديرشبيجل الألمانية ردود فعل عنيفة على موقع التواصل الإجتماعي تويتر عندما قام بعض منتسبي جماعة الإخوان بترجمة فقرة من الحوار وبدأوا في نشر فكرة تتمحور في الأساس عن تعاطف البرادعي مع اليهود وكأنها مسبًة-  في محاولات حثيثة وكما دأبوا على لي عنق الحقيقة لتلطيخ سمعة الرجل بدون أدنى ذنب اقترفه  

لست من دراويش البراعي ولا من منتسبي حزبه بل بالعكس أحمله مسئولية كبيرة عما وصل إليه الحال في مصر بعد أحداث يناير 2011 وما آلت إليه من إنهيار للدولة واتهامات جائرة وتهميش لكثير من المصريين الوطنيين .. ولكن الحق أحق بأن يُتبًع والرجل حقاً لم يخطيء في هذا اللقاء مع الصحيفة الألمانية ويتوجب علينا أن نحييه على نقله للواقع المصري الأليم بموضوعية للمجتمع الدولي .. فهو فعل يُشكر عليه ولا يُلام بسببه 

الفقرة التي استغلها منتسبي الإخوان هي هذه الفقرة :

SPIEGEL: Almost all of the liberal and Christian members of the constitutional commission have withdrawn. Why is that?
ElBaradei: Because we all fear that the Muslim Brotherhood will pass a document with Islamist undertones that marginalizes the rights of women and religious minorities. Who sits in this group? One person, who wants to ban music, because it's allegedly against Sharia law; another, who denies the Holocaust; another, who openly condemns democracy.

وفيها تتساءل صحيفة ديرشبيجل لماذا انسحب تقريباً كل الليبراليين والمسيحيين من اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور ؟
ويرد البرادعي قائلاً : لأننا جميعاً نخشى أن جماعة الإخوان المسلمين ستمرر نصاً ذو صبغة متأسلمة يعمل على تهميش حقوق المرأة والأقليات الدينية .. ويوضح قائلاً ممن تتكون تلك المجموعة ! - أي هؤلاء الذين يكتبون دستور مصر الجديد - أحدهم يريد منع الموسيقى لأنه يراها مخالفة للشريعة الإسلامية .. وأحدهم ينكر المحرقة النازية وأحدهم يلعن الديمقراطية علناً 

لن أستطرد إلى ترجمة باقي المقال وفقط سأركز على ما ركز عليه منتسبي الإخوان ألا وهي تلك الفقرة

لابد أن نتوقف هنا لنتساءل .. لماذا تتعمد الجماعة في طرح ترجمة مغلوطة واجتزاء الكلام من سياقه ؟ لماذا تعمل الجماعة على تضليل الشعب مستغلة أن النسبة الأكبر لا تقرأ وإن قرأت فهي تقرأ العناوين العريضة فقط .. ومستغلة أن نقل الأحاديث والمعلومات الشفهية ثقافة للأسف متفشية بين المصريين 

ماذا تريد الجماعة ؟ هل تريد تضليل الشعب ونشر الأكاذيب حتى تتخلص من خصومها وتستعدي عليهم الناس ؟ هل ديمومة الجماعة في الحكم مرتبطة بنشر الأكاذيب والتمسك بقشور الأشياء والعمل الحثيث على تجهيل الناس ؟ أين النهضة في ذلك ؟ أم هي النهضة  بالجماعة إلى الحكم على حساب تشويه الخصوم وتجريس المختلف والعمل على تجهيل الجماهير ؟ 

ولماذا اهتم منتسبو الجماعة بمن ينكر الهولوكوست ولم يتطرقوا من قريب أو بعيد لمن يريد منع الموسيقى أو من يلعن الديمقراطية علناً بمناسبة أو بدون .. هل تتخيل الجماعة أنه لا يوجد في مصر من يعرف أي لغة أجنبية أم أن كل المصريين في تخيلهم تركوا التعليم في مراحله الأولى ؟ .. الإنتقائية هنا دليل نية خبيثة مبيتة واستهانة بالشعب المصري وإفصاح واضح أن جماهير الجماعة هم فقط العامة والدهماء ممن تستطيع أن تلعب على مشاعرهم دون مخاطبة عقولهم 
 
البرادعي يخاطب المجتمع الدولي وهو يعلم لغته .. هناك قواعد إنسانية اتفق عليها العالم المتحضر ولا يمكن أن يفرط فيها .. أولها حرية الرأي والتعبير وأهمها احترام الإنسان الفرد المفرد .. نعم يرى العالم المحرقة النازية جريمة لا تغتفر ولا يمكن إنكارها وإذا ما علمت الولايات المتحدة أن حلفائها الجدد ينكرونها ويشمتون في حرق البشر لمجرد أنهم من دين أو عرق مختلف فسيكون موقف الإدارة الأميريكية التي تحالفت مع هؤلاء بالغ السوء أمام العالم كله 

لا يمكننا إنكار التاريخ وإلا فليس لنا أن نعترض إذا ما أنكر العالم تاريخنا .. لا يمكن أن نشمت في حرق بشر عزل أبرياء في أفران الغاز لمجرد أن ديانتهم هي اليهودية وإلا فنحن مجرمين منزوعي الإنسانية .. واليهودية ديانة إبراهيمية ذات كتاب مقدس يعترف به المسيحيون والمسلمون أما الصهيونية فهي حركة سياسية عنصرية استيطانية والفرق واضح بين الاثنتين .. فلا كل اليهود صهاينة ولا كل الصهاينة يهود 

قد نختلف كما اختلف مؤرخون كثر على الأعداد التي  راحت ضحية للمحرقة .. وبالتأكيد نعترض على أن تكون هي حجة اسرائيل في ابتزاز العالم أو أن تفعل في الفلسطينيين ما فعله هتلر النازي بهم .. لكن لابد أن نعترف بالجريمة ولابد أن نفهم أن العنصرية النازية لم تحرق اليهود فقط بل والمعاقين جسدياً والسود وكل من رأت أنهم عبء على المجتمع أو من جنس أدنى من الجنس الآري الأبيض من وجهة نظرهم .. ولو كانت وصلت لبلاد المسلمين لكانت أحرقتهم فمعظم المسلمين إما ساميين كاليهود أو حاميين أفارقة كالسود .. الجريمة هي الجريمة ولا ينكرها إلا وحش منزوع الإنسانية والرحمة ومجرم لا يؤتمن على أرواح الناس ولا على مستقبلهم 

لا أجد البرادعي قد أخطأ بل بالعكس هو نقل للمجتمع الدولي بمنتهى الأمانة الواقع الحالي في مصر .. وهو قد فعل ما يجب على كل مصري يريد خيراً لهذا البلد ويجيد لغة عالمية للتواصل يوصل بها للعالم صوت الملايين من المصريين الأقل حظاً  

أعود لأتعجب من الجماعة الحاكمة التي لا غاية لها إلا تجريس المختلف وإغتيال الخصوم معنوياً ونشر الجهل بين الناس وكأنها لا تجيد شيئاً آخر بعد أن صدعتنا بأساطير النهضة وطائرها الأسطوري .. ليتضح لنا أخيراً أن طائر النهضة الحزين ما هو إلا طائر عقيم له رأس ثعبان وجسم خروف لا يطير 









Monday, June 11, 2012

إحتقار الديمقراطية أم إحتكارها !







مبدئياً أنا لا أجدها ثورة .. نعم لا أعتبر ما حدث في 25 يناير 2011 ثورة .. رأيِ كونته في خضم الأحداث نفسها وكنت ومازلت أصر على أنها إنقلاب إخواني على النظام الجمهوري في مصر وليس على مبارك فقط .. إنقلاب استعان بغطاء مدني هش ليداري هويته .. والأهداف واضحة وصريحة .. هدم الدولة وأعمدتها الأساسية .. مؤسسة الرئاسة .. البرلمان .. الشرطة .. القضاء .. الجيش .. والجيش يختص بالإهتمام الأكبر في عملية الهدم فهو أقوى وأكبر وآخر جيوش المنطقة العربية .. ليأتي الهدف الأسمى وهو تأسيس دولة التمكين من أجل إقامة الخلافة الإخوانية بزعامة الدوحة .. لذا كان للقومسيونجي القطري الدور الأبرز في ترتيب الدعم العالمي وخاصة الأميركي للإنقلاب الإخوانجي في مصر .. 

أمريكا أعلنتها صراحة وبين السطور منذ سنين عدة .. لن تسمح للعرب بمنع البترول عنها مرة أخرى كما حدث أثناء حرب أكتوبر 73 وتجد الأفضل لمصالحها هو خلق شرق أوسط كبير يتشكل بعد موجة عارمة من الفوضى الخلاقة .. وهذا الكلام أفهمه على أنه تأسيس لحرب طائفية مذهبية في الشرق الأوسط تضعف دوله جميعها وتفتتها وتجعلها عرضة للتقسيم والإحتلال والسيطرة على مصيرها بما يخدم أمن ومصلحة اسرائيل ويحفظ مصالح الولايات المتحدة الأميريكية في السيطرة على منطقة غنية بالنفط والموارد الطبيعية الأخرى التي بدأت تشح في باقي مناطق العالم الخاضعة لسيطرة الدول المتقدمة ..

الحرب النفسية في مصر بدأت منذ فترة طويلة وعلى أصعدة مختلفة وشارك فيها كثير من المصريين البعض عن علم والبعض عن غفلة .. والغفلة إختيار وكذلك الخيانة إختيار .. بدأت ملامحها تتضح في كليبات السخرية من القوات المسلحة المصرية والتي انتشرت بقوة وعنف في 2010 واختصت بالسخرية من التصنيع الحربي واختزاله في مصانع الأدوات والأجهزة المنزلية .. بجانب مقالات وتدوينات انصب هدفها في الطعن في بعض القيادات السياسية المحترمة والبعيدة عن الفساد المعروف للقاصي والداني في مصر وكان هدفها الآخر صنع الأيقونات .. وفن صناعة البطل يتجلى في أبدع صوره فيما يعرف بالثورة المصرية .. إحدى ثورات الزهور التالية للثورات الملونة .. 

بدأ الإخوان بعد ما خلع الجيش مبارك في تقسيم الشعب حتى تتم لهم السيطرة على طريقة فرق تسُد .. ولطالما حيرني اختيارهم لمصطلح "الفلول" وهو ما يعني في اللغة العربية بقايا الجيش المنهزم المدحور .. ولأنها لم تكن حرب بالمعنى المفهوم بعكس ما كان في العراق بلد المنشأ الأصلي لمصطلح الفلول حيرني جداً إختيار هذا المصطلح من جانب الإخوان وإطلاقه في مصر .. إلى أن جاء صديق عزيز ليفسرها ببساطة وحكمة بالغة فيقول لي : بعد الثورات يوجد فقط رجعية وتقدمية .. الرجعية هي ما تمثل من يريد العودة للوضع السابق والتقدمية تمثل الموافقين على أهداف تلك الثورة والراغبين في السير بها إلى الأمام .. بعد تلك المناقشة مع صديقي الحكيم بدأت أرى الأمور أكثر منطقية فكيف يقر الإخوان بمبدأ من مع أهداف الثورة تقدمي وهم الغالب الأعم من المصريين في حين أن هدفهم هم هو الرجعية !! بل كيف يسعون إلى ضم أكثرية الشعب إلى ركاب تلك الثورة وهم يريدون أن يظلوا وحدهم وهم قلة قليلة المسيطرون !! .. لذا كان لابد من مصطلح آخر ينسحب على بقايا نظام مبارك لينسحب بعدها بهدوء على غالبية الشعب المصري ..

ساعدهم كثيراً الغطاء المدني الهش من نخبة فاسدة تبيع ضميرها لمن يدفع حتى وإن كانت النتيجة دمار وطن .. فاستمرت النخبة الضلالية في نشر التصنيفات على المصريين من مرضى نفسيين بمتلازمة ستوكهولم إلى الوصف السفيه "حزب الكنبة" إلى لاحسي البيادة وهم من يأخذون صف الجيش المصري الوطني ويرفضون تفكيكه أو التعدي عليه .. إلى المواطنين الشرفاء في سخرية من خطاب الجيش للمصريين طالباً منهم وهم المواطنون الشرفاء أن يتحلوا بالإيجابية ويشاركوا في إنقاذ وطنهم .. ولكن يظل وصف "الفلول" هو الأعم والأشمل وهو ما يركز عليه مرشحي الإخوان في انتخابات الرئاسة في تأليب المصريين على بعضهم البعض من التوعد بدهس الفلول بالأقدام إلى التهديد بمعاقبتهم وتصفيتهم إلى وصف منافس مرشحهم في الجولة الثانية بمرشح الفلول والثورة المضادة .. في حين نجد المرشح المنافس يتحدث بلغة تصالحية ويسمي الأشياء بمسمياتها الواقعية ..

ويلفت انتباهي وصف الإخوان للمرشح المنافس لمرشحهم بوصف مرشح الثورة المضادة .. مما يعني أنهم هم الثورة ومالكيها الأصليين .. في حين نجد من شاركوا في تلك الثورة من الشباب في حيرة شديدة من ينتخبون ويجنح معظمهم إلى إبطال صوته أو مقاطعة الإنتخابات في إعتراض صريح على أن مرشح الإخوان هو مرشح الثورة .. والأعجب من ذلك هو تصريح الإخوان ومرشحهم أن لا رئيس إلا منهم وإلا فسينزلون للشوارع في ثورة أخرى .. ثورة هي في هذه المرة ضد إرادة الشعب التي عبر عنها بديمقراطية الصندوق .. ولكن هل فعلاً الإخوان يفهمون الديمقراطية أو يمارسونها ؟ هل هي في أدبياتهم ؟ .. الإخوان في فكرهم وأدبياتهم يعلنون بصراحة أنهم لا يحترمون الهوية المصرية ولا القومية المصرية ولا الدولة المصرية أو حدودها كدولة مستقلة .. فهم شعب الله المختار وهم الأعلون !!

كيف إذن يستطيع أي شخص أن يقول أن الإخوان يحترمون الديمقراطية وأنهم سيؤسسون لتداول سلطة في مصر ؟ هل مباديء السمع والطاعة وتدجين عقول الأتباع يمكن أن تنشيء ديمقراطية تمثيلية تمثل الشعب كله وتؤسس لحكم المؤسسات وليس الفرد وتعتمد تداول السلطة ونقد الحكام ؟ هل يمكن احتكار الديمقراطية ؟ هل هي قابلة للإحتكار أم أن ما يفعله الإخوان هو احتقارها ومحاولة هدمها بأحد معاولها وهو الإنتخابات ؟ .. وما هو موقف الشارع المصري من ذلك كله ؟ هل يستوعب الأمر كما هو ؟ هل سيأخذ المنحى السلبي بعدم المشاركة أم سنرى إقبالاً على صناديق الإنتخاب ؟ حقاً لا أدري وربما إذا تمت جولة الإعادة بعد 6 أيام أجد جواباً واضحاً لتساؤلات كثيرة .. 




Friday, April 20, 2012

أنا علماني



أنا علماني .. يعني عندي الدين لله والوطن للجميع 

أنا علماني .. يعني عندي لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين 

أنا علماني .. يعني ميهمنيش إسمك ولا عنوانك ولا دينك ولا لونك ولا جنسك .. كلنا مصريين أمام القانون متساوين 

أنا علماني .. يعني من حقي أعبد ربي في الجامع وتعبد ربك في المعبد أو الكنيسة أو ماتعبدوش خالص مش شغلتي 

أنا علماني .. يعني فيه بيني وبينك عقد اجتماعي لحقوقك وحقوقي وواجباتك وواجباتي .. لا وصاية لأحد منا على الآخر 

أنا علماني .. يعني لا أتدخل في شئونك ولا تتدخل في شئوني .. احنا مش أوصياء على بعض 

أنا علماني .. لا أشغل نفسي بمآل كل شخص ومين رايح جنة ومين رايح نار .. فعلى الله وحده الحساب وهو يختص برحمته من يشاء 

أنا علماني .. يعني الحكم على النوايا واخلاص الدين يخص الخالق ولا يخصني .. أنا مش من آلهة الأوليمب ولا السيناتور مكارثي 

أنا علماني .. أحترم كل الأديان والديانات وأعترف بحق كل إنسان في أن يعتنق ما يريد ويمارس ما يريد من شعائر في أمن وإحترام 

أنا علماني .. يعني مش من حقي أتدخل في علاقات الناس الشخصية لا بالسلب ولا بالإيجاب 

أنا علماني .. لا أخلط المطلق بالنسبي وأفصل بين العقيدة والإنتماء السياسي 

أنا علماني .. لا أعرض الدين المقدس لتغير الهوى السياسي فأهدمه 

أنا علماني .. لا أتاجر بدين الله ولا أدعي الحكم بالمدد الإلهي 

أنا علماني .. لا ألعب على أوتار العاطفة والروحانيات لدى الناس من أجل مكسب سياسي 

أنا علماني .. أتكلم بموضوعية في معطيات الحياة المتغيرة وأترك الدين لفقهائه يفسرون تعاليمه عن علم وليس عن جهل 

أنا علماني .. قد أكون متدين أو لا أكون .. ما في قلبي لا يخص أحد غيري ولا أتسلط على عقول وقلوب الآخرين 

أنا علماني .. أحترم الإنسان واختلافه .. أتقبل المختلف ولا أحاول تغييره أو فرض رأي ورؤيتي عليه 

أنا علماني .. أؤمن بدولة القانون   

أنا علماني .. أؤمن بأن منظومة الإخلاق وإن كانت مرتبطة بالدين والروحانيات ولكنها تحتاج لقوانين مدنية مجردة تحمي المجتمع من التجاوزات 

أنا علماني .. لا أريد للدولة أن تتسلط على الفرد وتختار له كيف يعيش حياته .. أريدها فقط أن تدير الشأن العام للبلاد 

أنا علماني .. أؤمن بأهلية كل فرد على التمييز وبحقه في الإختيار وأن الأصل في الناس أنهم راشدين وليسوا قُصًر تحت ولاية الحاكم ولي الأمر 

أنا علماني .. أتبنى حرية الرأي والإبداع وأرفض قولبة وجمود الفكر 

أنا علماني .. أحترم العلوم والثقافات المختلفة وأقدس قدرة العقل البشري على الإبتكار 

أنا علماني .. أتعايش مع الواقع والحضارة الإنسانية المتنوعة والحداثة ولا أسجن نفسي في أفكار قديمة انتهت صلاحيتها من العالم 

أنا علماني .. سيد نفسي .. مستقل بقراري .. لا ولاية لأحد على عقلي 



Thursday, April 19, 2012

عزيزي الثورجي .. طظ فيك





في إرتجال وبسرعة أحاول أن أخاطب أعزائي الثورجية المندفعين أصحاب الصوت العالي واللي بيلجأوا لبلطجة الرأي دايماً ومش بيمارسوا اللي بيدعوا إليه .. كلامي بالعامية المصرية الدارجة ومن القلب وبدون تحفظ ولا سابق ترتيب .. هكتبه هنا زي ما هو .. على الله حد يسمع أو يفهم أو يبص في مرايته أو يراجع نفسه ..

يعلم الله أن لا مطلب شخصي لي سوى أن تكون بلادي حرة قوية عزيزة بكل أبنائها .. فشباب اليوم لا محالة هم حكام الغد .. ولو لم يتعودوا النقد من الآن فكلنا نؤسس لبلد لا قبول فيها للآخر ولا حرية ولا ديمقراطية ولا عدالة إجتماعية .. 



عزيزي الثورجي .. طظ فيك .. أنا منزلتش التحرير عشان جنابك تسلملي البلد للفاشيست بتوع دولة التمكين ولا عشان تضربلي بالقانون عرض الحائط

Wednesday, April 4, 2012

خدعوك فقالوا



الشعب المصري يتم خداعه الآن وبمنهجية تثير الإعجاب ولكن حتماً تثير الإشمئزاز أيضاً .. لا جدال أن السياسة مبنية على الخداع والمناورة ولكن في ظرف استثنائي تمر به مصر كان الأحرى بكل وطني أن يساهم في رفع وعي الناس بهدف تمكينهم من المشاركة الفعالة في تغيير مستقبل مصر إلى الأفضل والخروج بها من محنتها القائمة نتيجة القلاقل والإضطرابات المستمرة منذ يناير ما قبل الماضي والناتجة بالأساس عن محاولات للبعض فرض رؤية معينة أو شخص معين على سدة الحكم في البلاد ..

أءسف كثيراً عندماً أجد بعض الإعلاميين اللامعين يغررون بالناس ويضللونهم وينقلون إليهم صوراً مجتزئة وتخيلات على أنها أحداث وقعت .. وأءسف أكثر عندما أجد سياسيين المفترض أنهم وطنيون يزورون وعي الناس ويضللونهم بغرض الوصول إلى مكاسب شخصية ضيقة .. ليس التزوير فقط هو تزوير بطاقة الإنتخاب في الصندوق وإنما التزوير الأخطر هو تزوير الوعي وتغييب العقول وغسيل المخ ومخاطبة العواطف والعقائد ..

المصريون شعب ذو حضارة عظيمة ولكنهم عانوا كثيراً في القرن العشرين من حروب وهزائم وحرمان من المشاركة في القرار السياسي وسوء إدارة للبلاد وتهميش لذوي الكفائات وقمع للمعارضة وتحويل البلد إلى عزبة تديرها عصابة يتوارثها عتريس عن عتريس سبقه .. أصبحت مصر دولة فقيرة إدارتها شديدة السوء .. مصابة بعلة انفجار سكاني مزعج وعشوائية في الشكل والمضمون .. انقرضت الطبقة المتوسطة أو كادت .. تلك الطبقة التي تقوم عليها حضارة أي شعب والتي رفعت من شأن بلاد كأمريكا وألمانيا واليابان بعد الثورة الصناعية .. 

يمر المصريون بتجربة استقطابية قوية منذ استفتاء مارس 2011 .. أحسن الإسلاميون اللعب بورقة الدين وفشلت كل القوى المدنية التي لا تخلط الدين بالسياسة في إيجاد بديل .. من ناحية كيف تتنافس مع الله والإسلام عند نزولهم الإنتخابات ومن ناحية أخرى الخطاب الفوقي المتغطرس الإقصائي المتنافي تماماً مع مباديء الليبرالية كان منفراً للناس .. نجح الإسلاميون في الإنتخابات البرلمانية وأصبحوا الأغلبية البرلمانية معتمدين على الإستقطاب الديني وعلى الخدمات الإجتماعية للفقراء وعلى وعود الإستقرار والنهضة بالبلاد والأهم كان بسبب عدم اصطدامهم بالجيش الذي يجمع المصريون بغالبيتهم على أنه صمام الأمان للبلد .. 

فخرجت علينا تصريحات عجيبة من قبيل 40% من المصريين إخوان وما إلى ذلك في استخفاف صريح بعقول الناس .. وجاءت انتخابات الشورى لتفضح جزءاً من الحقيقة مع الإقبال الضعيف الذي لم يتجاوز ال 15% ممن يحق لهم التصويت .. بسبب أن المصريين مقتنعين بعدم أهمية مجلس الشورى وأنه في طريقه للإلغاء وبسبب الإحباط عند البعض من نتيجة انتخابات الشعب والتي جعلت الكثيرين يجددوا جوازات سفرهم ويقبلوا على تقديم أوراق الهجرة لأي بلد ترضى بأن تستقبلهم .. 

فضحت انتخابات الشورى الحجم الحقيقي للكتلة المصمتة للإسلاميين والمعروف عنها أنها تحتشد لأي وكل انتخابات .. فهم اكتفوا بأنفسهم ولم يحشدوا المتعاطفين أو أسرى الإحسان .. فاتضح أن المصريين الغير مسيسين ليسوا إخواناً ولا سلفيين وإنما انتخبوهم لأسباب في غالبها منطقي بحثاً عن استقرار الأوضاع وعودة الأمن وسياسيين منظمين لا يصطدموا بالجيش الذي يدير المرحلة الإنتقالية ..

تحولت بعد ذلك جلسات البرلمان إلى مسلسل فكاهي مسلي للكثيرين وسبب في انتشار أمراض الإكتئاب وضغط الدم في شريحة من يفهمون ولو قليلاً في السياسة وبدأت الخدعة العظيمة .. الإخوان يقولون للمصريين لا نستطيع أن نفي بوعودنا البراقة التي أوصلتنا إلى هنا مالم تمكنونا من السيطرة بالكامل منفردين على مقاليد الحكم في مصر .. أعطونا مصر كاملة غير منقوصة حتى نفي بوعودنا التي انتخبتمونا من أجلها .. وفي هذا خدعة كبيرة توحي بسوء نية مبيت .. 

الأنظمة الجمهورية في الحكم ثلاثة أنواع رئاسية .. برلمانية .. ورئاسية برلمانية مختلطة .. لكل منها خصائصه وميزاته وعيوبه وتختلف حولها الآراء من حيث تقييم نجاحاتها ومناسبتها لمجتمع دون آخر .. ولكل منها آليات في تنظيم الفصل بين السلطات والمحاسبة والمراقبة .. حتى الآن مصر دولة رئاسية وإن كان دستور 71 عندما كُتب كان لدولة رئاسية برلمانية ولكن بطبيعة الحال كان الحزب الوطني هو أغلبية البرلمان دائماً ورئيسه هو رئيس البلاد فتحولت شيئاً فشيئاً لدولة رئاسية خالصة ..

وحتى في الدولة الرئاسية التي أتحيز أنا شخصياً لها لأنها تضمن الفصل التام بين السلطات .. يوجد لدى البرلمان آليات لمحاسبة ومراقبة الحكومة حتى ولو لم يشكلوها .. كأمريكا الفيدرالية الرئاسية الصريحة والكونجرس الشهير الذي يجبر الرئيس على الإنصياع لتشريعاته إلا فيما ندر .. الآن يلعب الإخوان لعبة الخديعة الكبرى مع المصريين .. يقولون لن نستطيع أن نفي بوعودنا ونصلح من حال البلاد ونجعل حياتكم أحسن إلا إذا شكلنا نحن الحكومة .. وهذا محض افتراء .. في يد الأغلبية البرلمانية سلاح قوي مسلط على رقبة حكومة الجنزوري أو أي حكومة أخرى .. ألا وهو سلاح التشريع ..

البرلمان وظيفته الأولى هي اصدار التشريعات ومن حقه أن يصدر تشريعات بقوانين تلزم الحكومة بتنفيذها .. إذن فالغالبية البرلمانية تستطيع تنفيذ برامجها عن طريق التشريع وليس فقط استجواب الحكومة وطلبات الإحاطة .. وحتى اليوم فشل البرلمان في إصدار أي تشريع بقانون قد يفيد الشعب وتحول إلى مسرحية هزلية ما بين من يؤذن وبين من يكذب وبين من يدعي التعرض لمحاولة إغتيال .. محاولة الضحك على المصريين بأن البرلمان مكبًل والإخوان غير قادرين على الحل والربط إلا بتكوينهم هم الحكومة وسيطرتهم على كل مقاليد الحكم هي محاولة غبية مثيرة للغثيان .. وليس أكثر منها سوءاً الا مجموعة القوانين المقترحة بإعادة النساء الى عهد الجواري والتضييق على حريات الناس .. وليس أكثر منها سخفاً إلا رفض الإخوان لقرض ميسًر تحتاجه مصر وبشدة الآن .. وكأنهم يساومون المصريين على رقابهم أم طعامهم ..

خدعوك فقالوا أنهم المسلمون وحدهم أو أن دعوتهم مستجابة أو أنهم يحملون *الخير* لمصر .. حتى الآن لا نرى منهم مشروعاً مصرياً وطنياً بل مشروعاً استعمارياً عابراً للحدود يفقد مصر استقلاليتها ويحولها إلى ولاية تحت راية خليفة يكرهها ويحول أهلها إلى رعايا وليس مواطنين .. فلطالما كانت مصالح الجماعة أهم من مصلحة الوطن ولطالما ربوا أبنائهم على أنهم الأعلون يحذون حذو بني اسرائيل وكأنهم أي الإخوان شعب الله المختار المفضًل والمقرب عن باقي المصريين .. سئمنا الخداع واتضحت لنا الخطة وظهر المشروع إلى النور وعلى كل مصري أن يسعى وراء معلومة سليمة ويستفتي ضميره قبل أي قرار بما يراه في مصلحة وطنه ..

كن حذراً فقد خدعوك مرة ولا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين .. من فضلك لا تتكلم الا عن علم وإن كنت لا تعلم فاسأل مرة واثنتين وثلاثة حتى يتكون لديك رأي مبني على معلومة حقيقية ومعيار سليم .. لكِ يا مصر السلامة وسلاماً يا بلادي .. 






Friday, March 23, 2012

مصر إسمها غلط



أي نعم .. مصر اسمها غلط .. مصر مؤنثة وهذا يخالف الحقيقة .. مصر بها كمية من الذكورية المرعبة .. وكله بإسم الدين والعادات والتقاليد .. المرأة المصرية مواطن من الدرجة الثالثة ولا تزال إجتماعياً تعاني وإن تمكنت من بعض حقوقها السياسية والأدبية

المرأة التي ناضلت من أجل حقوقها في أوائل القرن العشرين حتى نالت حق التصويت قبل دول أوروبية عديدة تجد نفسها في القرن الواحد والعشرين مجبرة على أن تسير إلى الخلف بسبب سيطرة التيارات الرجعية على الحكم بعد انتفاضة شعبية كانت أصلاً من أجل الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية

في بلد نصف تعداد سكانها من النساء وثلث عدد أسرها تعيلها إمرأة مازالت المرأة في أماكن كثيرة عورة .. ويتحرج الشخص من ذكر اسم والدته والزوج ينادي على زوجته بلفظ يا "ماما" والعائلة تسمي السيدة باسم ابنها البكر "أم فلان" لنجد أنفسنا في حيرة من أمرنا .. فحتى أمهات المؤمنين لم تكن أسماؤهن مخفية أو منكرٌ الإفصاح عنها بل كانت تلفظ السيدة فلانة بنت فلان وهكذا

لا شك ان القرن العشرين حمل الكثير من النجاحات والإنجازات وإقرار الحقوق للمرأة المصرية .. فأصبحت السفيرة والوزيرة والمأذون والقاضي وتأتى لها ذلك بعد صراعات طويلة كسبتها باجتهادها وإصرارها واستحقاقها لما اكتسبت .. ويأتي القرن الواحد والعشرين بردة فكرية من نوع متميز مع مد التيارات المتأسلمة المتشددة المحملة بدولارات النفط لنجد مدارس البنات في مرحلة الإعدادي وحتى الإبتدائي يفرض عليهن غطاء الرأس

وربما لم تختفي تماماً بعض الظواهر الإجتماعية المنفرة من معاملة الأرملة والمطلقة على أنهن عاهرات حتى يثبت العكس والتضييق عليهن في كل تصرف  وكل حركة ومعايرة من تعدت السن المتعارف عليه للزواج بوصفها بالعانس وهو وصف يحمل في طياته معاني المعطوبة أو من تركت بالخلف لعيب فيها حتى لو تعارض ذلك مع الحقيقة .. ما زالت المرأة المصرية تعامل كالممتلكات التي تورث من الأب للأخ للزوج للإبن حتى بعدما تعلمت وخرجت للعمل وأصبحت مستقلة مادياً ولكن ليس اجتماعياً

المرأة المصرية تُلام حتى وإن كانت الضحية .. فضحية الإغتصاب أو التحرش تخشى من الإبلاغ عن الجريمة حتى لا تُلام أنها بملابسها أو تصرفها قد جنت على نفسها وتسببت في الجرم الذي وقع عليها وكأن الجاني ليس له من أمره شيء أو بلا عقل كحيوان طليق في الشوارع يبحث عن فريسة ليلتهمها ويختار الفريسة "الرخيصة" وبهذا نقر أن الرجل حيوان بلا إرادة ولا قرار .. فقط هو مجرد مجموعة من الغرائز تمشي على الأرض بلا أي عقل يحكمها ونحكم أيضاً أن المرأة مجرمة لمجرد كونها إمرأة لا لذنب جنته

الملفت للنظر هو الإنحدار الجديد في الخطاب السياسي الموجه من الحزب الحاكم الجديد عن النساء وقضاياهم ومشروعات القوانين المرعبة التي يقترحها نواب أول برلمان منتخب انتخاباً حراً منذ ماقبل 1952 .. نجد أمينة الجواري ولا أجرؤ أن أقول أمينة "المرأة" في حزب الأغلبية لأن في هذا مسبًة عظيمة للمرأة الحرة مستقلة القرار وكاملة الأهلية .. نجد السيدة الفاضلة أمينة الجواري تنادي بتعليم الفتيات ما يؤهلهن للزواج من طبخ وحياكة إلى آخره باعتبار أن هذه هي مهمتهن الوحيدة في الحياة .. بالطبع لا غضاضة في تعليم الطبخ والحياكة للجنسين ولكن أن يصنفوا بأنهم عماد حياة المرأة فقط لهو شيء عجيب .. فأين الزواج أصلاً في مجتمع فقير يعاني من تضخم سكاني وندرة فرص العمل والعيش الكريم !!

نجد السيدة الفاضلة تهاجم المجلس القومي للمرأة مرة أخرى بدعوى أنه ينشر "أفكار غربية" وينفر النساء من الزواج ولا أعلم من أين أتتها هذه الفكرة اللولبية .. أي نعم اللولبية .. فلعمري أنه كلامٌ أحمق .. وتهاجم قوانين الأحوال الشخصية التي أعطت للمرأة المصرية مؤخراً بعضاً من حقوقها المهدرة في أن تختار بمليء إرادتها أن تكمل في حياة زوجية كريمة أو أن تخرج منها معززة مكرمة كما أراد الله والرسول لها

فالزواج عند المسلمين قبول وإيجاب .. وإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان .. والمولى تعالى وضع شرط قبول المرأة للزواج كنقطة رئيسية يكون بها عقد الزواج صحيحاً أم باطلاً .. وأعطى لها حق أن تشترط ما تشاء في عقدها من رفضها أن يتزوج بأخرى لحقها في تطليق نفسها وطالما وافق الزوج فهو مُلزَم والعقد شريعة المتعاقدين وأقر النبي الكريم بحق المرأة في الخُلع أو ترك زوجها طالما وفته حقه ولأي سبب أرادت حتى ولو كان فقط لأنها كرهته .. الإسلام دين حرية القرار والإختيار المطلقين لا يوجد به أبداً غصب أو إغتصاب

ونجد أيضاً في ظل موضة الردة الفكرية والفاشية الدينية المسيطرة من يطالب في البرلمان الموقر بتحديد سن زواج الفتاة بسن البلوغ 9 سنوات أو 12 عاماً لا فرق .. في تقنين صريح للإستغلال الجنسي للأطفال ويقول عن هذا سُنًة ! .. أيُ سنة هذه يا سيدي !! أكلٌ ما كان يصلح في عصر النبوة مازال صالحاً حتى الآن ؟ أكلٌ أعراف البادية تصلح لدولة حديثة !! الحياة تتطور ونحن ندعي أن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان يتطور مع تطور الأزمنة والعصور .. أم سنجد قريباً أنه من السنة عدم ركوب السيارة والعودة للجمل والبغل كوسيلة مواصلات !! إذن فلما تتبارون أيها النواب الموقرون في التصوير وأنتم تتحدثون في هذا الإختراع الكافر القادم من بلاد كافرة واسمه التليفزيون وتلتقط لكم الصور باختراعات ماجنة كافرة هي الأخرى اسمها الكاميرات !! أي عبث هذا !؟

يريدون أن يلغوا السن الأدنى للزواج والمُقَر ب 18 عشر عاماً للفتاة وان يلغوا تحديد الفارق بين سن الزوجين بما لا يتعدى ال 25 عاماً .. أنفهم من ذلك أنها قوانين رق جديدة تسن !؟ تقنين الإستغلال الجنسي للأطفال وتشجيع بيع الفتيات الصغيرات لأثرياء النفط !! أهي مكافأة لهم على دعمكم مالياً حتى تربعتم على عرش مصر !! أتبيعون بناتكم كثمن لوصولكم للحكم !! أخبرونا بالله عليكم إلى أين نحن ذاهبون .. وأي حرية وأي كرامة وأي عدالة كنا نروم !! .. العدالة في توزيع الجهل والفقر وبيع الأطفال !!

صدعونا بمقولة "بما لا يخالف شرع الله" حتى أصبحت نكتة ممجوجة وفي الأصل شرع الله وُجد لسعادة بني البشر فالإنسان هو المُستخلف على الأرض وكل ما فيها وما عليها مسخر لخدمته .. الإمام مالك بن أنس يقول "الفقيه هو القادر على استنباط الإباحة بدليل شرعي .. فالكل قادرٌ على التحريم وإنما الفقه في استنباط الإباحة" .. والإمام محمد عبده كان يقول "آتوني بما ينفع الناس .. آتيكم بدليله من الكتاب أو السنة" .. والنبي يقول يسروا ولا تعسروا .. وبعد ذلك نجد من يريد سن قوانين مخالفة لروح الشريعة الإسلامية وهو يزعق صارخاً بما لا يخالف شرع الله .. طالما تلك القوانين ستكون قامعة للمرأة ومستعبدة لها

عن أي شرع يتحدثون وأي دين يدعون إليه ! .. وعن أي بلد يتكلمون وأي شريعة يرغبون !! .. إنهم يرسخون لفاشية دينية معتبرة ويخططون لهدم الديمقراطية بمعول من أدواتها .. يخرجون لنا ألسنتهم من وراء أنيابهم وهم يتلمظون ويتهكمون أوليست هذه الديمقراطية التي تعبدون !! نحن من سنمسخها لكم ولن تستطيعوا أن تردونا .. وليس لنا إلا أن نتمنى معجزة إلهية ونقول "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"

عزيزتي مصر .. اسمك المؤنث خدعة كبيرة وكذبة سافرة .. من فضلك إبحثي لنفسك عن إسم ذكوري مرعب يناسب حالك فليس لبناتك  من كرامة على أرضك ..