Friday, April 20, 2012

أنا علماني



أنا علماني .. يعني عندي الدين لله والوطن للجميع 

أنا علماني .. يعني عندي لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين 

أنا علماني .. يعني ميهمنيش إسمك ولا عنوانك ولا دينك ولا لونك ولا جنسك .. كلنا مصريين أمام القانون متساوين 

أنا علماني .. يعني من حقي أعبد ربي في الجامع وتعبد ربك في المعبد أو الكنيسة أو ماتعبدوش خالص مش شغلتي 

أنا علماني .. يعني فيه بيني وبينك عقد اجتماعي لحقوقك وحقوقي وواجباتك وواجباتي .. لا وصاية لأحد منا على الآخر 

أنا علماني .. يعني لا أتدخل في شئونك ولا تتدخل في شئوني .. احنا مش أوصياء على بعض 

أنا علماني .. لا أشغل نفسي بمآل كل شخص ومين رايح جنة ومين رايح نار .. فعلى الله وحده الحساب وهو يختص برحمته من يشاء 

أنا علماني .. يعني الحكم على النوايا واخلاص الدين يخص الخالق ولا يخصني .. أنا مش من آلهة الأوليمب ولا السيناتور مكارثي 

أنا علماني .. أحترم كل الأديان والديانات وأعترف بحق كل إنسان في أن يعتنق ما يريد ويمارس ما يريد من شعائر في أمن وإحترام 

أنا علماني .. يعني مش من حقي أتدخل في علاقات الناس الشخصية لا بالسلب ولا بالإيجاب 

أنا علماني .. لا أخلط المطلق بالنسبي وأفصل بين العقيدة والإنتماء السياسي 

أنا علماني .. لا أعرض الدين المقدس لتغير الهوى السياسي فأهدمه 

أنا علماني .. لا أتاجر بدين الله ولا أدعي الحكم بالمدد الإلهي 

أنا علماني .. لا ألعب على أوتار العاطفة والروحانيات لدى الناس من أجل مكسب سياسي 

أنا علماني .. أتكلم بموضوعية في معطيات الحياة المتغيرة وأترك الدين لفقهائه يفسرون تعاليمه عن علم وليس عن جهل 

أنا علماني .. قد أكون متدين أو لا أكون .. ما في قلبي لا يخص أحد غيري ولا أتسلط على عقول وقلوب الآخرين 

أنا علماني .. أحترم الإنسان واختلافه .. أتقبل المختلف ولا أحاول تغييره أو فرض رأي ورؤيتي عليه 

أنا علماني .. أؤمن بدولة القانون   

أنا علماني .. أؤمن بأن منظومة الإخلاق وإن كانت مرتبطة بالدين والروحانيات ولكنها تحتاج لقوانين مدنية مجردة تحمي المجتمع من التجاوزات 

أنا علماني .. لا أريد للدولة أن تتسلط على الفرد وتختار له كيف يعيش حياته .. أريدها فقط أن تدير الشأن العام للبلاد 

أنا علماني .. أؤمن بأهلية كل فرد على التمييز وبحقه في الإختيار وأن الأصل في الناس أنهم راشدين وليسوا قُصًر تحت ولاية الحاكم ولي الأمر 

أنا علماني .. أتبنى حرية الرأي والإبداع وأرفض قولبة وجمود الفكر 

أنا علماني .. أحترم العلوم والثقافات المختلفة وأقدس قدرة العقل البشري على الإبتكار 

أنا علماني .. أتعايش مع الواقع والحضارة الإنسانية المتنوعة والحداثة ولا أسجن نفسي في أفكار قديمة انتهت صلاحيتها من العالم 

أنا علماني .. سيد نفسي .. مستقل بقراري .. لا ولاية لأحد على عقلي 



Thursday, April 19, 2012

عزيزي الثورجي .. طظ فيك





في إرتجال وبسرعة أحاول أن أخاطب أعزائي الثورجية المندفعين أصحاب الصوت العالي واللي بيلجأوا لبلطجة الرأي دايماً ومش بيمارسوا اللي بيدعوا إليه .. كلامي بالعامية المصرية الدارجة ومن القلب وبدون تحفظ ولا سابق ترتيب .. هكتبه هنا زي ما هو .. على الله حد يسمع أو يفهم أو يبص في مرايته أو يراجع نفسه ..

يعلم الله أن لا مطلب شخصي لي سوى أن تكون بلادي حرة قوية عزيزة بكل أبنائها .. فشباب اليوم لا محالة هم حكام الغد .. ولو لم يتعودوا النقد من الآن فكلنا نؤسس لبلد لا قبول فيها للآخر ولا حرية ولا ديمقراطية ولا عدالة إجتماعية .. 



عزيزي الثورجي .. طظ فيك .. أنا منزلتش التحرير عشان جنابك تسلملي البلد للفاشيست بتوع دولة التمكين ولا عشان تضربلي بالقانون عرض الحائط

Wednesday, April 4, 2012

خدعوك فقالوا



الشعب المصري يتم خداعه الآن وبمنهجية تثير الإعجاب ولكن حتماً تثير الإشمئزاز أيضاً .. لا جدال أن السياسة مبنية على الخداع والمناورة ولكن في ظرف استثنائي تمر به مصر كان الأحرى بكل وطني أن يساهم في رفع وعي الناس بهدف تمكينهم من المشاركة الفعالة في تغيير مستقبل مصر إلى الأفضل والخروج بها من محنتها القائمة نتيجة القلاقل والإضطرابات المستمرة منذ يناير ما قبل الماضي والناتجة بالأساس عن محاولات للبعض فرض رؤية معينة أو شخص معين على سدة الحكم في البلاد ..

أءسف كثيراً عندماً أجد بعض الإعلاميين اللامعين يغررون بالناس ويضللونهم وينقلون إليهم صوراً مجتزئة وتخيلات على أنها أحداث وقعت .. وأءسف أكثر عندما أجد سياسيين المفترض أنهم وطنيون يزورون وعي الناس ويضللونهم بغرض الوصول إلى مكاسب شخصية ضيقة .. ليس التزوير فقط هو تزوير بطاقة الإنتخاب في الصندوق وإنما التزوير الأخطر هو تزوير الوعي وتغييب العقول وغسيل المخ ومخاطبة العواطف والعقائد ..

المصريون شعب ذو حضارة عظيمة ولكنهم عانوا كثيراً في القرن العشرين من حروب وهزائم وحرمان من المشاركة في القرار السياسي وسوء إدارة للبلاد وتهميش لذوي الكفائات وقمع للمعارضة وتحويل البلد إلى عزبة تديرها عصابة يتوارثها عتريس عن عتريس سبقه .. أصبحت مصر دولة فقيرة إدارتها شديدة السوء .. مصابة بعلة انفجار سكاني مزعج وعشوائية في الشكل والمضمون .. انقرضت الطبقة المتوسطة أو كادت .. تلك الطبقة التي تقوم عليها حضارة أي شعب والتي رفعت من شأن بلاد كأمريكا وألمانيا واليابان بعد الثورة الصناعية .. 

يمر المصريون بتجربة استقطابية قوية منذ استفتاء مارس 2011 .. أحسن الإسلاميون اللعب بورقة الدين وفشلت كل القوى المدنية التي لا تخلط الدين بالسياسة في إيجاد بديل .. من ناحية كيف تتنافس مع الله والإسلام عند نزولهم الإنتخابات ومن ناحية أخرى الخطاب الفوقي المتغطرس الإقصائي المتنافي تماماً مع مباديء الليبرالية كان منفراً للناس .. نجح الإسلاميون في الإنتخابات البرلمانية وأصبحوا الأغلبية البرلمانية معتمدين على الإستقطاب الديني وعلى الخدمات الإجتماعية للفقراء وعلى وعود الإستقرار والنهضة بالبلاد والأهم كان بسبب عدم اصطدامهم بالجيش الذي يجمع المصريون بغالبيتهم على أنه صمام الأمان للبلد .. 

فخرجت علينا تصريحات عجيبة من قبيل 40% من المصريين إخوان وما إلى ذلك في استخفاف صريح بعقول الناس .. وجاءت انتخابات الشورى لتفضح جزءاً من الحقيقة مع الإقبال الضعيف الذي لم يتجاوز ال 15% ممن يحق لهم التصويت .. بسبب أن المصريين مقتنعين بعدم أهمية مجلس الشورى وأنه في طريقه للإلغاء وبسبب الإحباط عند البعض من نتيجة انتخابات الشعب والتي جعلت الكثيرين يجددوا جوازات سفرهم ويقبلوا على تقديم أوراق الهجرة لأي بلد ترضى بأن تستقبلهم .. 

فضحت انتخابات الشورى الحجم الحقيقي للكتلة المصمتة للإسلاميين والمعروف عنها أنها تحتشد لأي وكل انتخابات .. فهم اكتفوا بأنفسهم ولم يحشدوا المتعاطفين أو أسرى الإحسان .. فاتضح أن المصريين الغير مسيسين ليسوا إخواناً ولا سلفيين وإنما انتخبوهم لأسباب في غالبها منطقي بحثاً عن استقرار الأوضاع وعودة الأمن وسياسيين منظمين لا يصطدموا بالجيش الذي يدير المرحلة الإنتقالية ..

تحولت بعد ذلك جلسات البرلمان إلى مسلسل فكاهي مسلي للكثيرين وسبب في انتشار أمراض الإكتئاب وضغط الدم في شريحة من يفهمون ولو قليلاً في السياسة وبدأت الخدعة العظيمة .. الإخوان يقولون للمصريين لا نستطيع أن نفي بوعودنا البراقة التي أوصلتنا إلى هنا مالم تمكنونا من السيطرة بالكامل منفردين على مقاليد الحكم في مصر .. أعطونا مصر كاملة غير منقوصة حتى نفي بوعودنا التي انتخبتمونا من أجلها .. وفي هذا خدعة كبيرة توحي بسوء نية مبيت .. 

الأنظمة الجمهورية في الحكم ثلاثة أنواع رئاسية .. برلمانية .. ورئاسية برلمانية مختلطة .. لكل منها خصائصه وميزاته وعيوبه وتختلف حولها الآراء من حيث تقييم نجاحاتها ومناسبتها لمجتمع دون آخر .. ولكل منها آليات في تنظيم الفصل بين السلطات والمحاسبة والمراقبة .. حتى الآن مصر دولة رئاسية وإن كان دستور 71 عندما كُتب كان لدولة رئاسية برلمانية ولكن بطبيعة الحال كان الحزب الوطني هو أغلبية البرلمان دائماً ورئيسه هو رئيس البلاد فتحولت شيئاً فشيئاً لدولة رئاسية خالصة ..

وحتى في الدولة الرئاسية التي أتحيز أنا شخصياً لها لأنها تضمن الفصل التام بين السلطات .. يوجد لدى البرلمان آليات لمحاسبة ومراقبة الحكومة حتى ولو لم يشكلوها .. كأمريكا الفيدرالية الرئاسية الصريحة والكونجرس الشهير الذي يجبر الرئيس على الإنصياع لتشريعاته إلا فيما ندر .. الآن يلعب الإخوان لعبة الخديعة الكبرى مع المصريين .. يقولون لن نستطيع أن نفي بوعودنا ونصلح من حال البلاد ونجعل حياتكم أحسن إلا إذا شكلنا نحن الحكومة .. وهذا محض افتراء .. في يد الأغلبية البرلمانية سلاح قوي مسلط على رقبة حكومة الجنزوري أو أي حكومة أخرى .. ألا وهو سلاح التشريع ..

البرلمان وظيفته الأولى هي اصدار التشريعات ومن حقه أن يصدر تشريعات بقوانين تلزم الحكومة بتنفيذها .. إذن فالغالبية البرلمانية تستطيع تنفيذ برامجها عن طريق التشريع وليس فقط استجواب الحكومة وطلبات الإحاطة .. وحتى اليوم فشل البرلمان في إصدار أي تشريع بقانون قد يفيد الشعب وتحول إلى مسرحية هزلية ما بين من يؤذن وبين من يكذب وبين من يدعي التعرض لمحاولة إغتيال .. محاولة الضحك على المصريين بأن البرلمان مكبًل والإخوان غير قادرين على الحل والربط إلا بتكوينهم هم الحكومة وسيطرتهم على كل مقاليد الحكم هي محاولة غبية مثيرة للغثيان .. وليس أكثر منها سوءاً الا مجموعة القوانين المقترحة بإعادة النساء الى عهد الجواري والتضييق على حريات الناس .. وليس أكثر منها سخفاً إلا رفض الإخوان لقرض ميسًر تحتاجه مصر وبشدة الآن .. وكأنهم يساومون المصريين على رقابهم أم طعامهم ..

خدعوك فقالوا أنهم المسلمون وحدهم أو أن دعوتهم مستجابة أو أنهم يحملون *الخير* لمصر .. حتى الآن لا نرى منهم مشروعاً مصرياً وطنياً بل مشروعاً استعمارياً عابراً للحدود يفقد مصر استقلاليتها ويحولها إلى ولاية تحت راية خليفة يكرهها ويحول أهلها إلى رعايا وليس مواطنين .. فلطالما كانت مصالح الجماعة أهم من مصلحة الوطن ولطالما ربوا أبنائهم على أنهم الأعلون يحذون حذو بني اسرائيل وكأنهم أي الإخوان شعب الله المختار المفضًل والمقرب عن باقي المصريين .. سئمنا الخداع واتضحت لنا الخطة وظهر المشروع إلى النور وعلى كل مصري أن يسعى وراء معلومة سليمة ويستفتي ضميره قبل أي قرار بما يراه في مصلحة وطنه ..

كن حذراً فقد خدعوك مرة ولا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين .. من فضلك لا تتكلم الا عن علم وإن كنت لا تعلم فاسأل مرة واثنتين وثلاثة حتى يتكون لديك رأي مبني على معلومة حقيقية ومعيار سليم .. لكِ يا مصر السلامة وسلاماً يا بلادي ..