Thursday, September 12, 2013

ملاحظات على هامش دفتر التاريخ 1



- العامة والدهماء .. هللوا لحرق جاك دو مولاي وهللوا لفصل جسد لوي سيز عن رأسه وصرخ واحد منهم الآن تم الانتقام لدو مولاي ! .. العامة والدهماء شهداء التاريخ الأساسيين وإن كانوا لا يعون منه شيئاً .. يشاهدون يهللون يصفقون .. تقودهم الخرافة والإشاعات .. تتحكم فيهم الآذان وليس العقول .. وإن كانوا هم من حفظوا الأساطير وساهموا بحق في الحفاظ على حياة الروايات التي أراد كُتًاب التاريخ إهمالها وربمها طمسها للأبد


- في الأراضي المقدسة وقتما سيطر ملوك أوروبا عليها استقر بها فرسان الهيكل وكانت لهم من القوة المادية والمعرفية والحضور المؤثر الكثير .. حتى جماعات الحشاشين أبدت الإحترام لهم وقدمت لهم الخدمات .. وبعد حوالي الألف عام الإخوان ورثة الحشاشين يقدمون على تقديم الخدمات العظيمة للماسونيين بناة القطب الأوحد سيد العالم وأصحاب مشروع النظام العالمي الجديد وورثة فرسان الهيكل ! .. ألهذا الحد يكرر التاريخ نفسه بسخافة ؟

- حتى اللحظة أستطيع أن أجد فروقاً منطقية بين الجمعيات السرية في العصور الوسطى الأوروبية وبين تنظيم الإخوان .. أي نعم كلا الفريقين يروم حكم العالم بخلفيته وقناعاته الدينية ولكن الجمعيات السرية "الأوردرز" في العصور الوسطى في أوروبا بالأساس تمردت على سطوة الكنيسة وسلطتها وتبنت العلم والمعرفة بل إنها كانت سبباً رئيسياً في عصر النهضة بأن كانت مأوىً للفنانين والمفكرين والمبدعين والفارين من محاكم التفتيش .. حاربت الجمود ودفعت بالفكر الحر وتبنت كل مصادره حتى وإن أتى من ثقافات وحضارات مختلفة كالحضارة الفارسية والمصرية والإسلامية .. دفعت بإتجاه ثورات غايتها إعلاء قيم المساواة والحرية في إطار من العلمانية لتؤسس حكماً بشرياً لا ولاية عليه للكهنوت ولا مكان فيه للتفويض الإلهي وصكوك الغفران مما دعا الكنيسة لأن تحاربهم بعنف وتحاكمهم أمام محاكم تفتيش وترميهم بالهرطقة وعبادة الشيطان .. أما الإخوان ففعلوا العكس تماماً .. يريدون حكم العالم بخلق طبقات فوق طبقات من الجهلاء .. يعادون الفكر الحر ويصقلون أتباعهم في صورة قوالب من الطوب لا تبتكر ولا حتى تفكر ولكن تطيع وتنفذ الأوامر فقط .. لا يطمحون إلى إنشاء سلطة بشرية تحرص على العدالة والمساواة بل بالعكس .. وبرغم أن خلفيتهم الدينية "الإسلام" لا كهنوت فيها فهم طموحهم الأساسي تأسيس سلطة كهنوتية تحكم بمدد إلهي .. ما يثير دهشتي هو أن تنظيم كالإخوان تأسس على نفس شكل وتكوين الجمعيات السرية في العصور الوسطى الطامحة لتقويض سلطة الكنيسة بينما تنظيم الإخوان يطمح لخلق كنيسة روما الخاصة به ! .. فارق آخر مهم .. التنظيمات السرية الأوروبية ضمت دائماً النبلاء والفنانين والعلماء الطامحين إلى الفكر الحر والتنوير أما تنظيم الإخوان فنشأ بضم العامة والطبقات الدنيا الجاهلة وتبنى التأليب الطبقي والخطاب الديماجوجي وخطاب تكفير المختلفين وإتهامهم بالهرطقة والزندقة وحل دمهم والتحريض على قتلهم .. إذاً التكوين الشكلي والهيراركي ربما يتشابه بين الإخوان والجمعيات السرية الأوروبية ولكن الخلفية الثقافية متناقضة بالمرة والأهداف هي العكس تماماً من بعضها 

- لو كنت أروم حكم العالم لصنعت خدماً أوفياء في كل مكان