Thursday, May 29, 2014

السيسي والرهان الخاسر - قراءة في نتيجة الإنتخابات






صباح جديد وها قد أصبح لمصر رئيس إكتسح أحد أهم الإنتخابات في تاريخها في مشاركة قوية من الناخبين تتماشى مع المعدلات العالمية وفي إنتخابات ولا أروع من حيث التنظيم والإدارة .. ولكن وها قد بدأت حقبة جديدة في تاريخ مصر فلابد أن ننظر لمدلولات نتائج الإنتخابات فبجانب وضوح الرضا الشعبي عن خطاب السيسي وتوجهاته والرجل حقاً يتمتع بشعبية جارفة فهناك بعض النقاط المثيرة للضحك أولاً وللحيرة ثانياً في نتائج الإنتخابات الرئاسية وتلك النقاط هي ما تستحق الدراسة والنقاش حولها 

المرشح الخاسر حمدين صباحي ميز نفسه منذ البداية بأنه مرشح يناير وأن من سينتخبوه هم المحترمون في سقطة سياسية مرعبة تعكس إنعزالاً حقيقياً عن مجتمع في معظمه يلوم يناير على ما حاق به من خراب وفقدان للأمان وفي صفاقة غريبة على عالم السياسة بها ما بها من إحتقار للمختلف يصل إلى الإرهاب الفكري والمصادرة على الحق في الإختلاف ثم جاء بعد هزيمته النكراء ليعطي الشعب محاضرة في الأخلاق ويتهم الدولة بالإنحياز ضده ويطعن في نزاهة الإنتخابات 

جاء حمدين صباحي ثالثاً في انتخابات بين اثنين وقال البعض تحولت النكتة إلى حقيقة وكان ردي ومن قال أنها كانت نكتة ! خطاب صباحي لم يكن يوماً موجهاً للناخب المصري هو فقط كان يخاطب مجموعته الصغيرة متقمصاً دور الرئيس في حين أنه يحتاج أصوات المصريين ليصبح الرئيس .. خطابه كان يتمحور حول إلغاء قانون التظاهر الذي يرفضه النشطاء في حين أن المجتمع فاض كيله من التظاهر ومن التخريب المصاحب للتظاهر .. تمحور خطابه حول الإفراج عن مدانين بأحكام قضائية في ظاهرة مخيفة أن يأتي مرشحاً لرئاسة السلطة التنفيذية أول إهتماماته هي الجور على السلطة القضائية .. إذا ما كنت ستكرر تجربة الاخوان في الإفراج عن أصدقائك فما حاجتنا للقضاء والمحاكم إذاً ! أم أن أصدقائك لا يخطئون فهم أطهار يناير المنزهون عن كل نقيصة وماعداهم الرعاع المستباحين ؟ 

حل صباحي ثالثاً بعد السيسي والأصوات الباطلة وليس هذا فحسب لكنه حل ثالثاً في العاصمة والمدن الكبرى وهذا هو حال اليساري الناصري المصري الأصيل الذي لا يدرك أن الزمن تجاوزه وتجاوز خطابه بعقود وأن الخطب الديماجوجية ماعادت تدغدغ مشاعر الناس في زمن متسارع الوتيرة أدرك فيه المواطن أن الكلام لا يملأ البطون الخاوية ولا يحقق الرفاه .. والنقطة الأخرى الواضحة والجلية للعيان هي أن الأحزاب التي أعلنت عن مساندته لا وجود لها في الشارع بالمرة فمرشح يناير لم يستطيع أن يحصل حتى على مليون صوت من أصوات ستة وعشرين مليون ناخب .. هزيمة نكراء ولكنها واقعية كان يتوقعها الكثيرون ماعدا النخب الفضائية وأصحاب الأصوات الزاعقة من مجموعة يناير 

الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي راهن على جموع المصريين وحاول قدر استطاعته أن يرضي جميع الأطراف في أحاديثه الصحفية والحقيقة أن المتابعين للشأن السياسي المصري يدركون جيداً أن حكم مصر ليس بنزهة وأن هناك توازن دقيق يجب أن يحافظ عليه الرئيس المصري بل وأن يكون محترفاً في الإنتقال ما بين الخطاب السياسي الموزون بميزان الذهب وما بين جلسات المصاطب التي يعشقها شعبه وتجعلهم يشعرون أنه منهم .. وبرغم غزل السيسي الصريح ليناير ونشطائها فلم يرضوا عنه ولن يرضوا لمجرد أنه جندي من جنود الجيش المصري الذي يناصبونه العداء

اكتسح السيسي التصويت ونال أكثر من ثلاثة وعشرين مليون صوت حسب النتائج الأولية .. رقم كبير جداً يفوق كل من تم انتخابهم قبله .. ثقة كبيرة وضعها فيه المصريون تعكس إيمانهم به وبمشروعه وبقناعتهم في أنه قادر على تحقيق وعوده لا جدال في ذلك .. ولكن هل نجح السيسي في كل رهاناته ؟ سؤال لابد من طرحه الآن قبل لاحقاً .. من هم أصحاب الأصوات الباطلة ؟ من هم هؤلاء الذين لم يقنعهم مرشح يناير وكذلك لم ينتخبوا البطل القومي الذي أنقذ مصر من الإحتلال الأمريكي بالوكالة عن طريق الإخوان ؟ من الذي استطاع أن يقاوم الرغبة في دعم البطل القومي المصري الذي قضى على مشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة مع قيادات الجيش المصري ؟ سؤال لابد له من إجابة وعلى الدولة أن تفرز تلك الأصوات جيداً وأن تحلل دلالاتها 

مبدئياً دعاوى أن الأصوات الباطلة هي أصوات الإخوان والسلفيين لا تقنعني فبحسابات بسيطة لمتابع جيد للإنتخابات وكتل المصوتين المتنوعة في الأعوام الأخيرة لا أجد أن من أبطلوا الأصوات يمثلون كتلة الإخوان والسلفيين ولا أتحدث عن أفراد هنا وهناك ولكن أتحدث عن الحشد الممنهج والمعروف عن كتل السلفيين والإخوان وفي إعتقادي الشخصي أن لو نزل الإخوان والسلفيين لوصلت كتلة الناخبين إلى 30-31 مليون ناخب وليس فقط 26 مليون .. إذاً وبعيداً عن الحالات الفردية من هم ؟ 

هناك فريق موجود ويعبر عن نفسه بوضوح على مواقع التواصل الإجتماعي .. يمثل شريحة من الرافضين ليناير ولكل ما أفرزته وشريك أساسي في موجة 30 يونيو 2013 .. فريق ينقسم لمجموعات عدة ولكن أهمها هنا مجموعتين .. المجموعة الأولى هم من يسمون بأبناء مبارك وقد أصبحت لديهم قناعة بأن الجيش المصري كان جزءاً أصيلاً من أحداث يناير وإستغلها للإنقلاب على قائده ووضعه في السجن بل والتنكيل به إما خوفاً أو استرضاءً لأبواق يناير الصاخبة .. صدمتهم مغازلة المشير السيسي لنشطاء يناير وجعلتهم يتمسكون بنظريتهم عن تآمر الجيش المصري على قائدهم وأصبحوا يناصبون السيسي العداء بل وفي أحيانٍ عدة يشاركون النشطاء والإخوان أمنياتهم بأن تحدث مؤامرة أخرى وتتم الإطاحة بالسيسي .. شيئاً فشيئاً أخذتهم قلة المعلومات وعدم معرفة حقيقة ما حدث في السنوات الثلاث الماضية في طريق العداء لدولة أنهكتها الحروب إنتصاراً لأشخاص .. ضاربين بعرض الحائط ما قاله مبارك نفسه من أن الوطن باقٍ والأشخاص زائلون ظناً منهم أنهم ينتصرون لقائدهم .. هولاء بعضهم قاطع الإنتخابات وبعضهم أبطلوا أصواتهم في محاولة ألا يحسبوا على الإخوان وأن ينتصروا ل 30 يونيو وفي نفس اللحظة لكي يرسلوا رسالة صارخة للسيسي والدولة المصرية بأننا هنا وإستمراركم في مغازلة يناير والتنكيل بمبارك "من وجهة نظرهم" يجعلنا أعداء لكم 

المجموعة الثانية هي مجموعة من ناخبي الفريق شفيق في إنتخابات 2012 .. بالتأكيد هم ليسوا كل ناخبي شفيق ولكن البعض ممن أيضاَ لم يفهموا تصرفات الدولة المصرية في المرحلة السابقة لحكم الإخوان ويلومون الدولة والجيش على تزوير إنتخابات الرئاسة في 2012 لصالح الإخوان وإجبار الفريق شفيق على مغادرة البلاد .. هم يعتبرون الدولة شريكاً في إضطهاد شفيق مع الإخوان بسبب قضية تزوير الإنتخابات وما أثير عن محاولات التضييق على بل وتغيير قاضي التحقيق والذي يرونه كنوع من وقوف الدولة ضد شفيق .. لم يكونوا يريدون إنتخابات رئاسية جديدة بل كانوا يريدون حكماً من المحكمة بإعلان شفيق الرئيس الشرعي لمصر وتسليمه المنصب ويرون السيسي كخصم أطاح برئيسهم الذين يرونه الأصلح لحكم البلاد بعضهم قاطع الإنتخابات وبعضهم أبطل صوته موجهاً رسالة للدولة صارخاً نحن هنا 

المنافسة الحقيقية في إنتخابات الرئاسة 2014 لم تكن بين السيسي وصباحي .. كانت بين من أولوا ثقتهم للسيسي ومن غضبوا من غزله الصريح ليناير وتجاهله لمن شاركوا في يونيو وكأن أصواتهم مضمونة وكأنهم مضطرين لإنتخابه خوفاً على مصر وخوفاً على مستقبل أبنائهم .. من ضمن أخطاء ليست بالقليلة قامت بها حملة المرشح عبد الفتاح السيسي كان هذا أكبرها على الإطلاق .. أتفهم دوافعهم وأعلم أن الرجل جاء ليجمع وليس ليفرق ولكنهم يعلمون أيضاً أن يونيو كانت هبة شعبية لإنقاذ مصر من يناير وكل ما أفرزته بدءاً بالإخوان ومرسي مرشح الثورة وإنتهاء بنخبة يناير ونشطائها الذين ساموا المصريين سوء العذاب على مدار أربعين شهراً وصموهم وجرسوهم وشتموهم وأهانوهم وصادروا على حقوقهم في التعبير وتحدثوا عنهم كالهوام والحشرات .. أتفهم حاجة النظام السياسي المزمع تأسيسه في مصر لشرعية دولية مستمدة من يناير المؤامرة الكبرى التي أقرها المتآمرون كثورة عظيمة أبهرت العالم وليست مستمدة من يونيو الذي يعتبرها المجتمع الدولي إنقلاباً عسكرياً وكأن يناير لم تكن أيضاً إنقلاباً .. أتفهم تصرفات كثيرة قام بها صانع القرار المصري على مدى أربعين شهراً مضت في حرب ضروس هي الأشنع في تاريخنا .. قليل من الأخطاء وكثير من الإنتصارات العظيمة ولكن غيري لا يتفهم

ربما سيتم التسويق للأصوات الباطلة على أنها اصوات الإخوان والسلفيين إمعانا في إذلال وإهانة الإخوان .. لنشر فكرة أن هذه فقط هي كتلة الإخوان والسلفيين الآن على الأرض وإمعاناً في إذلال وإهانة نشطاء يناير الذين قد حل مرشحهم ثالثاً بعد الأصوات الباطلة .. ولكن أياً ما كان سيروج له في الإعلام والصحافة وبعيداً عن الضوضاء على الدولة المصرية أن تعرف من هم المبطلون .. من هم هؤلاء الذين أقروا بشرعية النظام السياسي القائم ولم تهن عليهم بلدهم فنزلوا لدعمها ككتلة تصويتية ولكنهم لم يستطيعوا أن يعطوا أصواتهم للبطل القومي الذي كان صاحب قرار الإنقاذ في 3 يوليو 2013 ففي كل الأحوال هم لديهم رسالة وهم عددياً أكثر من نشطاء يناير الذين صنع الإعلام منهم نجوماً وأهمل هؤلاء 

رجائي من الرئيس المصري المنتخب أن يعيد حساب رهاناته .. هناك فئة غاضبة من الشعب .. غاضبة جداً وتشعر بالتهميش والإقصاء لصالح أصحاب الأبواق الصاخبة .. تشعر أنه وهو الرئيس الآن لا يشعر بمعاناتها ولا يقدر مقدار الظلم الذي عانته بدون أي ذنب جنته إلا لأنهم مواطنين مصريين مخلصين لم يخونوا الوطن أبداً ولن يخونوه .. فخامة الرئيس إسمع لهم كما إستمعت مراراً وتكراراً لنخبة يناير وأبواقها الصاخبة .. إفهم منطقهم لأنهم مواطنين مصريين فقط مصريين وقفوا بجوار الدولة المصرية وكثير منهم حارب حربها قدر إستطاعته .. هم لم يخذلوا الوطن أبداً ولا أظنهم سيخذلوه ولكنهم يشعرون بالظلم وأنك تعاديهم وتتجاهلهم .. يا فخامة الرئيس وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان !





Sunday, May 25, 2014

مسئولية الصوت الإنتخابي




أنا نزلت استفتاء مارس وكنت من الأقلية اللي رفضت التعديلات .. وانتخابات البرلمان مرحلتين والشورى مرحلة واحدة لأن التانية كانت بين اخوان وسلفيين ونزلت الرئاسة مرتين وقاطعت دستور أم ترتر ونزلت استفتاء يناير وكنت من ال ١٪ اللي رفضوا الدستور 

الخلاصة .. صوتك ملكك ليس لكائن من كان إنه يقولك تعمل بيه إيه .. تقدر تقاطع وتقدر تبطل وتقدر تختار وتنتخب حتى لو هتندم على اختيارك بعد كده 

خد في اعتبارك الظرف السياسي اللي بتمر بيه البلد وان النزول للانتخاب ليس فقط لإختيار رئيس ربما تظن انت أو غيرك ان اختياره محسوم ولكن نزولك هو إضفاء شرعية على النظام السياسي القائم بتلبية دعوته للإنتخاب .. وللنظام السياسي الجديد اللي هيتكون .. وكمان رسالة للعالم بإن الجبهة الداخلية المصرية قوية متماسكة لأن بلدك في حالة حرب وحرب شرسة كمان 

لو لقيت واحد من المرشحين انت راضي عن أيديولوچيته ومشروعه بنسبة تتعدى ال ٦٠٪ من فضلك إديله صوتك .. سياسياً دي نسبة قبول معقولة ومفيش حد هيلاقي رئيس نسخة مستنسخة منه .. وخد بالك انت بتقيم بناءً على ما هو واقع النهارده ولا تعلم الظروف ممكن تتغير ازاي بعدين فإختار القادر على مواجهة التحديات المستقبلية في تقييمك ومن وجهة نظرك  

اللي بيقولك لو مانزلتش تنتخب مالكش حقوق بعد كده كداب .. حقوقك السياسية بتتمتع بيها طول ما القانون بيسمحلك سواء مارستها أو لأ .. لكن في الحقيقة ده هيكون سوء تقدير منك في الظرف الراهن وبرضه محدش من حقه يزايد عليك ولا يعدل عليك .. انت وحدك صاحب الإختيار والقرار حتى لو قررت تتنازل عن حقك في الإختيار 

كل ما أرجوه من أي حد بيقرا كلامي ده إنه يفكر ويقرر بموضوعية وبحس وطني وبعيداً عن العواطف .. هو في الأول والآخر قرار شخصي للغاية ويعبر عن صاحبه وصاحبه فقط .. فكروا بروية وخدوا قراركم من دماغكم بكامل إرادتكم وتوكلوا على الله ونفذوه 

ربنا يتم الإنتخابات على خير وينجينا وينجي بلدنا من مصائر بلاد تانية ومما كان مخطط لنا .. بالتوفيق للجميع




Wednesday, May 7, 2014

صوتي مش مضمون مقدماً يا ريس



تاني عشان اللي مسمعش يسمع .. الدولة المصرية هتحرم الإخوان ومطاياهم اليسارجية من الإنجاز الوحيد اللي عملوه في حياتهم "وعملوه بمزاج العميقة برضه" ألا وهو مجيدة محاولة قلب نظام الحكم الناجحة في يناير 2011 

الدولة المصرية هتتبنى مجيدة وتاخد منها شرعية سياسية دولية وده حقها الصراحة لأن الإخوان ومطاياهم لم يكونوا لينجحوا في قلب نظام الحكم لولا سماح الدولة المصرية وعلى رأسها مبارك 

الدولة المصرية بتنشيء نظام سياسي جديد وأي نظام سياسي يحتاج 3 شرعيات .. داخلية .. دولية .. وفي المنطقة دي تلزمه شرعية دينية كمان 

- الشرعية السياسية الداخلية هتاخدها من الانتخابات "والتطبيل اللي بنطبله للدولة وللجيش وللسيسي وعيشوا بغيظكم" واللي معترض يطأ يموت مفيش مشكلة 
- الشرعية الدينية وهي لازمة لا يمكن إنكارها في المنطقة والإقليم قصرها السيسي على الأزهر والكنيسة القبطية  
- الشرعية الدولية لازم تتاخد بمجيدة اللي تاني لم تكن لتتم لولا سماح الدولة المصرية وعلى رأسها حينذاك مبارك .. الشرعية الدولية تلزمها مجيدة المعترف بها دولياً واللي تم التهليل ليها من أصحاب المؤامرة ومينفعش تتاخد من 30 يونيو لأن المجتمع الدولي شايفها إنقلاب برغم إن مجيدة برضه تعريفها إنقلاب بس المجتمع الدولي صاحب غرض والغرض مرض 

خليكو فاكرين إن دي مش أول مرة الدولة المصرية تعملها .. أنور السادات دفن دولة يوليو مع عبد الناصر في سبتمبر 70 وفضل يحتفل بيها ويمجدها عشان ياخد منها شرعية دولية لأن يوليو كان معترف بيها دولياً .. في حين على الأرض السادات كان بيبني المؤسسات اللي هدمها ناصر بمعول يوليو وفي كل لحظة السادات كان بيدوس بالجزمة على قيم يوليو وهو بيحييها ويحتفل بيها ويمجدها كل سنة

طيب .. أنا فاهمة ده ليه بأة مش موافقة السيسي في كلامه عن يناير المجيدة وممكن أحرمه من صوتي في الانتخابات لو بان منه على الأرض أي تحيز ليها ! 

عشان أنا مش مسامحة ولا هسامح اللي تآمروا على بلدي في يناير المجيدة لحد آخر نفس .. وعشان أنا مواطن حر مش وظيفته يسمع كلام الدولة وينفذ الأوامر بما يخالف ضميره وقناعاته .. وعشان أنا كمواطن من حقي أضغط على الدولة عشان مصالحي .. وعشان أنا مواطن وقف مع بلده في أحلك الظروف واستحمل التصنيف والوصم والتجريس والإهانة وحارب الإرهاب الفكري وبلطجة الرأي ولم يخضع أو يصمت أو يخاف .. ولا أستحق أبداً بسبب إنتمائي للوطن إن صوتي يتاخد فور جرانتيد يعني مينفعش السيسي يلوي دراعي بحبي لبلدي وخوفي على مصلحتها 

أي نعم أنا مش كمالة عدد وصوتي مش مضمون مقدماً يا ريس