Friday, September 23, 2011

أنت من الفلول يا علي ...





كاريكاتير مضحك وصلني من صديق فنشرته على صفحتى الخاصة على فيسبوك مع تحفظي على بعض ما جاء به لأيديولجيات فكرية تخصني وأن وجدت به ما يعبر عن رأي الكثيرين ممن أقابلهم بالشارع المصري وأتعامل معهم كل يوم ...

لم أتوقع ابداً أن يثير كل هذا الجدل والنقاش العنيف وأن يحظى ب127 تعليق في ساعة واحدة ... و المذهل في الموضوع أن النقاش الحاد كان بين أصدقاء كلهم من النابهين أصحاب التعليم المتميز والمناصب المرموقة و لهم أراؤهم المحترمة ... هو فقط مجرد كاريكاتير لا أكثر ولا أقل !! ... لاقى أستحساناً من بعض الصدقاء فضحكوا والبعض علق قائلاً "أنتي مجرمة" كأني قد اصبت وتراً حساساً أو ربما أشفاقاً عليً مما سأواجهه كالعادة كلما خرجت عن الأطار العام لتقديس "الثورة" أو غردت خارج السرب لأطرح رأياً مختلفاً أو وجهة نظر مغايرة و ربما مستفزة ولكنها موجودة ولا يمكن أغفالها ..

هاجمني أحد أصدقائي و هو شخصية مرموقة نابهة من المتفوقين علمياً و أدبياً و ثقافياً قائلاً :
مين ال83 مليون اللي صوتوا في الأنتخابات الأخيرة دول ... هنستهبل ؟

فكان ردي : ماشوفتش كلمة انتخابات يا صديقي .. أقرأها تاني ..

صديقي : "أحنا اللي خرجنا و صوتنا في الأنتخابات الأخيرة" تالت سطر
وجيش إيه برضه اللي أكبر من الناس؟ الجيش ده مدرسة الكذب والتدليس والرشوة وإذلال أولاد الناس

أنا: آه أوكي يمكن يقصد الأستفتاء ...
ما تخادهاش على أعصابك ده مجرد كاريكاتير بيستخدم رجل الكنبة ... عادي يعني فيه ناس بتُستفَز من لطوف اللي بيرسم جيش بلدها كلاب ...

صديقي : ماباخدش حاجة على أعصابي، بس ما ينفعش ينتقدوا ناس علشان بتدعي تمثيل الشعب كله وبعدين يدعوا هم تمثيل الشعب كله. This discredits the argument
وبعدين مش فاهم نغمة تقديس الجيش المفاجأة دي، كأننا مش عارفين إزاي الناس بتكره عيشتها على سنين التجنيد الإجباري وقد إيه بيشتكوا من الضباط وطرقهم الواطية

أنا : ‎1-أولا عشان تنشر كاريكاتير مش لازم تكون موافق على كل كلمة وحرف فيه ممكن يكون العكس
2-حاليا كل 3 انفار بيدًعوا تمثيل الشعب طيب نسيب الشعب يختار في الأنتخابات الجاية يمكن على غشوميته يختار اختيار كويس أو يعمل توليفة معقولة ماهو مش هيتعلم الديمقراطية اللي اتحرم منها 60 سنة من أول مرة انتخابات
3-أنا كليبرالي علماني عايزة مصر تبقى ألمانيا بكرة وفيها جمهورية برلمانية وحكومة صغيرة لا تتدخل الا في تطبيق القانون على الكل سواسية لكن الوضع عالأرض مختلف .. فيه مجموعات فوضوية متطرفة عايزة تحل الجيش والشرطة وكل مؤسسات الدولة وتبتدي حرب أهلية يموت فيها نص الشعب عشان تحكم وترتب هي لنفسها مجتمع الحياة فوق الأشجار ... و فيه مجموعات ماركسية متطرفة عايزة حالة فلويديتي أو سيولة في البلد على طول عشان تقلبها ثورة بلشفية ... دماغهم وقفت عند أواخر القرن ال19 وأوائل القرن ال20 ... وفيه مجموعات فاشية طالبانية عايزة تسيطر في غفلة من الزمن وتغير وش مصر الى الأبد
4- الحل أيه طيب ؟؟؟ التنظير مابيجيبش همه ... أعمل انتخابات وادي الشعب ضمانات أنه لو أخطأ ففيه رجعة ممكن يصلح غلطته
5-شئنا أم أبينا الناس اللي عاشت ال8 شهور اللي فاتوا جوة مصر لا تجد من تثق به سوى الجيش ... ارحموهم بقى ... لما تحلولهم الجيش عايزينهم يعملوا أيه وهم لا يثقوا في كل الأشكال الموجودة على الساحة ؟
6-دولة بحجم مصر والفساد المستشري فيها لا يمكن أن تزيد سرعة الهدم عن سرعة البناء والا تنهار الدولة ... عاوز تهدها ؟ هدًها ... هتتحمل المسئولية ساعتها ؟ طبعا لأ طب هتودي القرب 100 مليون روح فين على ما تهدها وتبنيها !!
7-النظريات والمباديء هايلة ولا تجزأ لكن البراجماتية السياسية على أرض الواقع أمر آخر ... مصر دولة مُجرًفة من الفكر والتعليم والصحة .... البركة في آخر 30سنة اتجابت أرض ... نحلها ازاي ؟
8-محدش عايز حكم عسكر تاني مش هنعيده من الأول لكن ننتقل للحكم المدني ازاي ؟؟ نهد كل مؤسسات الدولة ونعيش باللجان الشعبية ؟ محدش يقدر يعيش كده واللي يحب بلده مايرضالهاش الخراب كده
9-التجنيد الأجباري خطأ و خطر على الجيش نفسه خاصة لما بيجند ناس ضد أرادتها أو عناصر كارهة بلدها ومستعدة تحارب ضدها ... خطأ لابد من تصحيحه في القريب العاجل لكن أمكانيات الدولة الأستهلاكية اللي محدش عايز يشتغل فيها عايز يقبض بس مش جايبة غير تجنيد أجباري حاليا نعمل أيه ؟ نجيب دولة تحتلنا ونخلص ؟
10-البناء لازم يبتدي من تحت والشعب لم يثور على أخطاؤه ولا فساده كان المفروض من القوى الثورية تجرجر رجله معاها مش تتنٍك عاللي جابوه وتطلع دينه أكتر ماهو طالع .... صراحة ... القوى الثورية اللي عندنا لا تستحق الثورة دي أصلا والشعب من 19مارس نزع عنها الشرعية وأداها على أفاها والأنتخابات الجاية هيشوطها تماما
11-حرية الرأي والتعبير يا ممنوعة عن الجميع يا مكفولة للجميع ... من غير تصنيف وليبلينج وكنبة وعبيد وفلول واللي يصنف الناس لا يستحق لا الأحترام ولا الأستماع ليه أصلاً
12-رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .....

صديقي : هو أنا قلت إنك موافقة على كل كلمة فيه؟ أنا باناقش اللي فيه، ولا ممنوع؟

أنا : طب ما أنا بأناقشك أنا كمان !! هو أنت ماقريتش غير السطر ده :)))))

صديقي : لا ما عنديش اعتراض على الباقي، إنتِ اللي معترضة على كلامي

أنا : ولا حصل .... هاعترض على كلامك ليه !!

صديقي : الحجج بتاعت حزب الكنبة والشعب وكل الكلام ده حجج ما لهاش أي معنى. الثورة شكل من أشكال التعبير ومش بتحصل كل يوم وعمر ما بيشترك فيها أكثر من ١-٢٪ من الشعوب. وواضح إن فيه مجهودات ضارية من عدة جهات إما لاختطاف الثورة أو لإحباطها أو إجهاضها، وأهم وسيلة بيلعب بيها المجهضون هي قول إن الشعب لا يؤيد الثوار، ومن كتر تكرار الكلام ده بيقنعوا أغلبية الناس فعلاً إن الثورة هي السبب في كل المشاكل-- أما المختطفون فبيدعوا إن الشعب معاهم. أنا شايف بقى إن اللي رسم الكاريكاتير ده غالباً إما مختطف أو مجهض أو عميل لهذا أو ذاك.

أنا : أنت بترمي حزمة تهم على اللي عمل الكاريكاتير من غير ما تفكر ولو للحظة أن ده ممكن يكون رأيه عن قناعة شخصية وبدون أي غرض غير المصلحة العامة ولا بيقبض ولا بينتفع .... اتهامات العمالة والأجندات والتخوين والتغييب رفضها التحريريين في الأول وحاليا بيستخدموها مع الناس بنفس وضاعتها وبدون تمييز .... كلامك كده يا صديقي فيه تأسيس لمحاكم تفتيش مكارثية خطر على المصريين كلهم .....

صديقي : ما هو ده رأي أمي وناس تانية كتير، بس أنا باتكلم على اللي رسم ده بقى من خبرتي الشخصية، والأيام بيننا

أنا : الله .... يعني طلع الكاريكاتير بيعبر عن ناس من الشعب أهوه !!
وبعدين بتتوعدني أنا ليه مش فاهمة ؟ أيه الأيام بيننا هنشوف صاحب الكاريكاتير بيتسحل في الشارع على ايد التحريريين ولا أيه !!
أنعم وأكرم بدي ديمقراطية يا سيدي ....

ليتدخل صديق ىخر في الحوار للمفارقة هو من نفس تخصص صديقنا الأول و نفس دفعته و على نفس الدرجة العلمية و الخلقية و الأجتماعية الرفيعة ويرد قائلاً :
التجنيد الأجباري ماتعملش علشان يكون مريح وخمس نجوم لانه بيطلع رجالة ويفهم ده الي دخل الجيش و طبيعي ان الناس تحاول تزوًغ منه زي كل حتة في الدنيا محناش عجبة . أما الفساد فموجود بشكل عام بس ما ننكرش انه في اقل صوره في الجيش و علي الاقل ماأداش لأنهيار منطومة الجيش زي كل حاجة تانية. الدفاع عن الجيش مش لأنهم ملايكة منزلين ولكن لأنهم المسمار الأخير الي ما ينفعش نفكه. واللي اتعامل مع ضباط الجيش خصوصا أيام الثورة يقدر يفهم انهم من الناس و فاهمين انهم بيخدموا الناس مش زي ضباط الداخلية.
الموجودين دلوقتي ميهمهومش مصلحة البلد و مايجوش 0.5% من 80 مليون. لما نفهم الأول المليار دولار الي دخلت مصر من أمريكا و السعودية وايران دخلوا ليه وحايتعمل بيهم ايه ساعتها ممكن نفهم مين الي عايز مصلحة البلد. الثورة علشان تنجح لازم تبقي البلد احسن واللي بيحصل دلوقتي خناقة علي الكراسي و لكشة لفلوس الدفعة الجديدة انا كنت في التحرير من فبراير و متاكد ان الناس غير الناس

أنا : ابحث عن اللي بيموٍل الأولتراس من كام سنة وأنت تفهم أشياء كثيرة جداً يا عزيزي ...

ليعود صديقي الأول ويرد : طيب والمليارات اللي بتروح للجيش هدفها إيه ؟
مش كل اللي كانوا في فبراير هم اللي في سبتمبر، بس الناس اللي أنا أعرفهم مرابطين من يوم ٢٥ لسة بيروحوا التحرير وقت اللزوم (مش روكسي ومش الجيزة طبعاً)

أنا : لهو أنت مش واخد بالك أن ده جيش نظامي ... جيش جمهورية مصر العربية ... جيش بلدك يعني .... تعويض عن دم ال100ألف ++ شهيد اللي سينا شربت دمهم لما ارتوت وتمن السلام مع اسرائيل .... أيه يا صديقي انت مش عايز مصر يبقى لها جيش نظامي !! عايزها ميليشيات !! وترجع تقول الناس لا تثق في التحريريين ليه !! ... طب يا ترى في أمريكا تقدر تستغنى عن 911 ولا تقدر تطلب حل الجيش الأمريكي !؟ ... مش فاهمة أنا قوة الجيش المصري ممكن تضايق المصريين في أيه !؟ بجد شيء عجيب وفزورة محتاج تتحل
خللي التحرير اللي مرابطين فيه يا صديقي .... احنا نسينا التحرير وعايشين من غيره ومش فارق معانا كتير .... ماعلينا ....

صديقي الثاني يرد : و بالمناسبة الي بيموتوا دلوقتي في سينا و محدش يعرف عنهم حاجة من الجيش علشان بينضفوها من الجماعات و البلاوي الي معششة فيها و عايزة تفصلها عن مصر ما راحوش علشان هما فاسدين او بيسترزقوا. واللي قاعدين في التحرير دلوقتي مافيش فيهم دكر يقدر يشيل سلاح و يروح ينضف ارضه لانهم مش هما الي نزلوا في يناير

صديقي الأول يرد : أمريكا ما بتديش مليارات علشان مصر يبقى عندها جيش نظامي. أمريكا بتدي مليارات للجيش علشان مصلحتها وبتدي مئات آلاف لجمعيات حقوق الإنسان علشان مصلحتها برضه. السعودية بتمول اللي بتمولهم علشان مصلحتها وعلشان مصلحة أمريكا بشكل غير مباشر. إيران بتنافس أمريكا والسعودية، وهكذا. كل واحد بيمول علشان مصلحته ... اللي نزلوا في ٢٥ يناير بينزلوا دلوقتي برضه، لكن فيه ناس تانية كتير نزلت بشكل انفعالي غضباً من مبارك والعادلي بالذات ودول بالنسبة لهم الموضوع انتهى، وفيه ناسل تالتة نزلت علشان تسترزق ولما استرزقوا بطلوا ينزلوا، وهكذا. الصراع على الحكم وعلى المصالح الشخصية وعلى مصلحة مصر صراع كبير، لكن المشكلة في تعريف مصلحة مصر بالنسبة للقليلين المخلصين فعلاً لمصلحة مصر (ومنهم ناس في المجلس العسكري وفي المخابرات طبعاً بس دول مصلحة مصر بالنسبة لهم ما حدش غيرهم يعرفها وبالتالي هيخربوها ويقعدوا على تلها).
واللي شايف إن مطالبه ما اتحققتش من حقه ينزل يطالب بيها لغاية لما يبقى فيه شكل ديمقراطي للتعبير. إحنا ما عندناش مجالس نيابية ومعظم الصحف مضروبة. طريقة التعبير الوحيدة حالياً هي نزول الشارع أو العمل الحزبي، وده اللي بيحصل فعلاً بكل ما فيه من مزيج معتاد من الفساد والنقاء.

أنا : أمريكا حاولت تغير عقيدة الجيش المصري أيام السادات فرفض وأيام مبارك بعد حرب العراق عشان تحوله لجيش مكافح للأرهاب ... حسني قبل وطنطاوي رفض ... كلامك عن التمويل معناه أن كلام الجيش صح وكلام الحكومة صح كل الممَولين في مصر من كل الأتجاهات نصابين ومخربين وأرزقية ... لا يمكن تقارن معونات لجيش نظامي بجمعيات بتقبض عشان تخرب بلدها
عموما برضه خللي اللي في التحرير مرابطين الى الأبد ... الشعب له كلمته واختياره والراجل مايرجعش يعيط في الآخر لما الشعب يشوطه ...

صديقي الثاني : أنا ما بتكلمش علي المليارات دي أنا بتكلم علي 180 مليون الي اتوزعوا علي NGOs واللي رجعت الخارجية الأمريكية اعتذرت عن عدم ابلاغ الحكومة بيهم. و دول خدوهم ائتلافات و جمعيات الثورة ليييييه
انا عارف ان الناس عايزة تغير بس لو بصيت للصورة من بعيد حتفهم الفكرة العبقرية لهدم البلد. مثلا اي بنك مايقدرش يستحمل ان كل الناس الي حاطة فلوس تسحبها مرة واحدة وكمان البلد ماتقدرش تدي كل الناس كل حاجة خصوصا ان احنا معندناش اقتصاد. يبقي لو افتعلت اعتصمات واضربات في كل حتة مرة واحدة يبقي عايز تهد البلد

صديقي الأول : ما هو اللي وزع الـ١٨٠ مليون هو اللي بيمول الجيش المصري برضه.

ليتدخل صديق ثالث في احتدام الجدل وله مكانة مرموقة هو الآخر و من نفس الخلفية الدراسية و العلمية أيضاً قائلا :
حضرتك دخلت الجيش ؟

صديقي الثاني : تمويل الجيش ده خدعة بالبلدي. يعني يمولك علشان يضمن تسليحك لانه لو ماعملش كده غيره حايعمل.

صديقي الأول : كل الإضرابات والاعتصامات مظاهر طبيعية مصاحبة لأي ثورة في طور التكوين وده برضه اللي حصل قبل ٥٢ وفي كل البلاد اللي فيها ثورات// الجيش المصري عنده ما يكفي لسد عجز الميزانية لو عايز، بس تفكير القادة الحاليين (اللي هم اختيارهم برضه كان مبني على الولاء لمبارك كأولوية قبل الكفاءة) هو اللي بؤدي للعبة تخويف الشعب بالأزمات وبقانون الطوارئ و"قرص الود" و"ضرب المربوط علشان يخاف السايب" إلخ. الديمقراطية الحقيقة والعدالة الاجتماعية هي المطالب الأصلية للثورة وهي الطريق الوحيد لإنقاذ مصر (وأي بلد)، وواضح إن ما فيش حد في الجيش جرب الديمقراطية ولا اتمرن عليها، لكن هم خايفين منها برضه مع إنها الوسيلة الوحيدة للانتصار على الإخوان وغيرهم من الأحزاب الخالية من ديمقراطية في داخلها
الجيش المصري تاني متلقي للمعونات من أمريكا، يبقى فيه هدف أكبر لخدمة مصالح أمريكا الاستراتيچية مش بس ضمان شراء الأسلحة من أمريكا، لكن ضمان استمرار ولاء مصر لأمريكا وضمان سيطرة أمريكا على المنطقة. لكن مصالح إسرائيل هي اللي بتمشي الموضوع طبعاً والجيش المصري-زي أي جهة بتتعامل مع الأمريكان-بيتقرطس ويتورط في وقت واحد

أنا : لو مش عايز بلدك يبقالها جيش انت حر عايزها دولة محتلة براحتك ... احنا في معظمنا مش هنتناقش معاك في الموضوع أصلا .... معرفش ايه مشكلتك مع الجيش المصري بس خد بالك ان دي مشكلة مع مصر شخصياً .... أعتبرني من لحاسين البيادة ورمٍي ولقًح عليًا كلام للصبح برضه مش هتخرسني .... ربنا يحمي الجيش المصري ويديم علينا وجوده ولو "المرابطين" في التحرير نسيوا يحكولك بعد ما رجعت من السفر مين حمى أهاليهم في البيوت نحكيلك احنا ....
الجيوش النظامية مالهاش علاقة لا بالسياسة ولا بالديمقراطية لسبب بسيط انها جيوش نظامية مبنية على تسلسل القيادة ... لو المعلومة لم تصلك فالدعوة للأنتخابات هتكون 27/9 والأنتخابات شعب 21/11 و شورى 22/1

صديقي الأول : هو أنا فين قلت مش عايز مصر يبقى لها جيش؟ أنا مش فاهم بتجيبي الكلام ده منين.

صديقي الثاني : القادة دول هم الي وقت الجد اختاروا البلد مش مبارك. عايز تفهم البلد اخطف رجلك لمنطقة زي ناهية وقولي دول تتعامل معاهم ازاي. للأسف احنا عندنا ملايين من الجهلة الخارجين عن القانون استخدمهم النظام علشان مصلحته دول مش عايزين ديموقراطية دول عايزين قانون يخافوا منه وبعدين ديموقراطية

صديقي الثالث : لولا جيش بلدنا كان زمانا شغالين بالسخرة عند اليهود

صديقي الأول : إحنا بنأجل الديمقراطية بقالنا ستين سنة وده اللي خلى الناس اللي في ناهية بقوا بالحالة اللي هم فيها.

صديقي الثالث : و ممكن يا استاذ تبص بصة صغيرة ناحية فلسطين و الجولان

صديقي الثاني : الجيش قرطس اسرائيل وامريكا ودخل قوات كبيرة سينا و مش حاتخرج بحجة حفظ الأمن. لازم نتفق ان النظام القديم كان مراهن علي امريكا وامريكا قرطسته و كانت بتظًبط مع الأخوان من 2000 وده علشان تفك منه حاتخد وقت

صديقي الأول : آه بس الجيش المصري مؤسسة فاسدة زي معظم مؤسسات مصر، وبرضه محتاج يتطهر زي كل المؤسسات.

صديقي الثالث : لأ حضرتك ... عندك دليل أنها فاسدة ؟

صديقي الأول : وسايط الإعفاءات/ رشاوي للأجازات/ استخدام المجندين في الدسائس بين الضباط/ إلخ...

صديقي الثالث : حضرتك دخلت الجيش ؟

صديقي الأول : وطبعاً مش هاتكلم على دخل وثروة القادة الكبار لأن احنا متفقين إن القادة غير الجيش كمؤسسة

صديقي الثاني : اما الكلام عن الميزانية الأستراجية بتاعة الجيش فده يأكد كلامي عن المخطط. الميزانية دي لتوفير احتياجات الجيش للحرب بغض النظر عن ظروف البلد لو استخدمتها دلوقتي علشان الموظفين تجيب سلاح منين

صديقي الأول : لأ ما دخلتش الجيش. بس عارف ١٥ واحد على الأقل دفعوا رشاوي وجابوا وسايط...

صديقي الثالث : القادة هما الجيش مش شاريينهم من أمريكا حضرتك

صديقي الأول : القادة مش هم الجيش زي ما رؤساء الجمهورية مش هم الشعب. القادة جزء من الجيش تدرج في المناصب. ليه طنطاوي مثلاً تم تفضيله على واحد عبقري زي أبو غزالة ويوسف صبري أبو طالب؟

صديقي الثاني : الكلام ده اتقال كتير القادة دول ثروتهم كبييييرة فعلا الفرق بينهم و بين كلاب حسني انهم ما سرقوهاش كانت بتدفعلهم رسمي و ده في كل جيوش الدنيا لضمان الولاء. ماهو مش معقولة برضه قائد جيش ويشتري عربية قسط الحاجة أول ابواب الفساد

صديقي الثالث : حضرتك عايش في مصر دلوقتي

صديقي الأول : لأ، بقالي ١٠ أيام في أمريكا. برضه مش فاهم إيه أهمية السؤال ده؟

صديقي الثالث : هترجع مصر و لا هجرة؟

صديقي الأول : هارجع مصر

صديقي الثالث : لو قامت حرب هتتطوع ؟

صديقي الأول : ما اعرفش. دي حاجة وليدة اللحظة، ما أقدرش أحدد قراري دلوقتي.

صديقي الثالث : أنا كده كده هحارب .... لاني كنت ضابط و مازلت علي قوة الجيش لمدة عشر سنين تاني

صديقي الأول : طيب وإيه علاقة ده باللي إحنا بنتكلم فيه ؟

صديقي الثالث : علاقته ان مفيش حاجة اسمها الفرق بين المجلس العسكري و الجيش
التمويل اللي الجيش بياخده للحفاظ علي معاهدة السلام مقابل التمويل اللي اسرائيل بتاخده

صديقي الأول : لأ فيه. المجلس العسكري ده مجلس من قادة الجيش وليس الجيش كله. زي ما مجلس إدارة شركة هو مش الشركة وزي ما الحكومة ليس الشعب وهكذا

صديقي الثالث : ده كلام عمر باشا عفيفي

ثم تطور الحديث الى مناقشات عنيفة حول بعض الشخصيات العامة وعلاقة مصر و تحالفاتها مع أمريكا و اسرائيل والديمقراطية أولاً أم أطعام الفم الجائع ومليء العقل الخاوي و مدى وعي الشعب و كيف يهمشه البعض على طريقة أبراهيم عيسى كانوا عبيداً لمبارك وسيصبحون عبيداً لمن يغلب الآن .. و أصرار البعض الآخر على أن الشعب هو صاحب الكلمة ولولاه لا توجد ثورة ... الخ الخ من كل الجدليات المستفزة واللا منطقية بين المصريين الآن ...

السؤال المؤرٍق حاليأ هي الثورة دي قامت عشان مين !؟ عشان الحرية و الكرامة والعدالة للشعب المصري كله !؟ والا عشان مجموعة صغيرة عايزة تاخد مكان حسني و تقمع المصريين !؟ ... مين هم الثوار و مين هم الفلول !؟

أيه هو التعريف العلمي للفلول اللي لازم تخرس و مانسمعش حسًها !؟ أي حد مش على هوى التحريريين ؟؟ طب أنهي تحريريين ؟؟ ال 16 مليون اللي نزلوا في كل مكان لحد 11 فبراير ؟ ولا ال 200 ائتلاف من ناس لا تفقه الألف من رجل البنطلون في السياسة في العموم و المجمل ؟ ولا نشطاء تويتر أصحاب الصوت العالي ؟ ولا متصدرين الساحات من الأعلاميين و المحامين الطبالين اللي جايبين صداع للمصريين في كل الفضائيات ؟ ... مين بيزايد على مين ؟ على رأي القذافي من أنتم !! بجد من أنتم !!

فين المصريين و فين مصلحتهم من ده كله !؟ زي اللي يقولك خربناها فين ؟ ما هي كانت خربانة أصلاً !! نعم !! طب ماهو عشان كانت خربانة قامت ثورة ... قامت عشان تعمًرها ولا أنتو كنتو بتضحكوا علينا ولا أيه الموضوع !؟ ... بصوا يا جماعة وبالبلدي كده ... يا ثورة حرية و كرامة و عدالة لكل المصريين يا ماتلزمناش ... لا هنسمحلكم تخربوها أكتر ما هي خربانة ولا هنتخرس ونسكت ... كلنا مصريين وكلنا لينا فيها حق و كلمة ... تقولولي فلول تقولولي كنبة ترابيزة فوتيه تقولولي ستوكهولم أو فيينا هو كده ...

يا روح ما بعدك روح و يا بلد ما بعدك بلد .... كفاية بجد كفاية .....



4 comments:

  1. ربنا يسامحك يامنى ..خلتينى اقرا كلمة كلمة وحرف حرف والساعة 5و15 ص والزولام مشتغل معايا من نص ساعة ولكنها مقالة رائعة وتستحق القراءة لأنها تجسد واقعنا نحن معشر المثقفين فى اختلاف وجهات النظر ولكن عموما انا متفق معكى فى 90% من ارائك المحترمة وسأحاول مناقشتك فى ال10% غدا بمشيئة الله وتصبحى على الف خير

    ReplyDelete
  2. سلامتك :) في أنتظار تعليقك على ال 10% الباقيين بكرة انشاء الله :)

    ReplyDelete
  3. ببساطة شديدة موقفك من الجيش هو نفس موقفى تماما 100% وثقتى فى المجلس العسكرى بلا حدود ولكن مايقلقنى ويقض مضاجعى هو التسلل الممنهج من الأخوان للسيطرة على البلد تدريجيا وهنا أقف قليلا لأتحدث عن ال10% وهى رهانك على صوت الشعب بينما انا أرى ان الأخوان وكافة التيارات الأسلاميةقد بدأت"بروفات جنرال" تمهيدا لخوض الأنتخابات النيابيةوهنا ارى الأنفصال الواضح بين رأى رجل الشارع البسيط الغير متعلم فى رفضه لهم وموقفه المؤيد امام الصندوق.لقد بدأوا فعليا بالسيطرة على النقابات (الصيادلة والمعلمين) والآن الأندية الرياضية (بنها و6أكتوبر)
    ولأيضاح وجهة نظرى برجاء قراءة مقال محمد الغيطى فى صحيفة الأخبار اليوم واتمنى معرفة رأيك الذى احترمه وأقدره بصورة كبيرة جدا لآننى اتمنى الوصول الى افكار جديدة قد يكون فيها الخير لمصرنا الحبيبة.

    ReplyDelete
  4. الموضوع مش موقف من الجيش الموضوع هو قراءة لأحداث كلنا عشناها لكن بنترجمها بطريقة مختلفة من شخص الى آخر ... أنا مجيبتش سيرة الأخوان لكن معاك حق كلامهم وتهديداتهم حتى للجيش شخصيا بتقول أنهم السلطة القادمة سواء رضي الجيش أم لم يرضى وده هيخلق فوضى من نوع جديد لأن من نزل الى الشارع لم ينزل ليأتي بالأخوان وحتى من باب وجع الضمير هيكون له رد فعل قوي كمان لأنه شريك في تسليم البلد للاخوان ... ليه المواطن البسيط بيختارهم معنديش تفسير ومقتنعة أن اللي بيختارهم هو اللي كان بيختارهم طول عمره لكن ممكن يكون لهم زباين جداد لعدم وجود بديل يصلح ....هنوصل لفين محدش عارف أدينا قاعدين تحت التهديد وبنتفرج ... هاقرا المقال وأعلق عليه حاضر :) تحياتي

    ReplyDelete