Friday, August 30, 2013

إنت فين يا مينا-نارمر ؟






مصر بلد لا تُحكَم بالدساتير .. لا اتحكمت بدستور ٢٣ "ما حصلش وبأت فعلاً ملكية دستورية الملك فيها يملك ولا يحكم" .. ولا اتحكمت بدستور ٣٠ اللي وقع بعديها على طول ولا اتحكمت بدستور ٥٤ "عبد الناصر رماه في الزبالة وبعت ضرب السنهوري وهتفت الرعاع والغوغاء تسقط الديمقراطية" وبعدها عاشت ١٩ سنة من غير دستور "من ٥٢ إلى ٧١" وبرضه لم تُحكَم بدستور ٧١ اللي عبارة عن "بستان من كل زهرة" ولا اتحكمت بدستور قندهار ٢٠١٢ ولا هتتحكم بالدستور اللي جاي 

مصر بلد الموائمات والصوت العالي يكسب .. صحيح المواطن العادي هو اللي بيتمرمط بالقوانين المبنية على الدساتير لكن وهو ده يهم السياسيين في إيه مثلاً !! ولا حاجة .. مصر بلد الرجل الواحد والرأي الواحد والزعيم الواحد ولا أعتقد هتتغير في المنظور القريب .. هتفضل تعتمد على رؤية الزعيم وهو عايز إيه وإيه العضمة اللي هيرميها للطيف السياسي ده أو دُكهوه  

عبد الناصر حب يدي الستات حق التصويت فعملها من غير دستور .. السادات حب يبني المؤسسات اللي دمرها عبد الناصر وعمل دستور وكل حاجة بس رزع المادة ٢ عشان يمرر عدد فترات حكم لا منتهية ما استفادش منها واتقتل .. مبارك حب يحرر الاقتصاد بس ماقدرش ومش بسبب الدستور لأ بسب حشد الإخوان وحلفائهم من اليسار في الشارع .. حب يدي للمرأة شوية حقوق عملها بلا مساس يذكر بالدستور .. مصر مش بلد دساتير مصر بلد الزعماء والموائمات 

وعليه لازم نختار "الزعيم" القادم بمعايير حداثية منفتحة أيديولوچياً وقدرة على حكم بلد فلت عياره .. يمكن ده كان سبب انتخابي لشفيق مرتين عالأقل الراجل قال لخيري عالملأ آه طبعاً أنا ليبرالي ومالها العلمانية يا خيري ؟ .. كان واضح في رؤيته وأيديولوچيته ولا خاف ولا جَبُن .. غيره اتحرج يفصح وغيره ماقالش حاجة خالص وغيره قال كلام غير مفهوم من عينة "بوروروم" 

هعتبر إن مصر زي انجلترا وإسرائيل بلا عقد اجتماعي مكتوب وهريح دماغي .. معنديش أدنى أمل الدستور القندهاري المعدل تتطلع منه حاجة عدلة أو بقدرة قادر يتحول إلى دستور مناسب للقرن الواحد والعشرين .. وعليه هختار "الزعيم" القادم على أسس أيديولوچية بجانب طبعاً الشروط اللي محتاجاها مصر حالياً عشان تفضل بلد على مثال إنه يكون شرس ومفتري وقادر على البطش ويجيد استخدام الكرابيج السوداني

أفندم ؟ ديمقراطية ؟ ديمقراطية إيه ! لا عندنا لا البيئة الحاضنة للديمقراطية ولا الشعب السلطوي المتعصب الجميل ده بيمارس الديمقراطية في حياته العادية ولا فيه أمل إنه يفهم الديمقراطية دي نوع من العسلية ولا الفونضام في المدى المنظور اللي هتخلص فيه حياتي 

أصلاً الديمقراطية في بلاد العالم الأول تطورت كتير عن مفهوم الديمقراطية اليوناني الضارب في القِدَم اللي بتتكلم بيه نخبتنا العزيزة الفاضلة .. تحول من مجرد حكم الشعب للشعب بالشعب واللي عبر عنه يوسف معاطي بذكاء شديد في "العرًاف" بالطابور الطويل اللي واقف منتظر يسحب ورق الترشح لرئاسة الجمهورية وفيه النصاب وفيه العواطلي وفيه اللي جاي يتسلى واللي جاي ياخد شوية شهرة وتلميع .. تحول وتطور إلى حكم المؤسسات 

في أمريكا مثلاً مش مهم تنتخب جمهوري أو ديمقراطي .. صحيح البيت الأبيض بيحط التاتش بتاعته على مسار الأحداث لكن القرار ليس قراره منفرداً أبداً .. فيه "ثينك تانك" مرتبط بأهم الجامعات والمراكز البحثية هو اللي بيضع سياسات أمريكا لعقود قادمة وفيه مجلس أمن قومي لا يستطيع أي رئيس إنه ياخد أي قرار إلا بالرجوع ليه وفيه كونجرس وسينات هاوس بيمثلوا الولايات وتجمع المصالح ورؤوس الأموال واللوبيز والشعب والأمور منظمة مؤسسياً بصرامة .. حتى الأحزاب تحولت إلى مؤسسات لتفريخ السياسيين المؤهلين للحكم .. طبعاً فيه شللية لكن الكفاءة والخبرة معيارين لا يتنازلوا عنهم أبداً وده سبب قوتهم ونجاحهم

طبعاً بالنسبة لنا كمصريين وكشرق أوسطيين بنختزل أي مصيبة بتعملها أمريكا في الرئيس الأمريكي لأنه الواجهة ولأننا متعودين على حكم الفرد وليس حكم المؤسسات لكن الحقيقة صناعة القرار في أمريكا يكاد يكون من المستحيل إنه يكون في يد الرئيس الأمريكي وحده .. ولو فرضاً والرئيس عمل مصيبة بعيداً عن المؤسسات بتنتهي بفضيحة زي نيكسون كده .. ولو حاول يتمرد على القرار المؤسسي ممكن ينتهي نهاية مش لطيفة زي أكتر من رئيس أمريكي آخرهم كينيدي مثلاً 

المهم .. وبرغم إني كنت أتمنى بلدي تكون في مصاف الدول المتقدمة سياسياً وحكمها مبني على مؤسسية صريحة تضمن التداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات وتمثيل إرادة الناخبين ولكن الواقع مختلف في مصر ولابد أن أصل إلى مرحلة الإعتراف بده .. وبرغم إني وبمنتهى الأمانة كنت أتوقع أن ينتج عن الحراك السياسي الدائر على مدار قرب الثلاث سنوات جيل جديد من السياسيين وصناع القرار لكن الواقع على الأرض مخزي .. كل ما أدور حواليا على أي سياسي تحت الستين يصلح لإدارة مصر لا أجد لا الكفائة ولا النضج السياسي الحقيقي القادر على إحداث تغيير ولا حتى الإمساك بزمام بلد هي أقدم دولة في تاريخ البشرية بل هي اللي اخترعت مفهوم الدولة وصدرته للعالم 

يمكن لو تم إصلاح التعليم والإعلام وتخليص الثقافة من أباطرة التأليب الطبقي وناشري فكر العدالة الإجتماعية المبنية على حرمان المتميز من ثمرة تميزه والمجتهد من ثمرة اجتهاده اللي بتنفر الناس بالفطرة .. ويمكن لو تمت إدارة الموارد والتخطيط للبلد دي صح يتغير شكلها في خلال عقد أو عقدين من الزمن .. لكن النهاردة إيه هو واقعها ؟ واقعها إنها بلد مليء بالمشاكل المتراكمة يمكن من قرن من الزمان .. بلد في حالة حرب يُراد لها التحطيم والتكسير من داخلها بزرع طابور خامس بيردد شعارات لطيفة عن تمكين الديمقراطية إلخ وساعة الفعل عايز يمكٍن عصابة فاشية إرهابية من رقبتها ورقبة مواطنيها

مش هشغل نفسي بالدستور لأن قراري دائماً هو رفض أي دستور يحدد دين للدولة أو ينص على أي تمييز إيجابي لمجموعة من المواطنين حتى ولو كانوا غالبية السكان .. قناعتي إن الدستور عقد إجتماعي ينص على المساواة التامة بين مواطنين أي بلد بصرف النظر عن الإختلاف الديني أو الجغرافي أو العرقي فيما بينهم .. وده لا كان متوفر في دستور 71 ولا 2012 ولا هيكون متوفر في الدستور القادم .. مش هقعد في بيتنا وأقاطع لأ .. هنزل أقول لأ على الدستور القادم طالما استمر على التمييز أو نص على نصوص تحول مصر لدولة الولي الفقيه

أما عن الرئاسة وبمنتهى الأنانية والبحث عن المصلحة الخاصة والراحة في الكام سنة اللي فاضلين في عمري هختار "الزعيم" المُلهَم "مش مصدقة إني بقول كده بس مسيري أتعود" .. هختارالأشرس والأعنف واللي فعلاً قادر على تنضيف بلد محتاجة تنضيف من أكوام من القمامة الفكرية والسياسية .. ويا ريت يكون عنده فكر تقدمي حداثي حضاري .. طول عمري نفسي في أتاتورك وإينونو بس عارفة إن حتى الأمنية دي صعبة التحقيق في مصر .. ولكن هحاول أختار الأنسب لبلدي من وجهة نظري شأني شأن كل المواطنين البسطاء اللي لا هم نخبة ولا مثقفين واللي بيختاروا بناءً على واقعهم مش بناءً على رغبة قهوة البورصة ولا نادي السيارات .. هختار مينا-نارمر 


Tuesday, August 27, 2013

عن بديهيات الليبرالية



الليبرالية أساسها تقبل وجود آراء أخرى وحق أصحاب الآراء الأخرى في طرحها والدفاع عنها لكن لا أنا مضطر أقتنع بالآراء دي ولا حتى مضطر أحترمها
مش من حقي كليبرالي أصادر على رأي حد "ماعدا الآراء الإجرامية اللي بيجرمها القانون" ومفروض عليا أساعد الكل يعبر عن رأيه لكن مش مضطر أقتنع بيه
مش ممكن يكون فيه اتجاه سياسي أو اجتماعي أو فكري بيقول إن أي حد يقول أي حاجة أقوله صح تمام انت عندك حق ! لكن أكيد كل واحد حر في رأيه وأنا حر أقتنع أو لأ
اللي فاهم الليبرالية على إنها احترام كل الآراء غلطان .. هي فقط إحترام حق الآخر في أن يكون له رأي مختلف دون إلزامي بالرأي ده أو فرضه عليا قسراً
وبالتأكيد مش من الليبرالية ولا العقل أصلاً إني أحترم أو حتى أتقبل وجود رأي مبني على قتلي أو إخضاعي بالقوة لفاشية عصابة مجرمة !
يعني بالعقل كده مش معنى إني ليبرالي فييجي حرامي يوقفني في الشارع ويسرق عربيتي وأنا أقوله تمام ده من حقك ! دي مش ليبرالية ده عبط
الليبرالية كفكر كما أعرفها هي حق الآخر في تكوين رأيه والتعبير عنه كما يشاء بلا فرض هذا الرأي على الآخرين ولا إحداث ضرر أو تأثير سلبي على حياتهم 



هكذا قال الليبرالي المتأمرك










تؤ تؤ تؤ .. ازاي تبأة ليبرالي وتعارض تحصن مجموعات مسلحة بمسجد !! فين ليبراليتك فين إنسانيتك !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وتسمح لنفسك توافق شعب بالملايين رفض حكم عصابة فاشية مسلحة وطلب حماية جيشه الوطني منها قبل ما تدمر بلده !!

تؤ تؤ تؤ .. ازاي تبأة ليبرالي وتعارض احتجاز عصابة مسلحة لأطفال وسيدات ضد إرادتهم في داخل مسجد !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وتعارض تخزين السلاح في الجوامع والمدارس والجمعيات الخيرية والمحلات التجارية واستخدامه في ترويع المدنيين !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وتعارض ضرب النار العشوائي عالمدنيين في الشارع خاصة وهو مصحوباً بصراخ قادم قادم يا إسلام !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وتعارض حدف المعارضين لعصابة فاشية مسلحة من فوق العمارات ! انت اتجننت ؟ ليبرالية إيه دي !!
تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وتعارض استخدام مآذن المساجد لقنص المدنيين وأفراد الشرطة والجيش !؟ .. انت غريب أوي يا أخي ليبرالي إزاي بس !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وتعارض وجود عصابات مسلحة مدعومة بإرهابيين القاعدة تجوب شوارع القاهرة وتضرب نار عالناس في البلكونات !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وتعارض دبح ١١ شرطي والتمثيل بجثثهم وضرب شرطي تاني حتى الموت على إيد عصابة مسلحة بتستخدم الدين وهم بيضربوه فضلوا يقولوا لأ لسة ما ماتش ويكملوا ضرب لحد ما مات !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وتعارض فصل الدين عن السياسة وتجنيب منابر المساجد زرع فتنة وتوجيه رأي المصلين ! بأة دي ليبرالية دي ؟

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وتاخد معلوماتك من مصادر رسمية وشهود عيان وما تاخدهاش من الجزيرة وإخوان ويب ونشطاء السبوبة الخونة بالأجرة !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض وجود بؤرة إرهابية مسلحة بتفتش سكان المنطقة وبتدخل بيوتهم غصب عنهم تحت تهديد السلاح !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض وجود بؤرة إرهابية مسلحة بتدبح عجول في مدرسة احتلتها وترمي زبالتها على أبواب الناس وتنشر أوبئة !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض وجود بؤرة إرهابية مسلحة مشغلة ميكروفونات ليل نهار ومانعة الناس من النوم والراحة في بيوتهم ومقيدة حريتهم !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض وجود عصابة مسلحة قاطعة الطريق لمدة شهر ونص في عز الحر وفي شهر الصيام !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض إن  سكان منطقة فيها ييجي 50 عمارة مش عارفين لا يخرجوا من بيوتهم ولا يدخلوها والسلاح تحت شبابيكهم وميقدروش يتكلموا !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض حرق 50 كنيسة وملاجيء أيتام لمجرد إنها ملاجيء أيتام مسيحية ومدارس أجنبية لأنها مدارس راهبات !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض أضطهاد المواطنين المسيحيين وترويعهم والتحريض على المواطنين الشيعة وقتلهم وسحلهم في الشوارع !! 

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض محاولة عصابة مسلحة إرهابية السيطرة على شعب كامل ووطن بحاله بالترويع والقتل والحرق وإشهار السلاح !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض عصابة مسلحة إرهابية بتعذب مواطنين عزل جوة جامع وعاملاهم غرفة إعدام وبتقلتهم وتدفنهم في مقابر جماعية تحت منصة وفي جنينة الجامع !!

 تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض عصابة إرهابية بتعذب مدنيين عزل وتقطع صوابعهم وتحرق جثثهم عشان تتاجر بيها وفي الآخر تحرق الجامع اللي كانت محتلاها عشان تزيل أي أدلة !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض عصابة مسلحة حولت مسجد لمشرحة ورصت جثث ضحاياها جواه تحت قوالب التلج عشان تقدر تصورها عالجزيرة وتتهم الأمن فيها !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض عصابة إرهابية مجرمة بتطالب بتدخل جيوش أجنبية وضرب الجيش الوطني وقتل المواطنين لتمكينها من حكم البلد !! 

تؤ تؤ تؤ .. إزاي تبأة ليبرالي وترفض عصابة إرهابية عايزة تجيب إحتلال للبلد تحت مسمى الخلافة عشان الشعب يتحول من مواطنين لرعايا عبيد إحسان الوالي !!

تؤ تؤ تؤ .. إزاي يا ليبرالي ترفض الليبرالية الحديثة على الطريقة الأميريكية وترفض دعم الإرهاب العالمي !! إنت ليبرالي إنت !؟ 




Monday, August 26, 2013

ثورة قوالب الطوب





البعض بيقول إذا كنت بتعتبر يناير خيانة يبأة فيه حاجة غلط ! هو الحقيقة ومن وجهة النظر التانية إذا انت لسة مش فاهم يناير يبأة انت اللي عندك حاجة غلط  .. 
صحيح لولا يناير ما كانت يونيو بس ده زي لولا ٦٧ ما كانت ٧٣ يعني برضه في كل الأحوال محدش كان يتمنى ٦٧ تحصل ولا يناير تحصل .. والموضوع على فكرة مالوش أي علاقة بمبارك وفسادة وتخليله في البرطمان في آخر عشر سنين ولا له علاقة بالرغبة في التغيير من عدمه 

ببساطة ممكن تكون قرفان ومتأثر على صعيد شخصي من الفساد وعايز مبارك يمشي من ٢٠٠٣ مثلاً ومش راضي عن حاجات كتير في البلد وراغب جداً في التغيير بس برضه شايف يناير خيانة ومحاولة ناجحة للاخوان لقلب نظام الحكم بغطاء علماني هش مدفوع الأجر وانقلاب على النظام الجمهوري المصري ومؤامرة لتركيع مصر وهدم أعمدة الدولة .. آه والله ممكن أكون مش عايز الحزب الوطني ومبارك وعانيت منهم في حياتي على صعيد شخصي بس رافض هدم بلدي .. لكن نعمل إيه في اسطمبات الينايرجية اللي بتفكرني بچورچ بوش ومن ليس معنا فهو ضدنا !!

مش قادرين يفهموا إن مفيش اسطمبة أفكار وآراء وبيدعوا تحررية الفكر .. مش عايزين رأي غير رأيهم وبيرفعوا شعارات الحرية .. يا جماعة انتو عندكم مشكلة فعلاً وواضح إنكم كنتم عايزين تشتغلوا في مصانع تعليب خضار وسمك أو قماين طوب .. هيفضل فيه رأي .. لأ هيفضل فيه آراء غير رأيكم .. وهيفضل فيه ناس راغبة في الحداثة والتحرر والتقدم والقضاء على الفساد ومش بتأله مبارك ومش عايزة رؤوس الحزب الوطني بس برضه شايفة يناير خيانة ومؤامرة لهدم البلد شارك فيها ناس عن علم وناس عن غفلة وبسلامة نية 

ليه أفقكم ضيق كده ؟ حاولوا تتفهموا الرأي المختلف وأسبابه بدل التريقة والشتيمة اللي بينموا عن جهل عظيم وفاشية مسيطرة على عقولكم .. انتم مش لوحدكم في البلد رسالة وصلها لكم ١٢ مليون مصري بلس في الانتخابات اللي فاتت افهموها عشان تقدروا تكونوا أد الشعارات اللي بتقولوها .. وبعدين يا سيدي ولا يا ستي شوف اللي انت عايز تشوفه وسيب الناس تحكم وتشوف براحتها مالك ومال الناس بتفكر ازاي ؟ عايزين كمان تتحكموا في أفكار وآراء الناس وتقولولي حرية !!





Sunday, August 25, 2013

التجاهل والعقاب





وظيفة الصحفي/الإعلامي إنه يقول رأيه ده شيء مفهوم ولا جدال فيه .. ولما صحفي يختار إنه يستغل مساحة برنامجه أو عدد كلمات عاموده في أي جريدة عشان يشتم أو يهين حزء من الجمهور ويتعدى ده لإنه يهين ويشتم جزء من الشعب يعد بالملايين يبأة هنا لازم تكون فيه وقفة عشان نحاول نفهم الظاهرة 

- هل طرح الرأي يستلزم شتيمة وإهانة المخالف في الرأي والمصادرة على حقوقه الدستورية والإنسانية ؟ الواقع بيقول عكس كده .. اللي بيشتموا في العلمانية مثلاً خللوا جمهور كبير عايز يعرف يعني إيه علمانية  

- هل اللي بيهين الناس مباشرة أو بالتورية لإختلاف في الرأي ده هيخليهم يغيروا رأيهم مثلاً ؟ الحقيقة المباشرة إن فاشية وصم وتجريس المختلف بتخللي ناس تكتير تخاف تعبر عن رأيها أو حتى تسأل عن اللي هي مش فاهماه مخافة التجريس والصم والتصنيف لكن مابتغيرش رأيها وبعد فترة بتنفجر في وش اللي بيهينها

- هل اللي بيشتم الناس أو بيهينهم أو بيصنفهم متخيل إن صاحب الرأي المخالف هيخضع فوراً لفاشيته ويخرس ؟ العكس هو الصحيح والمثال واضح في مصر قصاد نعت الشعب بإنه مريض نفسي وعنده متلازمة ستوكهولم وماسوخي بيعشق معذبيه وقصاد وصف الشعب بالعبيد ولاحسي البيادة .. الأغلبية الكاسحة راحت الناحية التانية واختارت تاخد صف الجيش وتتحامى فيه بل وتحميه وتنصره 

- هل الصحفي/الإعلامي متخيل إنه لما يشتم الناس أو يهينهم مش هيردوا عليه مثلاً !! طب ما النتيجة إن كل الناس .. كلنا بلا إستثناء نازلين شتيمة وتلقيح على بعض على مواقع الفضاء الإفتراضي وبعدين يرجعوا يشتكوا ويقولوا مصر فيها استقطاب وهم أصلاً مش فاهمين يعني إيه استقطاب 

- هل نعت الناس بأرامل فلان وأيتام ومطلقات علان "وكأن اليُتم أو الحالة الاجتماعية للمرأة مسبة ! ولو إن ده شيء متوقع في مجتمع ذكوري سافل" هل النعوت دي المفروض إنها مش هيترد عليها مثلاً !! 

- هل الإتهام بالشبهة ونشر ثقافة رمي الناس بالتهم بالباطل بدون دليل هيسكت عنها المتهمين مثلاً ؟ طيب ماهي بتترد على صاحبها بتهم العمالة والخيانة وبأدلة متاخدة من كلامهم هم أنفسهم 

- هل توعد الناس بالقمع والاستعباد من الفريق الفائز شيء مُجدي أو بينصر المتوعد ده وبيمكنه مثلاً ؟ طب ما هي اتردت على اللي عاصري اللمون اللي اتحاموا في الإخوان وأصبح الناس بغالبيتهم بيتوعدوهم بإن الدور بعد الإخوان جاي عليهم حتى وإن لم يفصح بعض الناس صراحة بالكلام لكن هو الكلام السائد عالقهاوي وفي البيوت والقعدات الخاصة 

طبعاً فيه فرق بين الشتيمة والإهانة وبين الوصف والتوصيف وهنا مخرج كل اللي بيهينوا الناس رايح جاي .. سهل أوي يقولك أنا مش بهينك أنا بوصفك .. بس مش واخد باله إن الطرف الآخر "هيوصفه" برضه ! .. طيب امتى ده كله ينتهي ؟ مش هينتهي ودي الحقيقة .. الفاشية اللي أفرزتها يناير مش هترجع ده صحيح لكن آثارها هتفضل مستمرة لفترة ليست بالقصيرة 

هتفضل فيه ناس غير قادرة على التعبير عن رأيها بدون تعالي أو إهانة للمخالف في الرأي وهيفضل من طالته الإهانة يرد بإهانة أخرى .. طب والحل ؟ .. الحل في رأيي المتواضع هو المقاطعة والتجاهل .. فعلاً وصلت لحل مريح للأعصاب وهو التجاهل .. صحفي رقيع بيشتم الناس ! تجاهله .. إعلامي مغفل بيجيب شلته ويقعد معاهم يلسنوا عالناس ! قاطعه وتجاهله 

وبرغم كده هتفضل أوصاف وتوصيفات ووصمات الفترة من 2011-2013 في الذاكرة ومواقف ناس كتير من "زعماء الرأي" مش هتتنسي .. وإن كان بعضهم هيراجع موقفه بجدية وبعضهم هيغير موقفه خوفاً أو نفاقاً أو تزلفاً والبعض هيتمسك بموقفه في شتيمة وإهانة كل مختلف معاه 

أنا شخصياً زهقت ومليت وتعبت .. خلاص قررت أتجاهل وأقاطع وأعاقب كل واحد صاحب إنتاج أدبي أو فني بيستخدم لغة الإهانة والوصم والتجريس للمخالف في الرأي في محاولة فاشية لقهره وقمعه وتخويفه من التعبير عن رأيه مهما كان .. ببساطة لا هتفرج على برامجهم ولا هقرا مقالتهم ولا هشتري كتبهم .. ما يستاهلوش لا وقتي ولا فلوسي .. إختياري هو التجاهل والعقاب 




Tuesday, August 6, 2013

المأساة المصرية




جمال الغيطاني فعل فعلة شنعاء .. مارس حرية الرأي المحرمة منذ يناير 2011 .. انتقد أداء نائب رئيس الجمهورية المصرية وحذر من مغبة تصرفاته وأفعاله .. جمال الغيطاني تجرأ وكتب مقالاً في جريدة الأخبار القومية انتقد فيه موظفاً من موظفي الدولة !

هل ترون ما أرى ؟ .. ببساطة جمال الغيطاني فعل شيئاً عادياً .. مارس حقه المكفول بالدستور والقانون وقال رأيه .. عمل بشعار يناير الأول "حرية" .. مارس حرية الرأي والتعبير .. مارس ما إدعت يناير أنها "وهبته" للمصريين الذين أتت لتعلمهم الكرامة وتهبهم الحرية ..

المشكلة أن الغيطاني وهو القيمة والقامة وهو تلميذ نجيب محفوظ النجيب .. الغيطاني القاريء والباحث والصحفي المخضرم والكاتب اللامع .. الغيطاني موسوعة التاريخ المتحركة والذي إذا لم تقرأ ما كتبه عن مصر المملوكية فأنت لا تعرفها .. المشكلة أنه وقع في غلطة عظيمة .. لقد انتقد الغيطاني أيقونة يناير المقدسة ويالجرأته ويالهول ما فعل ..

فاستحق الغيطاني بجدارة تويتة تهكمية من الإله المعبود زيوس البرادعي .. مذيلة بديباجة صماء لا تعني أي شيء إلا أن الطريق طويل في سبيل تطهير مصر من أحرار المصريين .. الأيقونة لا يمارس ما يدعو إليه من شعارات جوفاء عن الحرية والديمقراطية هذا شيء نعرفه .. 

ولكن الأيقونة لم يعد أيقونة الآن ! هو موظف لدى الدولة المصرية والمفترض أنه يعمل لمصلحتها .. سياسياً ليس من المسوح له أن يُبدي رأياً شخصياً من لحظة تسلمه لمنصبه لأنه إن تكلم فهو يعبر عن رأي الدولة المصرية "إن اعتبرنا أن هناك دولة حالياً" .. 

نائب رئيس الجمهورية لشون رعاية الإرهاب والإخوان كما أسميه أنا لم يهتم لفتن طائفية تحرق الصعيد .. لم يهتم لمواطنين مصريين يقفون وحيدين يدفعون نتيجة ثورة 30 يونيو والخلاص من الإحتلال الفاشي .. يدفعون الثمن فقط لأنهم مسيحيين وعددهم أقل .. استجدى الكثيرون البوب في تويتة من أجلهم وأنا كنت أنتظر فعلاً لا قولاً .. ولم يهتم كذلك لدماء مصرية سالت في كل مكان على يد من يريد أن يعيدهم للحكم .. الدم المصري لديه رخيص طالما هو ليس بدم الإخوان ..

كراسي المعارضة مريحة تسمح لكل من كان أن يطلق الأحكام وينسج النظريات .. ولكن مقعد المسئولية يظهر حقيقة الناس .. سيأتيني رد يقول مسئولية البوب هي العلاقات الدولية والشئون الخارجية .. والرد لماذا إذن يتدخل في الشئون الداخلية وبالأخص الأمنية من فض بؤر أرهابية وعودة الأمن للشارع ؟ هل هذه شئون علاقات دولية ؟

اليوم هو يوم كيل السباب واللعنات لجمال الغيطاني من الدراويش المراهقين في كل ركن من أركان الفضاء الإفتراضي .. فدراويش البوب والرُكًع السجود في محرابه ينادون بالحرية أي نعم ولكن فقط لأنفسهم .. يشتركون مع الإخوان في نقطة مهمة لا يلتفت لها الكثيرون .. يريدون محو تاريخ مصر قبل 25 يناير .. يريدون أن يصمت كل المصريين فلا يتكلم أحد سواهم ..

الدراويش لا يجيدون فن المجادلة بالحق .. تعوزهم الحجة ليقارعوا بها حجة مخالفة .. لا منطق لديهم سوى عبادة البوب وتأليهه وتقديسه .. وسيلتهم الوحيدة في الرد على أي رأي مختلف .. كل رأي مختلف .. هي السباب والطعن والتجريح والتشهير والوصم والإتهامات الجاهزة المعلبة فهذا فلول وهذا جاهل وتلك ثقافتها وضيعة والآخر مريض بمتلازمة ستوكهولم والجالس هناك عبد يرفع المظلة إذا ما أمطرت السماء حرية من تلك التي تدعيها يناير ..

المأساة المصرية تتجلى في أحلك صورها في تعليق كتبه ناشط ينايرجي مشهور على تويتر .. يقول " جمال الغيطاني بدأ كمراسل على الجبهة وده يوضح كل حاجة" .. جمال الغيطاني بكل إنتاجه وفكره وبحثه اختزله الينايرجي في أنه بدأ حياته مراسلاً صحفياً على جبهة الحرب وكأن هذه مسبًة !!

في التعبير البليغ للناشط الشهير ومن وجهة نظري اختصار لمقالات كثيرة وأبحاث أكثر عن المأساة المصرية .. المأساة التي هي مزيج من الجهل واحتقار الوطن والعداء للجيش .. وماذا ننتظر من دروايش وعُبًاد الدبلوماسي القائل "الجيش بيعمل مكرونة يا منى" .. لن أتناقش في جدلية اقتصاد الجيش وما يسببه من صداع لأمريكا لأنها تعلم بالطبع أن الجيش يصنع أشياء أخرى بجانب المكرونة والأسمنت والحلل والبوتاجازات .. أشياء تزعجها وطابورها الخامس .. ولأن اقتصاده يمكنه من تنويع مصادر التسليح ولا يقصرها فقط على السلاح الأمريكي مما يعطيه استقلالية في القرار ..

هنا يقفز إلى ذهني سؤال طالما سألته لنفسي وأنا أكره إنقلاب 52 وأحمل من قاموا به "الضباط الأحرار وشركائهم الإخوان" المصير الأسود الذي أدى ببلدي إلى يومنا هذا ومعاناتنا هذه .. برغم ذلك لماذا لا أكره جيش بلادي ؟ .. ربما أنا مدينة للرئيس السادات الذي بملحمة أكتوبر جعل الجيش في كل بيت وفي كل قلب وجعله رمز عزة مصر وكرامتها وفخرها .. ببساطة لا أستطيع أن أحقد على شيء حدث منذ أكثر من 60 عاماً وأحمل الجيش المصري الموجود حالياً ذنبه ..

قد لا أكون شخصاً مشهوراً أو صاحب قلم أو رأي .. وأعلم أن من يقرأ كلماتي المتواضعة لا يتعدى بضعة مئات ولكن عليَ أن أوجه تحية مخلصة من قلبي في الفضاء الرحيب لكل من حمل راية مصر إلى أعلى ولكل من غامر بحياته لينقل أخبار الحرب في كل الحروب التي مرت بها مصر فهؤلاء هم الأصدق والأشجع ..

والأهم عليَ أن أحيي كل من لم يرضخ لفاشية يناير .. كل من خرج في 30 يونيو ليسقط يناير وكل إفرازاتها ويثور على ما أنتجته من فاشية وما أتت به من إحتلال لمصر .. فقد ثبت بالدليل القاطع أن الإخوان لم يكونوا أبداً فصيلاً وطنياً كما إدعى شريكهم السيد البرادعي ولكن كانوا مندوب إحتلال أمريكي على الأرض المصرية .. 

تحية خاصة كبيرة للأستاذ جمال الغيطاني على كل كلمة كتبها وإن اختلفت مع بعض ما كتب .. تحية لأنه قام بواجبه كمثقف حقيقي وقال كلمة يظنها الحق ولم يختر نفاق الشعبوية كما فعل كتاب كثيرون في العامين ونصف المنصرمين .. 

من فضلكم اقرأوا مقال الأستاذ الغيطاني واختلفوا معه كما تشاؤون .. لكن اقرأوه فقط إعلاءً لقيمة حرية الكلمة والتعبير .. إعلاءً لقيمة انتقاد السلطة أي سلطة عندما تحيد عن مسار إرتضاه الشعب .. اقرأوه لتحطموا الأصنام .. أصنام الشخوص وأصنام الأفكار ..

وأختتم بأن أنشر لينك المقال وأكرر كلمات جمال غيطاني .. هذا رجل خطر على الشعب والدولة





Thursday, August 1, 2013

تجارب متعددة ونهايات مفزعة واحدة







- مازال بعض الينايرجية مصرين على إدخال تنظيم الإخوان المافيوي الإرهابي الدولي في العملية السياسية المصرية وقياداتهم زي البرادعي وصباحي طبعاً خلف الدفع بالجدلية دي 
- كل واحد من حقه يحلم ويخطط ويعيش في يوتوبيا الخاصة بيه مفيش كلام .. لكن لما أفكاره تطبيقها يمس حياتي لازم أتصدى لها وبكل القوة إن لزم 
- حسابات الينايرجية الطيبين "ليس الأوغاد ولا الخونة" كانت كلها خاطئة بالتجربة المريرة اللي عاشتها مصر 30 شهر .. كان حلمهم التغيير للأفضل وتحقيق العدالة وإرساء دعائم دولة القانون 
- مفيش حد يقدر يجادلهم في الطلبات دي بالعكس أكاد أجزم إن ده طلب المصريين كلهم .. لكن هل حساباتهم كانت صح ؟ هل فهمهم للواقع المصري والدولي كان سليم ؟
- بالتجربة ثبت إنه لأ .. الينايرجية الطيبين تم استغلالهم أسوأ استغلال من القائمين على تنفيذ مخطط إذلال وإخضاع وتفتيت مصر .. تم استغلالهم في بعض الأحيان ليكونوا مجرد وقود حرب 
- المصريين شعب كانت له تجربة سياسية منفتحة ليبرالية تقدمية تُدرًس في أوائل القرن العشرين .. تم إغتيال التجربة الليبرالية لمصر بإنقلاب 52 تحت إدعائات وإتهامات أثبت التاريخ زيفها وزورها فيما بعد 
-أصبح المجتمع المصري معزول عن أروقة اتخاذ القرار بل ويحاسب على همساته بدعوى عداء "الثورة" .. تحولت مصر لدولة الحزب الواحد والقرار الواحد والرأي الواحد والرجل الواحد .. راجعوا مثلاً فيلم احنا بتوع الأتوبيس 
- حتى وفاة عبد الناصر كان قد تم هدم كل المؤسسات المصرية وتجريف البلد من النخبة المستنيرة وطرد اليهود المصريين وتطفيش المتمصرين وتفتيت الأرض الزراعية وتدمير الإقتصاد الأهلي والقضاء على التنافسية 
- شعارات عبد الناصر الحنجورية الشعبوية كانت موجهة للطبقات الدنيا في تأليب طبقي واضح .. قال ناصر أنه يحارب الطبقية ولكنه  أرسى قواعد لطبقية أشنع وأفظع .. طبقية الرعاع 
- تجربة ناصر في هدم المؤسسات وتسييد الرعاع في طبقة جديدة وترييف الحضر وتوزيع الفقر ونهب أموال ليس فقط الأغنياء ولكن حتى المستورين لوهبها لمناصريه من الرعاع لم تجد من يكتب عنها سوى على إستحياء
- لا يجب ان يتناسى أحد أن تنظيم الإخوان المسلمين كان شريكاً لتنظيم الضباط الأحرار في الإنقلاب على الملك وأنهم اختلفوا فقط على توزيع الغنائم بعد نفي الملك وتحويل مصر إلى جمهورية
-  من وقت ناصر والثقافة والإعلام والصحافة يسيطر عليها رجاله وأبنائهم من اليسار العاشق لتوزيع الفقر وقتل الحلم .. من وجهة نظرهم العدالة الاجتماعية هي أن يعمل المجتهد ليصرف على الأنطاع اللي مش عايزين يشتغلوا 
- العدالة الإجتماعية الحقة هي أن يُكافأ المجتهد على اجتهاده وأن يُجازى المتميز بتميزه وأن يدفع الجميع جزءاً من دخولهم فتتمكن الدولة من توفير الحد الأدنى من التعليم الآدمي والصحة المناسبة لكل المواطنين وباقي الخدمات 
- أما حرمان المتفوق من نتيجة تفوقه فهو بالتأكيد عكس العدالة كقيمة مطلقة وليس فقط العدالة الإجتماعية .. هو ظلم يقتل الحلم ويقضي على أي رغبة في الإجتهاد والتفوق والتميز 
- جاء السادات بعد ناصر ليحاول إعادة بناء مؤسسات الدولة وبعد ثورة التصحيح في مايو 71 والإطاحة بمراكز القوى الناصرية حرر الأحزاب وأنشأ الحزب الوطني وأخطأ حين ترأسه بنفسه 
- أراد السادات أن يحرر المجتمع وأن يعطيه قدراً أكبر من الحريات التي حرم منها على مدار 18 سنة وعمل على ذلك بعد حرب 73 وإعادة افتتاح قناة السويس وبداية العمل على استعادة سيناء كاملة 
- الضغط من اليسار الناصري واليسار الماركسي المتطرف دفع السادات إلى خطيئته الكبرى بالعفو عن الإخوان وآخرين حملوا السلاح من قبل وقتلوا مصريين .. خطيئة دفع هو ثمنها حياته
- كانت ثورة النفط قد بدأت في الخليج والمد الوهابي قادم فلم لا يستفيد منه السادات في مواجهة الشيوعيين !! خانته الحكمة هنا وخانه ذكائه الحاد وبصيرته المشهود له بها .. سمح للجماعات الإسلامية بالإنتشار في الجامعات
- السماح للجماعات الإسلامية بالإنتشار في الجامعات وتسليح بعضها خاصة في أسيوط في اعتقادي جريمة كان لابد أن يحاسب عليها أنور السادات ولكن ربما لأن الرجل له كرامات فقد حاسبه الله عليها فكان شهيداً 
- مصر في عهدة السادات كانت دولة منهكة من الحروب أرضها ضائعة .. صرف "زعيمها" السابق أموالها على حروب صناعة مجده الشخصي من الجزائر إلى اليمن إلى غيرهما الكثير .. شعب منهك مكسور
- انتصر المصريون بقيادة السادات حرباً وسلاماً وعندما حان وقت البناء مات السادات واغتاله نفس ذات التيار الإسلامي الذي رعاه وقال على منتسبيه أنهم أولاده 
- يُشهد لمبارك أنه في أول مائة يوم من حكمه حرص على المصالحة الوطنية مع الجميع .. وبعدها عمل حثيثاً على استكمال ما بدأ التخطيط له في عصر السادات من تنفيذ مشروعات استصلاح الأراضي ومشاريع البنية التحتية 
- مشاريع العشر سنين الأولى من عصر مبارك كانت مشاريع عظيمة نعيش عليها حتى اللحظة من بنية تحتية في المياة والصرف الصحي والاتصالات والطرق والكباري والمدن الجديدة 
- في نهاية الثمانينات بدأ الإرهاب يضرب مصر من جديد .. فبعد سقوط سور برلين وجد مجاهدي بريجينسكي من العرب الأفغان أنفسهم بلا عمل .. وقد كان مبارك بطلاً قومياً حقاً في حربه على الإرهاب 
- اختار مبارك أن يستثني تنظيم الإخوان من الحرب على الإرهاب بناء على نصيحة عمر سليمان لأنهم لم يمارسوا العنف في التسعينات فكانت استراتيجية الحرب على الإرهاب بطرق متنوعة 
- عمليات عسكرية بجانب مراجعات دينية بجانب السماح للاخوان بالندماج في المجتمع والعمل والتربح بالتجارة كعامل تحفيز لكل من تاب ممن انتهجوا الإرهاب أن يكون مثلهم ويتم قبوله في المجتمع إذا عاد عن غيه
- مبارك لم يسجن إخوانياً قط بسبب رأيه أو فكره كل من حوكموا وسجنوا تهمهم جنائية .. خيرت الشاطر مثلاً في قضية سلسبيل كان يورد أجهزة كمبيوتر للقصور الرئاسية إذاً لم يكن الإخوان معزولون مقموعون !
- استغل الإخوان حريات مبارك وسماحه لهم بالعمل في مختلف المجالات فاخترقوا النقابات وقدموا أنفسهم كبديل للدولة التي أهملت الخدمات في المناطق الفقيرة والعشوائية وبدأوا التغيير على الأرض ونشر أفكارهم الملتوية بين العامة 
- لا جدال أن سقف الحريات العامة في عصر مبارك كان أعلى حتى من الوقت الحالي من منظور المواطن العادي .. يُلام على مبارك أنه لم يتخلى عن رئاسة الوطني ولم يقوي الحياة الحزبية
- يُلام على مبارك أنه ترك الأزهر ضعيفاً والأوقاف مهترئة والباب مفتوح على البحري للوهبنة وغسل الأمخاخ في زوايا الإرهاب المنتشرة كالسرطان 
- يُلام على مبارك أنه لم يحارب الفساد الشعبي وليس فقط الإداري والمؤسسي وكان يعتمد على أهل الثقة أكثر من أهل الخبرة في كثير من الأحيان 
- يُلام على مبارك أنه لم يهتم بالإعلام ليوضح لشعبه قرارت كثيرة كانت صائبة استغلها اليسار المزايد في اتحادة مع اليمين المتطرف للمزايدة ولي عنق الحقيقة 
- يُلام على مبارك أنه ترك الدولة تشيخ وتترهل معه ولم يعمل جدياً على نقل السلطة سلمياً عندما شعر بالمرض أو بالشيخوخة 
- يُلام على النخبة أنها لم تقم بدورها لصالح مصر أبداً في الأربعين سنة الماضية ومنذ وفاة عبد الناصر ويلام على من عاصروا عبد الناصر أنهم كانوا إما صامتين أو جبناء 
- لا يمكن للدولة أن تقوم بكل شيء .. لا يمكن أن تكون الدولة هي بابا وماما وأنور وجدي كما أراد "الزعيم" عبد الناصر أن يقنع المصريين 
- للدولة واجبات وعلى النخبة واجبات .. أول واجبات النخبة أن تفسر للناس بموضوعية ما تفعله الدولة تناصرها إن أصابت وتقومها إن أخطأت 
- نخبتنا اليوم في معظمها هي إفرازات عصر ناصر .. نخبة تبحث عن السبوبة أولاً وتشخصن الأمور وتصفي الحسابات الشخصية ولا تقوم بأي دور فاعل في المجتمع 
- اليوم وبعد نجاح قلب نظام الحكم لصالح الإخوان في يناير 2011 "راجعوا حيثيات حكم محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية الشهير للقاضي الفاضل خالد محجوب" .. وبعد وصولهم للحكم وسقوطهم لابد من وقفة
- الكلام عن الديمقراطية "الصندوقية للمرة الواحدة" من وجهة نظر الإخوان كلام مختل .. للديمقراطية قواعد ليست موجودة حتى اللحظة في مصر ولا يمكن ممارستها بدون هذه القواعد 
- الديمقراطية بتعريفها اليوناني القديم "حكم الشعب للشعب بالشعب" لم تعد موجودة في أي مكان في الدنيا .. الديمقراطية في دول العالم "الحر" هي الإنتقال السلمي للسلطة وحكم المؤسسات وليس الأفراد 
- وإلى الجميع أقول الديمقراطية ليست إله معبود .. هي فقط وسيلة لإدارة شئون البلاد .. وللديمقراطية أنياب تمنع من يحكم من هدم الديمقراطية بأحد معاولها .. فالإنتخابات تكليف وليست بيعة 
- وعندما يكون كيان الدولة مهدد وهي في حالة حرب يشهد عليها ومقتنع بها من نزل من المصريين بالملايين في 26-6 و 28-6 و 30-6 و 1-7 و 3-7 و 26-7 فعلى الكل أن يصمت وأن يستمع للشعب
- المواطن المصري الان لا يبحث عن ديمقراطية ولكن يبحث عن أمن من خوف وعن طعام لأبنائه .. مصر في حالة حرب أعلنها الإسلام السياسي على الدولة 
- مشكلة تنظيم الإخوان أن مشروعه يعتمد بالأساس على المسكنة حتى التمكن من مفاصل الدولة ليكون هو بديلاً للدولة يقوم على أنقاضها يهدمها ولا يبنيها .. تنظيم موازي للدولة يرغب في هدمها حتى يبني دولته هو 
- لا حلول فاروق ولا ناصر ولا السادات ولا مبارك أفادت مصر في التعامل مع تنظيم الإخوان .. آن الأوان أن تتعامل مصر مع التنظيم الإرهابي الدولي كما تعاملت أوروبا مع الحزبين النازي والفاشي 
- لا حلول أخرى .. انتهى الكلام