Sunday, August 25, 2013

التجاهل والعقاب





وظيفة الصحفي/الإعلامي إنه يقول رأيه ده شيء مفهوم ولا جدال فيه .. ولما صحفي يختار إنه يستغل مساحة برنامجه أو عدد كلمات عاموده في أي جريدة عشان يشتم أو يهين حزء من الجمهور ويتعدى ده لإنه يهين ويشتم جزء من الشعب يعد بالملايين يبأة هنا لازم تكون فيه وقفة عشان نحاول نفهم الظاهرة 

- هل طرح الرأي يستلزم شتيمة وإهانة المخالف في الرأي والمصادرة على حقوقه الدستورية والإنسانية ؟ الواقع بيقول عكس كده .. اللي بيشتموا في العلمانية مثلاً خللوا جمهور كبير عايز يعرف يعني إيه علمانية  

- هل اللي بيهين الناس مباشرة أو بالتورية لإختلاف في الرأي ده هيخليهم يغيروا رأيهم مثلاً ؟ الحقيقة المباشرة إن فاشية وصم وتجريس المختلف بتخللي ناس تكتير تخاف تعبر عن رأيها أو حتى تسأل عن اللي هي مش فاهماه مخافة التجريس والصم والتصنيف لكن مابتغيرش رأيها وبعد فترة بتنفجر في وش اللي بيهينها

- هل اللي بيشتم الناس أو بيهينهم أو بيصنفهم متخيل إن صاحب الرأي المخالف هيخضع فوراً لفاشيته ويخرس ؟ العكس هو الصحيح والمثال واضح في مصر قصاد نعت الشعب بإنه مريض نفسي وعنده متلازمة ستوكهولم وماسوخي بيعشق معذبيه وقصاد وصف الشعب بالعبيد ولاحسي البيادة .. الأغلبية الكاسحة راحت الناحية التانية واختارت تاخد صف الجيش وتتحامى فيه بل وتحميه وتنصره 

- هل الصحفي/الإعلامي متخيل إنه لما يشتم الناس أو يهينهم مش هيردوا عليه مثلاً !! طب ما النتيجة إن كل الناس .. كلنا بلا إستثناء نازلين شتيمة وتلقيح على بعض على مواقع الفضاء الإفتراضي وبعدين يرجعوا يشتكوا ويقولوا مصر فيها استقطاب وهم أصلاً مش فاهمين يعني إيه استقطاب 

- هل نعت الناس بأرامل فلان وأيتام ومطلقات علان "وكأن اليُتم أو الحالة الاجتماعية للمرأة مسبة ! ولو إن ده شيء متوقع في مجتمع ذكوري سافل" هل النعوت دي المفروض إنها مش هيترد عليها مثلاً !! 

- هل الإتهام بالشبهة ونشر ثقافة رمي الناس بالتهم بالباطل بدون دليل هيسكت عنها المتهمين مثلاً ؟ طيب ماهي بتترد على صاحبها بتهم العمالة والخيانة وبأدلة متاخدة من كلامهم هم أنفسهم 

- هل توعد الناس بالقمع والاستعباد من الفريق الفائز شيء مُجدي أو بينصر المتوعد ده وبيمكنه مثلاً ؟ طب ما هي اتردت على اللي عاصري اللمون اللي اتحاموا في الإخوان وأصبح الناس بغالبيتهم بيتوعدوهم بإن الدور بعد الإخوان جاي عليهم حتى وإن لم يفصح بعض الناس صراحة بالكلام لكن هو الكلام السائد عالقهاوي وفي البيوت والقعدات الخاصة 

طبعاً فيه فرق بين الشتيمة والإهانة وبين الوصف والتوصيف وهنا مخرج كل اللي بيهينوا الناس رايح جاي .. سهل أوي يقولك أنا مش بهينك أنا بوصفك .. بس مش واخد باله إن الطرف الآخر "هيوصفه" برضه ! .. طيب امتى ده كله ينتهي ؟ مش هينتهي ودي الحقيقة .. الفاشية اللي أفرزتها يناير مش هترجع ده صحيح لكن آثارها هتفضل مستمرة لفترة ليست بالقصيرة 

هتفضل فيه ناس غير قادرة على التعبير عن رأيها بدون تعالي أو إهانة للمخالف في الرأي وهيفضل من طالته الإهانة يرد بإهانة أخرى .. طب والحل ؟ .. الحل في رأيي المتواضع هو المقاطعة والتجاهل .. فعلاً وصلت لحل مريح للأعصاب وهو التجاهل .. صحفي رقيع بيشتم الناس ! تجاهله .. إعلامي مغفل بيجيب شلته ويقعد معاهم يلسنوا عالناس ! قاطعه وتجاهله 

وبرغم كده هتفضل أوصاف وتوصيفات ووصمات الفترة من 2011-2013 في الذاكرة ومواقف ناس كتير من "زعماء الرأي" مش هتتنسي .. وإن كان بعضهم هيراجع موقفه بجدية وبعضهم هيغير موقفه خوفاً أو نفاقاً أو تزلفاً والبعض هيتمسك بموقفه في شتيمة وإهانة كل مختلف معاه 

أنا شخصياً زهقت ومليت وتعبت .. خلاص قررت أتجاهل وأقاطع وأعاقب كل واحد صاحب إنتاج أدبي أو فني بيستخدم لغة الإهانة والوصم والتجريس للمخالف في الرأي في محاولة فاشية لقهره وقمعه وتخويفه من التعبير عن رأيه مهما كان .. ببساطة لا هتفرج على برامجهم ولا هقرا مقالتهم ولا هشتري كتبهم .. ما يستاهلوش لا وقتي ولا فلوسي .. إختياري هو التجاهل والعقاب 




No comments:

Post a Comment