Thursday, June 12, 2014

إلى نخبة يناير






رجاء خاص من النخبة والمثقفين .. رفقاً بمؤسسات الدولة وبالشعب .. ترفقوا بنا ولو قليلاً .. مارستم فاشيتكم علينا وصادرتم على حقوقنا في التعبير وصنفتمونا ووصمتمونا وجرستمونا ووضعتم بعضنا في قوائم سوداء وهددتمونا لا لشيء إلا لإننا اختلفنا معكم من أجل هذا الوطن 

تفرحون في نكباتنا وتسرقون أفراحنا وتملئون فضاء الكون صراخاً وضجيجاً إذا ما قرصت نملة إصبع أحدكم .. تكسبتم واشتهرتم وأصبحتم نجوماً وجنيتم الأرباح مقدماً .. أرباحكم كانت من أمننا ومن دمائنا ومن أموالنا ومن حياتنا ومن صحتنا 

لا أحد فيكم وأعنيها لا أحد على الإطلاق يتحدث عن مصالحنا أو بإسمنا .. حتى من يدعون منكم الإستنارة وبذل الجهد في العمل العام لتنوير الشعب يتكلمون عن الشعب وكأنهم حفنة من الحشرات من الصراصير لا حق لها في تقرير المصير .. يدعون حمل لواء الإستنارة وتصحيح المفاهيم عن العلمانية والليبرالية ويتحدثون عن آمالهم في فشل الدولة وقيام موجة جديدة من الفوضى تأكل الأخضر واليابس 

نحن الشعب لم ننتخبكم ولم نُنَخٍبكم فرضتم أنفسكم علينا بحسابات الشللية والمحسوبية وفي خضم الفوضى وبعضكم تم فرضه علينا من خلال الأجندة الخارجية المعدة مسبقاً لتدمير البلد .. كنتم حصان طروادة اللي خرج منه الجهلويين الكهفويين الإرهابيين ليقمعونا ويتحكموا في مصائرنا 

ترون أنفسكم أفضل منا وأرقى ثقافة وعلماً وربما أرقى عرقاً لن أستغرب .. ترفعون شعارات لا تطبقونها على أنفسكم .. تتعمدون تضليل الناس بنشر معلومات مغلوطة أو ناقصة وكأنه لا يوجد في مصر من يعرف القراءة .. تتملككم حالة من الصلف والغرور لا مبرر لها حيث أن معظمكم ليسوا فقط جهلة أو حمقى ولكن أميين 

قد تكونوا تتحدثون عدة لغات ولكن أميتكم الثقافية مرعبة .. سطحيتكم فجة .. صفاقتكم في معظمكم فاقت كل تصور .. لا أدري من قال لكم أن النخبة وظيفتها قمع الشعب ومصادرة حرياته والتعالي عليه ولا أدري كيف تعتبرون أنفسكم نخبة مثقفة وتصدقون هذا الهراء 

لم تمارسوا وظيفتكم الحقيقية ولم تقفوا في صف شعبكم ولم تأخذوا بيده من الظلام إلى النور ولازلتم وبمنتهى البجاحة والوقاحة تتشحون بألقاب النخبة والمثقفين والمفكرين والأدباء والفنانين 

إلى النخبة .. الشعب أدار ظهره إليكم ولم يهتم بترهاتكم وأنفذ إرادته على أرض الواقع وأنقذ بلده وها هو عهد جديد الكل ينتوي فيه الإصلاح والبناء ورفع أنقاض ما خربتموه .. سيفرز الشعب نخبته الحقيقية المنتمية إليه التي لا تحتقره بل تفخر بكونها جزء منه تأخذ بيده وتساعده وتوعيه وتقفز به إلى قطار الحضارة السريع

إذا ما أردتم الحفاظ على مكاسبكم أرجو أن تراجعوا أنفسكم قبل فوات الأوان .. تغلبوا على إحتقاركم للمصريين وجربوا أن تتحيزوا للشعب فربما تكتشفون أنه يستحق الإحترام أو حتى التعاطف من رفعتكم وسموكم .. إنزلوا من أبراجكم العاجية إلى الشارع وتعرفوا على مصريين خارج دوائر أصدقائكم ومتابعيكم وقطعان المهللين لكم 

وعليكم أن تعلموا أن الغضب لازال كامن وأن الناس لم تنسى مواقفكم وما فعلتموه في البلد وكيف ضللتوهم وزورتم وعيهم لفترة ليست بالهينة وقدتوهم إلى ما كاد يكون حتفهم 

يا معشر النخبة المثقفة يا أبناء الآلهة وأنصاف ألآلهة بل يا آلهة الأوليمب .. قليل من الكياسة لا يضر .. قليل من الترفق بالناس لا يضر .. قليل من الواقعية لا يضر .. فرفقاً بالمصريين 



2 comments:

  1. رائع بجد يا منى ، عجبني قوي مصطلح لم نُنَخبكم فهو معبر عن واقع ماحدث فعلآ .. إللي ماعجبنيش بس هي فقرة الترجي !! لماذا تترجيهم أن يراجعوا أنفسهم ؟؟ هذا لن يحدث ، إنهم في هذه النقطة بالذات (هوبليس كيس) ، كل إللي ممكن يعملوه هو مزيد من المكر و الإلتواء لمسايرة الواقع الجديد ، هؤلاء إحترفوا العهر الفكري و تشكل وجدانهم و ضميرهم ( مابحبش أستعمل كلمة ضمير دي ) على ذلك .. قد يمكر بعضهم بالإعتذار لكني لن أصدق و لن أأمن لهم أبدآ .. و لن أقبل بأقل من عقابهم على مافعلوا ، و كما يجب مطاردة من يهنأوون خارج مصر بما كسبت أياديهم القذرة .. أتنصحيهم يا منى ؟! أتترجينهم يا منى ؟!! ماكانش العشم . :-(

    ReplyDelete
    Replies
    1. أولاً ميرسي جداً لوقتك وإهتمامك
      ثانياً سعيدة إن ولو جزء فيها استحق استحسانك
      ثالثاً أنا بخاطب النخبة والمثقفين بكل طوائفهم .. بتوع الجرايد وبتوع الإعلام ومنظرين تويتر وفيسبوك اللي انت نفسك بتعمل لايك لبعض بوستاتهم .. أخاطب العقل والضمير فيمن لديه منهم شيء عشان أكون خلصت ضميري من ربنا وماظلمتش حد
      بس كده :-)

      Delete