Friday, July 22, 2011

على ماذا كان الأستفتاء !؟!؟ .... كتبت بتاريخ 20-3-2011



الأستفتاء لم يكن أبدا بالأمس على مواد الدستور الثمانية ... كانت عملية تفنيط للقوى السياسية على الأرض ذكية للغاية ... الأخوان برشطوا كالعادة على شباب الثورة و باعوهم بسرعة أمام أغراء السطوة و النفوذ و المكسب السريع كما فعلوا مع ناصر و السادات من قبل و الآن يفعلونها مع شباب 25 يناير و البرادعي .... استخدموهم لمصلحتهم و لما أدوا الغرض ... بخ ... الأخوان و السلفيين فى حالة سَرْعَة غير طبيعية على جني المكاسب ....

الأستفتاء بالأمس كان علي من هو الأقوى ؟ الأخوان أو الليبراليين؟ المسلمين أو المسيحيين ؟ الجيش أو الثورة ؟ الشعب أو شباب التحرير ؟

من قال لا 3 مجموعات ... شباب التحرير, الليبراليين الباحثين عن الدولة المدنية, و المسيحيين ضد حشد السلف و الأخوان .....

من قالوا نعم أيضا 3 مجموعات .... الأخوان و السلف و من تأثر بدعاياتهم "نعم مع الله, و الواجب الشرعي و حماية المادة 2 الغير مستفتى عليها أصلاً و البتنجان",و من يريدون الأستقرار و دعم الجيش و دفع عجلة الأقتصاد و سرعة عودة الأمن المفقود, و حزب الكنبة و هم المجموعة الأكبر و المجموعة الغالبة كما أرى اليوم في الشارع المصري "و أنا عملي في الشارع طول النهار و يجعلني أتحدث الى كل الطبقات" ...

ببساطة الغالبية العظمى من الشعب اختارت أن تتحدى من همًشَها و خوًنَها و اتهمها بالخنوع و لم يقدر ماحدث لها و ما فُعِلَ بها أثناء الأسبوع الأول من الثورة .... تحدت من تعالى عليها و قال عنها حزب الكنبة .... اختارت أن لا يصنع القرار السياسي في ميدان التحرير و أن تتحرر من فوقية و علوية ميدان التحرير "و أسيادنا اللي في التحرير" و انفرادهم بتقرير مصير شعب عظيم و أمة حية لم يلتفتوا اليها و تباروا في نعتها بأشنع النعوت .....

الثورات يقوم بها دائما أقل من 5% من الشعب و لكنها لا تنجح و لا تصبح شرعية الا أخذت شرعيتها من الشعب و الشعب المصري لن يشرب مقلب جمال عبد الناصر الذي أدى الى مبارك مرة ثانية ... و هو ما تجاهله شباب التحرير "و أنا لست ضدهم على الأطلاق" و هذا لأنهم مسيًسين و ليسوا سياسيين .... لم ينتبهوا أن جمهورهم و زبائنهم هم الشعب المُرَوًع و الغير آمن و الموقوف الحال ...

و لم ينتبهوا أن لغتهم الفوقية لم و لن تصنع منهم أبطال ... و لم ينتبهوا أن الأشياء ان زادت عن حدها انقلبت لضدها ... و لم ينتبهوا أن الجمع اللا منتهية و الضغط على الشعب في رزقه و أمنه بتكوين هذه الكتلة الحرجة دائما في ميدان التحرير ستجعله نفسياً يرفض ميدان التحرير ..... لم ينتبهوا أن المصريين هم أذكى شعوب الأرض على بساطتهم و هم أكثر شعوب الأرض احساساً بكرامتهم و أنهم يصبرون على المهانة مكرهين و لكن عند الرد هم الفراعين ....

لم ينتبهوا أن الشعب يستطيع أن يستعمل الصندوق كما يريد لأسقاط من يريد حتى لو كان هو من أوصله الى هذا الصندوق .... درس عظيم من أمة عظيمة حية ..... درس للنخبة و تعبير عن أن هذه النخبة فاشلة و ليست لها قاعدة شعبية و لا تأثير ... و هي خسارة كبيرة للوطن و لكنها الحقيقة فالتنظير في الفضائيات و الأستعلاء على الناس لا يمكن أن يجعل هؤلاء الناس يشعرون بالانتماء لهذه النخبة ...

الدرس واضح و صريح أتمنى أن تراه النخبة المثقفة في مصر و أن تنزل من عليائها الى الشارع و تقترب من الناس أكثر فهو واجبها الوطني و المجد لا تصنعه النخب و لكن تصنعه الشعوب ....

أتمنى أن يستفيق شباب 25 يناير و يغيروا من أسلوبهم الفوقي المُخَوٍن للشعب على طريقة "أنت معانا و الا مع مبارك" و يستمعوا أكثر و ينظموا صفوفهم أكثر و يتعلموا السياسة بحرفية و ليس بعنطظة .... و أن يعرفوا أنهم لا يستطيعوا انتزاع الشرعية بميدان التحرير بعد ذلك ... و انما الشرعية من الصندوق ... فالشعب صوت ضد ميدان التحرير و سلطة ميدان التحرير ... الشعب يريد الأمن و الأقتصاد و دولة القانون اللتي لا تُهان هيبتها و لا يصنع قرارها في الشوارع و الميادين انما على يد أهل الثقة و المؤتمنين ....

كل هذا كنت أراه من يوم حزب الكنبة و حتى الأمس و كان اختياري "لا" لأن أسباب ال لا عندي كانت أكثر من أسباب ال نعم و لأن مصر فوق الجميع و مع ذلك أحترم قرار أغلبية الشعب و أقدره و أتفهمه و أعلم لماذا اتخذه و لماذا مصر ستكون دائما في أمان طالما علم السياسيون أو من يدًعون السياسة قيمة هذا الشعب ....

لك الله يا مصر و سلاماً يا بلادي ......



2 comments:

  1. من اصدق ما قرأت عن تحليل نتائج استفتاء مارس .. ليت ( النخبه ) كانت فهمت نصف ما شرحتيه ..ليت النخبه كانت تعلمت درسا و كفت عن تعاليها الذى تطور الى حالة انفصال تام عن الواقع فيما يشبه الشيزوفرينيا المريضه .. لكن فى النهايه اقول .. ( على نياتكم ترزقون ) و نية ( النخبه ) لم تكن لوجه الوطن .. و بالتالى لم يرزقو اعتراف الوطن بهم ..

    ReplyDelete
    Replies
    1. أشكر وقتك وإهتمامك .. وبعد مرور حوالي 3 سنوات على اليوم ده لازلت لست بنادمة وأعتقد أني قرأت الواقع قراءة سليمة وحاولت قدر استطاعتي أن أساعد بلدي .. أكرر شكري لشخصك الكريم

      Delete